يشكّل الطلاب نسبة كبيرة في المجتمع، وتوجد بينهم عادة فروقات فردية في الذكاء والتفكير والتحصيل الدراسي والفهم والاستيعاب، ويترتب على ذلك اختلاف معدلاتهم وبالتالي تنوع اختصاصاتهم ومهنهم مستقبلاً.
ان حصول الطالب على معدل مناسب في المدرسة ثم الجامعة يعود لأسباب منها:
أولا: اهتمام الأهل به منذ الصغر ومتابعته وتشجيعه ماديا ومعنويا.
ثانيا: تربيته تربية حسنة وسليمة بما ينعكس ايجابا على نفسيته وسلوكه واهتمامه بدروسه.
ثالثا: مساعدته والتركيز عليه في المرحلة الدنيا التي تشمل صفوف الأول والثاني والثالث لينتقل بعدها إلى الصفوف الأعلى وقد أصبح متمكنا في القراءة والكتابة والحساب.
رابعا: تشجيعه على القراءة الحرة مثل قراءة القصص والكتب المتنوعة المناسبة لعمره, مما يزيد ثقافته ويوسع مداركه.
إن هذه الأجواء من القراءة ومتابعة الدروس في البيت وكتابة الأبحاث والتقارير والمشاركة الفعالة في الصف تجعل الطالب انسانا مجتهدا ومتفوقا وخلوقا يرضى عنه ويحترمه أفراد الأسرة والأقارب والمعلمون.
وفي ظل هذا النجاح والتفوق يحلق هذا الطالب في عالم الطموح والرغبة في اكمال الدراسات العليا والخوض في مجالات البحث والاكتشاف والاختراع.
فالنجاح هو مطلب كل انسان وخاصة في مجال الدراسة، وله اثاره الايجابية على طالب العلم والمعرفة، وهذه الآثار هي:
أولا: النجاح يرفع معنوياته فينظر الى الحياة نظرة أمل وتفاؤل مما يغير مجرى حياته نحو الأفضل.
ثانيا: نجاح الطالب وحصوله على المعدل المناسب سنويا يزيده تمسكا بالأسرة والتعلق بها والحرص الدائم على الولاء والانتماء لها.
ثالثا: نجاح الطالب يدفعه للتعامل الحسن مع الآخرين ومرافقة اصحاب الخير والابتعاد عن رفاق السوء.
رابعا: النجاح والتفوق يشجع الطالب على حب اكمال دراسته الجامعية والعليا لتحسين مستواه التعليمي والمادي ومركزه الاجتماعي.
أما فشل الطالب في الدراسة فيكون بسبب عدة عوامل منها:
أولا: ضعف تحصيله الدراسي منذ بداية التحاقه بالمدرسة.
ثانيا: عدم اهتمام الأهل به وقلة متابعته والاستفسار عن وضعه التعليمي في المدرسة.
ثالثا: فقر الأسرة وعدم قدرتها على تلبية مطالب الابن الذي يدرس في المدرسة أو الجامعة.
ويترتب على هذا كله فشل الطالب في الدراسة حيث يتعرض للرسوب المتكرر وهذا له أثره السيء على نفسه، كما يكون لهذا الرسوب آثارا أخرى هي:
أولا: يترك الطالب مدرسته لعدم قدرته على الاستمرار قي الدراسة.
ثانيا: يشعر الطالب بالألم والحسرة والندم عندما يكبر لأنه لم يهتم بدراسته، أو يلقي اللوم على والديه ويحملهما مسؤولية رسوبه وتركه المدرسة.
ثالثا: رسوب الطالب ونجاح أقرانه يخلق في نفسه الغيرة والحسد والنظر الى الحياة نظرة تشاؤم ونفور.
وهكذا، فعلى كل طالب أن يجتهد وأن يهتم بدراسته ومستقبله، فمن جد وجد ومن سار على الدرب وصل، ومن يزرع يحصد، وعلى الطالبالذي يرسب ألا يستسلم ويضعف بل عليه أن يأخذ هذا الرسوب دافعا له من أجل الاجتهاد والنجاح، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة حسب مقولة الزعيم الوطني المصري الراحل مصطفى كامل. وكلنا يعرف العديد من الطلاب فشلوا في دراستهم لكنهم اتجهوا نحو تعلم بعض المهن والتدرب عليها وأصبحوا فيما بعد ميسوري الحال حيث تحسنت احوالهم المادية وارتفعت معنوياتهم واصبحوا من العناصر الفعالة التي تخدم الوطن. فعلينا الابتعاد عن اليأس وتجنب الاحباط واتخاذ الرسوب والفشل دافعا لنا لكي نبدأ من جديد بهمة عالية وقناعة وصبر ونشاط دؤوب لنحقق النجاح والاهداف النبيلة والغايات المرجوة للعيش الكريم والحياة السعيدة حاضرا ومستقبلا.