تخطى إلى المحتوى

¦[•~ بين العبث والأنين .هل ضاع الامل فعلا ؟ ~•]¦ 2024.

الفشل ليس قدرا ونهضتنا تبدا من تحليل دقيق لواقعنا ومعرفة هفواتنا .فليس من المنطقي ان نظل هكذا نلوك عجزنا ونستطرد في وصفه .بل يجب العمل كل من موقعه على محاربة داء العبث الذي استشرى في واقعنا لدرجة صار معها قاعدة وليس استثناء.صرنا نعشق العبث وثار جزء من حياتنا.حتى لن اتقان الامر صار يصيب البعض بالكثير من الضجر.فهل تمكن منا الفشل وصرنا عبيده ؟ أم ان الامل بارقة الامل لازالت مشعة في غفلة منا ومن ارادتنا ؟ قرأت يوما حكمة لأحد العلماء,جملة جعلتني امعن التساؤل حول وضعيتنا بين الامم.
ليست العظمة في أن لا تسقط أبدا ، بل في ان تسقط ثم تنهض من جديد.</strong></strong>
جملة تبدو في ظاهرها بسيطة ولا تحمل الكثير من الإيحاءات ,الا اني لا اعلم لما توقفت عندها كثيرا دون غيرها .ربما لكونها تبدو مناسبة لراهنية تعليمنا وضعنا بشكل عام . فالتعليم ليس الا صورة مصغرة لحال أوطاننا بشكل عام.</strong>
واذا إردنا إسقاطها على واقعنا التعليمي سنجدها تحمل اعترافا صريحا بفشلنا التعليمي وهذا ما يجب أن يكون أول خطوات الإصلاح . تماما كما تحمل جرعة كبيرة من الأمل لمستقبل لا يبدو فيه الفشل قدرا بل نتيجة لسوء تدبيرنا. فنحن لا نحصد الا ما نزرع . والإصلاح يبدأ بأخد العبر من الماضي وتفادي تكراره بالثبات على الصحيح وتصحيح الأخطاء واذا حدث أن نسينا هفواتنا سنكررها مرة ثانية لنعيش في دوامة عنوانها تكريس العبث واعادة انتاج الازمة.فالذين لا يذكرون الماضي مكتوب عليهم أن يجربوه ثانية.</strong>
وحبذا لو تفادينا التردد الذي نعيشه في جل مجالات حياتنا وبالأخص في تدبير الشأن التعليمي فمن يتردد بين مسجدين يضيع صلاة الجماعة .إن اعادة الهيبة لتعليمنا تبدأ من صفاء النفوس والرغبة القوية في الافضل من جهة,وتوفير الظروف المناسبة للعمل من مدرسين مكونين يحوافز كافية ومدارس تليق بالجيل الذي سيحمل المشعل مستقبلا.
وقد ورد عن أحد مسؤولي اليابان أنه قد سُئل يوما عن سر التقدم التعليمي في بلده فأجاب بلاغة وثقة بعيدة عن تردد مسؤولينا وتلعتمهم :</strong>
" أعطينا المعلم راتب الوزير وحصانة القاضي".</strong></strong>
إجابة لا تحتاج لتحليل بقدرما تحتاج لمقارنتها بواقعنا الذي يسير عكس التيار. </strong>
إن المتأمل في واقع التربية والتعليم في العالم العربي ليخرج بخلاصة لا مفر منها وهي أننا كمن يصر على الفشل ولا يرضى بالنجاح مهما حصل.وكأننا نصر على تكرار الأخطاء والاستمرار في تجهيل أجيالنا.فاستمرارنا في سياسة محاكات الغرب في كل شيئ لم يجر علينا إلا الازمات .فقط لأن واقعهم مختلف عم واقعنا سواء من خلال الأولويات أو الواقع الثقافي أو الامكانيات اللوجيستيكية والمادية المرصودة للتعليم .اذا فليس من الذكاء في شيء ان نلتقط تجاربهم جاهزة لنسقطها على واقع يجر ورائه تاريخا وثقافة مختلفة. وحبذا لو ندرس تجاربهم فنأخد ما يفيدنا ونترك ما لا يصلح لنا.كلامي هذا لا يعدو ان يكون مجرد تمنيات أو بالاحرى مجرد أهات متواصلة توقظ مضجع كل من يسعى الى مستقبل أفضل لأبنائه وأجيالهم المستقبلية. وأعلم يقينا أن نيل المطالب لا ولن يكون بالتمنيات بل بالعمل الجاد من جميع الاطراف. فهدفنا جميعا إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان وقبل أن ينعل أحفادنا سوء عملنا بعد مماتنا .فسنوات متواصلة من العبث ستجعلنا في زمن غير زمننا لتزيد الهوة اتساعا بيننا وبين أُمة عرفت طريق الرقي . </strong>
أقول قولي هذا وأنا على علم أن مخاطبونا خارج التغطية وأخر ما يهمهم هو النظر في تعابيرنا الكئيبة أو الإستماع لأنيننا المتواصل . أبنائهم ورثة كراسيهم الوثيرة هناك يدرسون بين أطفال وشباب الغرب.أما أبنائنا فقد أخدوا جرعة كافية من اليأس من خلال تجارب من سبقهم . إنها سياسة تكرار النخب وتوارثها .فدمتم لعبث عنوانا ودام لنا الصراخ والأنين مقصدا.

من
<<<<<<<<
خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.