يا لها من آية عظيمه و يا له من نداء تهتز له القلوب
وتقشعر منه الأبدان
يوم ينادى عليك أيها الإنسان الفقير الضعيف
ما غرك بربك الكريم ؟
ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار ؟
ما الذي خدعك فاقترفت الآثام باليل والنهار؟
ما الذي خدعك فرط في حدود الله ؟
ما الذي خدعك فتهاونت في الصلاة ؟
ما الذي خدعك فأطلقت بصرك في الحرام ؟
ما الذي خدعك فلم تخش الله كما كنت تخشى الأنام ؟
أهي الدنيا؟
أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت!
أهي الشهوات؟
أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت!
أم هو الشيطان ؟
أما علمت أنه لك عدو مبين ؟
إذن ما الذي خدعك ؟ أجب …أجب … لا عذر اليوم.
لا إله إلا الله
أرأيتم؟
إنها لآية عظيمة وتذكرة مبينة لمن وعاها
كررها بينك وبين نفسك
قم بها في جوف اليل إذا هجع الأنام وغارت النجوم
كررها في ركعتين تلذ فيهما بمناجاة ربك
وكرر ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكلام وتمثل نفسك ماذا تجيب
تذكر ذنوبك وابك على تفريطك
تخيل معي هذا المنظر كأنك تراه واعلم أنه واقع لا محالة
وتخيل هذا المشهد المهي إذا السماء انفطرت،
وإذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجرت، وإذا القبور بعثرت
علمت نفس ما قدمت وأخرت
يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم
الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم ارحمنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض عليك
الله يجعله في ميزان حسناتك