اذا عدنا الى محاسبة الرجل على ذنوب يرتكبها عن قصد او عن غير قصد , اي ببراءة تامة بقصد المزاح و
الضحك . فنراه احيانا وهو ( الطفل الكبير ) كما يسميه علماء
النفس , نراه وقد حلا له ان يثير غيرة زوجته بكلمات يتصور انها بريئة فيمزح مع صديقة زوجته قائلا امامها بأن ( تدبر له عروسا )
وان زوجته ترضى بذلك . يقول هذا ضاحكا ليؤكد نيته في المزاح .
وتذهل الزوجة , وتضحك مجاملة , ولكن براءة هذا الطفل الكبير تأبى الا الاسترسال بالمزاح حتى تنفجر الزوجة بكلمة كان يجب ان لا تقولها
مهما شدت بها الغيرة ذلك افضل لمعنوياتها , والكلمة هي ( وانا ايضا دبري لي عريسا ) عند ذلك نرى الرجل الطفل قد انقلب الى رجل كبير
ناضج حذر , يعاقب هذه الزوجة بكلمات قاسية لاذعة , تستمر اياما بل اسابيع .
اذن فلماذا يا طفلنا الكبير الساذج تثير زوجتك بهذه الكلمات الطائشة وانت لا تستطيع احتمال واحدة منها ؟ …
هذا قليل من كثير مما يخرج به الزوج امام زوجته او يقوله ببراءة او يمدح جمال او شخصية ابنة احد اصدقائه العائدة من دراستها في
الخارج , فتكون النتيجة جحيما يخلقه في بيته , ينقلب احيانا على رأس تلك الفتاة المسكينة فتقاطعها الزوجة , بل وتقاطع اسرتها
ايضا , واكثر من هذا فأنها – كما رأيت بنفسي – ترسل اليها تهديدا اذا تزوجت زوجها . كل هذا والفتاة لا تدري سبب اتهامها بمن هو اكبر من ابيها .
وهنا يحق لي ان اطالب الرجل بالكف عن هذا المزاح الخطر الذي يؤدي الى ايلام الزوجة التي مهما سكتت وتساحمت لا يمكنها ان تمنع شيطان
الغيرة ووسواسه من ان تستبد بها وتخرب علاقاتها بالناس الابرياء .
ومجمل القول الذي يجب ان تعرفه كل زوجة , بل وان تحفظه عن ظهر قلب
هو , ان مكانها على خريطة الحياة الاسرية ليس في مكان احد القطبين , وهما منطقتا ثلج وفناء , بل ان مكانها في الوسط وعلى خط الاستواء
حيث الحرارة التي تبعث الدفء وتوقد الحياة .
الرجل هو ثعلب كبير
:0154::0154::0154: