تخطى إلى المحتوى

ناجحون يخشون النجاح 2024.

ناجحون يخشون النجاح
نعرف جميعا أن هناك شريحة من الطلاب ولأسباب مختلفة تخاف الاختبار.. وترتبك في قاعته أيما ارتباك إلى درجة أنه قد يؤثر في مستوى تقديمهم ومستوى علاماتهم. ولكن هل يمكن أن يكون هناك أشخاص يخشون النجاح؟ علماء النفس يقرون وجود مثل هذه الحالة لدى بعض الطلاب، والذين قد يكونون من الأذكياء والنابغين في حياتهم. وإذا ما أوردنا اسم زيد من الناس والذي هو من عائلة ذكية وناجحة، وكل إخوته من المتفوقين لكنه يتعثر في دراسته الجامعية لسبب غير معروف، وفي بعض الأحيان يصل الرفض لديه من الجامعة والدراسة إلى درجة العقدة، فقد يعد مثل زيد هذا فاشلا دراسيا، ولكن تحليلا علميا لنفسيته كالذي قام به د. النفساني الأشهر بوب هوك على الطالبة بيتي التي تشابه حالة زيد، يقرر أن حالة مثل هذه تصنف من الذين يخافون النجاح. لماذا يخافون النجاح؟! ومثل هؤلاء الناس يكون لديهم جنوح نحو الكمالية بمعنى أنهم لا يقتنعون بأمر ناقص، فعندما يقدمون على خطوة يجب أن تكون هذه الخطوة ناجحة100في المائة;، وإذا ما قدمت هذه الفئة اختبارا يجب أن يأخذ العلامة الكاملة. وإذا لم يحصل ذلك فإن الأمر يدعوهم إلى ترك الأمر كلية وهنا مكمن الخطر. يشرح د. بوب هوك في كتابه لكي تنجز أهدافك حالة الطالبة بيتي، بأنها كانت تقدم رسالتها لنيل درجة الماجستير، بعد أن عملت على إنجازها بجد وطالعت الكثير من المصادر، لكنها طالبت بتأجيل تقديم الرسالة، فأعطيت ذلك الحق بشكل طبيعي، لكنها لم تكتف بما عندها، بل أضافت مصادر أخرى وصلحت وعدلت في الرسالة وأنجزتها للمرة الثانية، وفي الوقت المحدد للتسليم لم تقتنع بأن تقدم رسالتها.. وبهذه الطريقة خسرت مستقبلها، ويضيف د. هوك أنه من المؤسف أن أمثال بيتي من الأذكياء، والذين كانوا من الممكن أن يقدموا الكثير لمجتمعهم.. يخرجون من طريق النجاح. فنستخلص مما سبق أن مثل حلة بيتي وارد الحدوث في حياة الطلاب والطالبات وهذه الحالة تكون صعبة عندما يكون اخوة الطالب من ذوي المستويات عالية التقدير. فهو يخشى أن يأخذ تقديرا أقل من إخوته.. ويجهد من أجل نيل مثل هذا المستوى ويرهق نفسه، ويصرف من أعصابه الكثير وهو في طريقه إلى مساواة إخوته، ويرهقه هذا القلق الذي ينتابه من نجاح لا يساويه مع إخوته. الجامعة..غير! إن الطلبة الذين يصلون إلى المرحلة الجامعية عادة من الطلاب متوسطي الذكاء، أو أرفع بقليل، لكنهم يخلطون بين واجبات الطالب في المرحلة الثانوية، وواجبات الطالب في المرحلة الجامعية، فالفهم والجهد الذي يطلب منه في الجامعة يتخطى مسألة الحفظ إلى مسألة الإبداع في البحوث والمشاركة والواجبات. لذا وجب على الطالب زيادة الجهد في هذا المجال من أجل الوصول إلى الحياة العملية بقدرات ومهارات كبيرة وقدرة على الفهم والتحليل والإبداع أكبر منهما. إن الحياة الطلابية في الجامعة فيها الكثير من الأنواع الإنسانية: منهم من يخشون الفشل، ومنهم من يخشون النجاح. كلنا ننجح، ولكن.. إن الذين يخشون النجاح -وعادة ما يكونون من الأذكياء- يجب أن يؤمنوا بحالة الإخفاق وتقبلها بشكل طبيعي في هذه الحياة. إن النجاح ليس محصورا على العباقرة، بل إن هناك قدرا متقاربا من الطاقات والقدرات لدى جميع الطلاب، والتي أودعها الله فينا من المؤكد أننا سنصل إلى ما نطمح إليه إذا نجحنا في طريقة استغلالها.

م/ن

خليجيةخليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.