هذه المشاكل الخاصة بالنوم هي على ستة أنواع :
1) الأرق.
2) النوم الزائد.
3) الشخير.
4) الحركة.
5) نوبات الهلع والخوف والأحلام المزعجة والمشي أثناء النوم.
6) اختلال الساعة البيولوجية اليومية.
أسباب وسبل علاج هذه المشاكل هي كما يلي :
1-الأرق:
يعتبر الأرق أكثر مشاكل النوم انتشارا، وحسب رأي خبراء الصحة فإن الأرق ( أو عدم القدرة على النوم بصورة طبيعية) هو تماما مثل الحمى وارتفاع الحرارة من حيث كونه عارضا للمرض وليس مرضا بحد ذاته.
نقطة التقاء أخرى بين الأرق والحمى هو أن سبب الحدوث ليس محددا حيث إن هناك عدة أمراض يمكن أن يكون الأرق والحمى أحد أعراضها، ومن هذا المنطلق فإن علاج الأرق يعتمد على علاج المرض المسبب للأرق.
* فيما يلي أنواع الأرق وأسباب حدوث كل نوع :
* الأرق العابر أو الظرفي: هذا النوع من الأرق معرض له أي إنسان وهو شيء طبيعي باعتباره يأتي بنتيجة ظروف أو أحداث يمكن أن يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية، فعلى سبيل المثال الضغوط النفسية اليومية مثل مشاكل العمل والدراسة أو حتى ضغط الأعباء المنزلية قد تكون سبب حدوث هذا النوع من الأرق.
في نفس الوقت، عوامل المناخ مثل الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة أو الضجيج والأحداث الصاخبة يمكن أن تكون سبب هذا النوع من الأرق، وبالتأكيد الألم المصاحب للكثير من الأمراض والحوادث بما في ذلك الألم النفسي يمكن أن يكون سبب هذا النوع من الأرق.
أخيرا : الملل والشعور بالوحدة والانعزال عن المجتمع، هو أيضا عوامل مسببه لهذا النوع من الأرق.
* سبل العلاج:
هذا النوع من الأرق يختفي بنفسه دون الحاجة لعلاج وذلك بزوال سبب الحدوث، على أي حال، إذا استمر هذا النوع من الأرق لمدة طويلة فإن هذا يحمل معه خطر عدم قدرة الشخص على العودة ثانية لحالة النوم الطبيعي إلا بعد فترة طويلة.
* الأرق الناجم عن الأمراض النفسية:
حسب رأي خبراء الصحة، فإن مرض الاكتئاب يعتبر أحد أهم أسباب الأرق المزمن والذي يصاحبه أيضا مشكلة الاستيقاظ المبكر من النوم، بعبارة أخرى، المصاب بمرض الاكتئاب لا يجد فقط صعوبة في النوم، ولكنه أيضا بعد نومه يستيقظ بعد ساعات قليلة وقبل حصوله على القسط الكافي من النوم كما وأن العودة للنوم ( بعد الاستيقاظ المبكر ) تكون غير ممكنة إلا بصعوبة.
أخيرا : الاكتئاب الذي يصاحبه ما يسمى مرحلة النشوة والذي يشعر فيه المريض بالقوة والنشاط والنشوة العارمة، يؤدي لصعوبة النوم بسبب النشاط الزائد في الخيار العصبي ولكن بعد زوال هذه المرحلة والدخول في مرحلة الاكتئاب الحقيقية، فإن المريض يجد صعوبة كبيرة في البقاء مستيقظا وهو بحد ذاته أحد أمراض النوم.
* التنفس والحركة غير الطبيعية أثناء النوم:
مع أن التنفس غير الطبيعي وكثرة الحركة في الساقين(restless leg syndrome) أثناء النوم ترتبط بمرض النوم الزائد وتعتبر أحد أعراضه إلا أنها تؤدي للأرق لأنها تجعل النوم العميق أكثر صعوبة.
* سبل العلاج:
بشكل عام، الأرق الناجم عن أمراض عصبية أو مشاكل نوم أخرى، لن يختفي من نفسه، والعلاج يكون حسب سبب حدوث الأرق، فعلى سبيل المثال إذا كان القلق ناجما عن القلق والتوتر العضلي والعصبي فإن تمرينات الارتخاء العضلي المختلفة فاعلة في إزالة السبب الفسيولوجي.
في نفس الوقت، إذا كان سبب الأرق هو اعتياد الشخص على النوم بمكان أو طريقة معينة مثل تعود النوم على الأرض، وليس على السرير فإن الشخص بحاجة لما يسمى بالعلاج السلوكي.
على أي حال، إذا كان الأرق متأصلا منذ الطفولة فإن العلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب مثل عقار الـ Elavil يكون ضروريا لعلاج هذا النوع من الأرق كما وأن طريقة التغذية البيولوجية الناجحة تكون مناسبة. مع ملاحظة أن الوسط الطبي يتفق في الرأي حول الجوانب السلبية لاستخدام هذه العقاقير حيث إن الإدمان عليها يجعل النوم أكثر صعوبة مما كان عليه في بداية الاستخدام لهذه الحبوب وذلك بعد التوقف عن تناولها.
ملاحظة أخيرة : الكثيرون يستخدمون الكحول كوسيلة للنوم عند الإصابة بالأرق ولكن استخدام الكحول يحمل معه مخاطر صحية كثيرة من ضمنها الآثار الضارة بالصحة الناجمة عن تناول الكحول، بالإضافة إلى أن النوم يصبح مرتبطا بتناول الكحول وبالتالي يصاب المدمن بالكحول بالأرق الشديد في حالة عدم توفره قبل النوم كما هو الحال مع الحبوب المنومة.
وعلى ذكر الحبوب المنومة فإن تناولها مع الكحول لعلاج الأرق يمكن أن يؤدي للموت لأن نتيجة تفاعل العقارين معا أكبر من حاصل جمع تأثير كل منهما على حدة.
2 – النوم الزائد:
كما يقولون في الأمثال "الزائد أخو الناقص " فالنوم الزائد أحد مشاكل النوم الشائعة وهو الشعور الشديد بالرغبة في النوم حتى في النهار. ولتشخيص هذا النوع من أمراض النوم، فإن خبراء الصحة المختصين بأمراض مشاكل النوم يستخدمون اختبارا خاصا يسمى : Special Day Time nap Test ، ويتم التشخيص في مختبر خاص، وعادة الأشخاص العاديون يحصلون على تشخيص سلبي إذا كان نومهم أثناء الليل لساعات قليلة ( أقل من 6-8 ساعات ) أو تم إيقاظهم مرارا أثناء النوم، على أي حال المصابون بمرض النوم الزائد سوف يحصلون على تشخيص سلبي حتى ولو حصلوا على نوم مريح وللساعات الكافية أي ما بين 6-8 ساعات.
*أسباب حدوث المرض:
مرض النوم الزائد عبارة عن حالة وراثية من الميل الشديد للنوم أثناء النهار يصاحبها فقدان القدرة على التحكم بعضلات الجسم أثناء نوبة النعاس الشديد التي تسبق النوم أثناء النهار، وهذه الحالة من فقدان التحكم بالعضلات تسمى طبيا باسم : Cataplexy . أعراض المرض تظهر ما بين سن 13-22 وبعض الأحيان ربما تتأخر الأعراض لحين الوصول لسن العاشرة أو حتى بعد سن الثلاثين أو أكثر، هذه الحالة الوراثية لمرض النوم الزائد تتميز بسرعة انتقال المريض إلى مرحلة النوم العميق التي تسمى طبيا باسم : ( R E M ) Rapid Eye Movement سواء عند بداية النوم في الليل أو عند الشروع في أخذ إغفاءة بسيطة، في نفس الوقت فقدان القدرة على التحكم بالعضلات Cataplexy والذي يصاحب مرض النوم الزائد يؤدي إلى حالة سقوط الرأس لأسفل وأيضا إلى ارتخاء الذراعين والقدمين، وبالتالي ربما سقوط الشخص فجأة على الأرض كما هو الحال مع مريض الصرع.
*تشخيص المرض:
يتم تشخيص المرض باستخدام فحص وقياس الموجات الدماغية.
*علاج المرض:
ليس هناك علاج للمرض وذلك لسببين :
· لأنه مرض وراثي.
· لأن المرض يرتبط بنوع دم معين مصاب عادة بأحد أمراض نقص المناعة.
على أي حال، لتخفيف المرض فإن هناك نوعين من الأدوية المستخدمة في العلاج هما :
· منشطات للجهاز العصبي مثل عقار الريتالين Ritalin أو الأمفيتامينات Amphetamines ، وهذه الأدوية تستخدم في علاج النوبات أثناء النهار.
· العقاقير المضادة للاكتئاب : هذه العقاقير تعمل على إعاقة مرحلة النوم العميق، وبالتالي تأخير النوم العميق كما أنها تعمل على منع ارتخاء عضلات الجسم.
ويجدر القول ان هذه العقاقير تفقد فاعليتها وتأثيرها الطبي على المريض بمرور الوقت وكثرة الاستخدام وربما لمضاعفات جانبية سلبية.
3 – الشخير:
بالتأكيد الشخير صوت مزعج ( وللأسف لا يسمعه المريض بالشخير ولكن النائمين حوله يسمعونه) وهذا الصوت المزعج يحدث لأسباب مختلفة وقد يكون عبارة عن حالة عارضة أو طارئة وعابرة أو خلل بمجرى الهواء العلوي للجهاز التنفسي للإنسان، وهذا الخلل يكون بحدوث عملية انهيار أو انطباق الأغشية الناعمة التي تغلف مجرى الهواء العلوي على بعضها البعض بحيث يؤدي الأمر إلى توقف التنفس لبضعة ثوان وربما دقائق(sleep apnea)، وعندما ينفتح مجرى الهواء ثانية بعد عودة الأنسجة الرخوة والناعمة لوضعها الطبيعي يصدر صوت الشخير بعد اندفاع الهواء ثانية في مجرى الهواء العلوي.
وحيث أن الشخير العالي والمتواصل يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر للمريض خلال النوم (كذلك الأرق أو استيقاظ من حوله ) فإن المصاب بالشخير بحالته الشديدة والمزمنة، يصاب بمرض قلة النوم.
يحدث مرض الشخير في أي مرحلة عمرية وفي كلا الجنسين – ذكور و إناث – ولكن بشكل خاص المصابون بالسمنة وفي منتصف العمر، ولكن المرض يزداد سوءا بتقدم السن، وأمراض القلب وضغط الدم قد تصاحب المرض خصوصا في مراحل متقدمة من العمر.
*سبل العلاج:
وسائل العلاج تتراوح ما بين الجراحة أو استخدام وسائل مضادة أو مقاومة للشخير أو استخدام العقاقير، ولكن حسب رأي خبراء الصحة فإن تخفيف الوزن يعتبر أفضل وسيلة علاجية.
4 – مرض الحركة أثناء النوم: restless leg syndrom
عبارة عن حركات منتظمة وغير إرادية في عضلات الساقين تحدث عادة، بمعدل 2-3 مرات في الدقيقة وبشكل منتظم لوقت طويل. والمصابون بالمرض عادة لديهم شعور دائم بعدم الراحة في الساقين، وحيث أن الحركة الكثيرة في الساقين أثناء النوم تؤدي إلى عدم انتظام النوم وكثرة الاستيقاظ خلال الليل، فإن المصابين بالمرض يصبحون أيضا مرضى بالنوم أو الميل للنوم أثناء النهار أي الشعور بالنعاس أثناء النهار.
*سبل العلاج:
حتى الآن لم يجد العلم تفسيرا علميا مقبولا للمرض، وبالتالي ليس هناك علاج حيث أن أسباب المرض غير معروفة.
على أي حال بعض المهدئات قد تكون فاعلة في تخفيف حالات المرض.
5 – أمراض الهلع والخوف أثناء النوم:
هناك مجموعة من مشاكل النوم تصنف مجتمعة تحت اسم أمراض الـ Parasomias وهذه تشمل:
· الكوابيس
· الأحلام المزعجة والمخيفة
· المشي أثناء النوم
فيما يلي شرح لهذه الأمراض
*الكوابيس:
عبارة عن أحلام مزعجة تحدث في فترة النوم العميق وعادة يستطيع المريض تذكر بعض أو معظم تفاصيل الحلم المزعج والذي يكون عادة من الأحلام المرعبة والمخيفة مثل مطاردة حيوان مفترس أو التعرض لموقف موت أثناء الحلم.
*أسباب المرض:
هناك نظريات عدة تفسر سبب الكوابيس ولكن ليس هناك اتفاق بين خبراء الصحة على نظرية معينة.
*سبل العلاج:
العلاج النفساني وكذلك ما يسمى بالحلم المشرق أو الصافي هما أكثر الوسائل استخداما في علاج المرض.
*الأحلام المزعجة والمخيفة:
مع أن الكوابيس هي ذاتها أحلام مزعجة ومخيفة، إلا أنه في بعض الحالات وخصوصا عند الأطفال، فإن هذه الأحلام المزعجة والمخيفة تؤدي إلى استيقاظ متكرر للطفل من مرحلة النوم العميق، كما وأن الطفل لا يستطيع تذكر تفاصيل الحلم المزعج والمخيف بالنسبة له، فقط يتذكر أنه كان مصابا بالرعب أثناءه، وهذا الرعب يستمر معه حتى بعد الاستيقاظ من النوم.
*المشي أثناء النوم:
عادة يحدث المشي أثناء النوم للأفراد المصابين بالأحلام المزعجة والمخيفة، وفي نفس وقت حدوث الحلم أو الكابوس المزعج والمخيف مما يعني بأن كلا المرضين يحدثان لنفس السبب أي أن السبب واحد في كلا الحالتين لأنهما يؤديان للاستيقاظ من النوم بحالة إثارة عصبية شديدة، وعلى العكس مما يظن الآخرون، فإن المصاب بمرض النوم يمكن إيقاظه من حالة النوم بدون أي مضاعفات صحية أو نفسية على المريض رغم أن المريض قد يقاوم محاولة إيقاظه.
المشي أثناء النوم يجب التعامل معه بحذر شديد من خلال اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع وقوع حوادث أثناء المشي من شأنها زيادة احتمال تعرض المريض للأذى أو حتى الموت بسبب السقوط من مكان مرتفع أو الاصطدام بأشياء حادة أو مؤذية للجسم مثل مدفأة مشتعلة على سبيل المثال.
*سبل العلاج:
العلاج النفساني والأدوية الطبية.
6 – أمراض اختلال الساعة البيولوجية اليومية:
من المعروف بأن نشاط الجسم البيولوجي اليومي يتبع إيقاعا ذاتيا منتظما خلال الأربع وعشرين ساعة التي يتألف منها اليوم الواحد، بعض أمراض أو مشاكل النوم تحدث بسبب وقوع خلل في هذا الإيقاع البيولوجي اليومي للإنسان وهذا الخلل يكون على عدة أنواع هي:
-اولا"=عدم انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ:
يحدث عدم انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ ربما بسبب عدم وجود مسؤوليات يومية يجب القيام بها كما هو الحال عند العاطلين عن العمل، فإن عدم الانتظام هذا في مواعيد النوم والاستيقاظ يؤدي إلى تبني الجسم لنظام بيولوجي داخلي يتألف من 25 وليس 24 ساعة وذلك على النحو التالي :
· مساء الجمعة يذهب للنوم الساعة التاسعة ويستيقظ في العاشرة.
· مساء السبت يذهب للنوم الساعة العاشرة ويستيقظ في الحادية عشرة.
· مساء الأحد يذهب للنوم الساعة الحادية عشرة ويستيقظ الساعة الثانية عشرة.
إذا استمر الحال على هذا المنوال، ينتهي الشخص بالذهاب للنوم الساعة الخامسة صباحا والاستيقاظ في الساعة الثالثة بعد الظهر.
وحسب رأي خبراء الصحة، فإن هذا الاختلاف المتواصل في مواعيد النوم والاستيقاظ ليس له مضار صحية طالما أن ساعات النوم ثابتة.
الجانب السلبي هو تعارض هذا النظام الغريب والشاذ في النوم والاستيقاظ مع واجبات ومسؤوليات اجتماعية أو مهنية ( إذا كان المريض لديه عمل ).
-ثانيا"= كثير من الأفراد يجدون صعوبة في النوم حسب جدول معين يرغبون باتباعه رغم محاولتهم النوم والاستيقاظ ضمن هذا الجدول على سبيل المثال، قد يذهب الفرد للنوم ويستلقي على السرير ولكنه لا يستطيع النوم إلا بعد وقت طويل ولكن إذا حدث النوم، فإنه يكون نوما طبيعيا.
أحيانا يحدث العكس، حيث يصاب الشخص بالنعاس مبكرا وينجح في النوم السريع ولكنه يستيقظ من النوم باكرا وقبل الوقت المحدد الطبيعي للاستيقاظ وهو أكثر وسائل العلاج لهذه الحالة من أعراض أو مشاكل النوم.
-ثالثا"= اختلال الانسجام في النشاط الفسيولوجي اليومي للجسم :
على مدار الأربع وعشرين ساعة التي يتألف منها اليوم الواحد، فإن مجموعة من أعضاء وأجهزة جسم الإنسان الفسيولوجية تعمل كمجوعة مترابطة من حيث النشاط أو الهدوء.
أي خلل في هذا الانسجام والتوافق والتوقيت في النشاط والراحة بين أعضاء وأجهزة الجسم الفسيولوجية يسمى Desynchronization ويحدث هذا الخلل عادة نتيجة مشاكل النوم التي سبق ذكرها والخاصة بالتوقيت البيولوجي اليومي لجسم الإنسان.
في نفس الوقت، يحدث هذا الخلل في حالات الانتقال من نصف الكرة الشرقي إلى النصف الكرة الغربي،أو العكس خلال ساعات قليلة كما هو الحال عند السفر بالطائرات النفاثة السريعة بين مناطق مختلفة عن بعضها البعض في التوقيت المحلي
من اعداد دكتور خالد السعيد