ينتشر بين الأطفال (الطلاب) نوع من الاضطرابات تعرف باسم عسر القراءة, حيث أن معدل انتشاره بين أطفال المدارس الابتدائية يقدر بحوالي 2 – 8 % ويكثر انتشاره بين أقارب الدرجة الأولى عنه بين عامة الناس وهو أكثر انتشارا بين الذكور عنه بين الإناث بنسبة 3: 1 .
بداية يجب أن نعلم أن الطفل يحتاج لكي يستطيع القراءة أن يتحكم في هذه العمليات العقلية في نفس الوقت:
1- تركيز الانتباه على الحروف المطبوعة والتحكم في حركة العينين خلال سطور الصفحة.
2- التعرف على الأصوات المرتبطة بتلك الحروف.
3- فهم معاني الكلمات وإعرابها في الجملة .
4- بناء أفكار جديدة مع الأفكار التي يعرفها من قبل .
5- اختزان تلك الأفكار في الذاكرة .
وتلك الحيل أو العمليات العقلية تحتاج إلى شبكة سليمة وقوية من الخلايا العصبية لكي تربط مراكز البصر واللغة والذاكرة بالمخ, و الطفل الذي يعاني من صعوبة القراءة يكون لديه اختلال في واحد أو أكثر من تلك العمليات العقلية التي يقوم بها المخ للوصل إلى القراءة السليمة .
و قد أكتشف العلماء أن عدداً كبيراً من الأطفال الذين يعانون من صعوبة القراءة يكون لديهم إعاقة مشتركة وهي عدم القدرة على التعرف أو التفرقة بين الأصوات في الكلمات المنطوقة وبعض الأطفال الآخرين يكون لديهم صعوبة مع الكلمات ذات الإيقاع الواحد مثل بطة وقطة .
هذا ما يواجه الطفل المصاب بعسر القراءة:
يستطيع قراءة الكلمات التي مرت عليه في السابق:
لكنه لا يستطيع قراءة حتى أبسط الكلمات الجديدة و إذا كان التعليم المبكر للطفل يعتمد على النظر للكلمات ولفظها فإنه قد يستطيع قراءة العديد من الكلمات، لكنه في هذه الحالة يتعرف عليها من شكلها الكلي.
لا يستطيع استعمال الحروف كمكونات للكلمات:
إن الأطفال المصابين بعسر القراءة بشكل خطير قد يكونون غير قادرين على التعرف على الحروف أو التميز بينها, أما الأطفال المصابون بدرجة معتدلة من عسر القراءة فقد يتعرفون على الحروف كل على حدة من دون أن يقدروا على تجميعها لتكون كلمات .
تكوينه للحروف ضعيف جداً حتى وهو ينسخ :
بما أن الحروف بمفردها لا معنى لها بالنسبة إليه فإنها تفقد وحدة الشكل، وبالتالي يعجز الطفل عن تكوينها.
قد لا يعرف يمينه من يساره :
بالرغم من أن جميع الأطفال الصغار يجب أن يتعلموا أين اليمين وأين اليسار، فإن معظهم يفعلون ذلك عن طريق الاكتشاف التدريجي لأجسادهم فيتعلم الطفل أن إحدى يديه تسمى باليمنى وأن أي شيء يقع على جهة هذه اليد هو أيمن وليس أيسر أما الطفل المصاب بعسر القراءة والذي لا يعرف يمينه من يساره فإنه يعجز عن التميز بين ذراعه اليمنى وذراعه اليسرى, و بالتالي يعجز عن الأعمال اليدوية التي تتطلب معرفة اليمين واليسار كطريقة ربط ربطة العنق مثلاً.
الصعوبة في معرفة الوقت:
لأنه لا يستطيع أن يميز ما إذا كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة بالضبط أو بعدها.
الصعوبة في الحساب:
معظمنا لا يعير هذا الموضوع إلا القليل من الأهمية، ولكن رغم ذلك فإن معرفة اليمين من اليسار حيوية بالنسبة إلى الحساب فعمليات الضرب مثلاً تصبح كابوساً إذا ظهرت الأرقام عشوائياً.
قد تكون لديه صعوبات متفاوتة :
صعوبة في التعرف على أنواع أخرى من الرموز فعلامات الزائد والناقص والضرب والقسمة يحدث فيها خلط.
وجد العلماء أن اكتساب هذه المهارات أساسية لكي نستطيع تعلم القراءة، ولحسن الحظ فقد توصل العلماء المتخصصون إلى ابتكار وسائل لمساعدة الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة للوصل لاكتساب تلك المهارات ومع ذلك فأنه لكي تستطيع القراءة تحتاج لأكثر من مجرد التعرف على الكلمات فإذا لم يستطيع المخ تكون الصورة أو ربط الأفكار الجديدة مع تلك الأفكار المختزنة بالذاكرة ،فإن القارئ سوف لا يستطيع فهم أو تذكر الأفكار الجديدة ولذلك تظهر الأنواع الأخرى من صعوبات القراءة في المراحل الدراسية المتقدمة عندما تنتقل بؤرة القراءة من مجرد التعرف على الكلمات إلى القدرة على التعبير عن الكلمات .
تشخيص حالة عسر القراءة عند الطفل:
يمكن أن نميز الطفل المصاب بعسر القراءة من خلال مايلي:
1- نقص إنجاز القراءة عن المتوقع كما يقاس بواسطة اختبار فردي مقن مع وجود مدرسة مناسبة وذكاء مناسب.
2- هذا النقص يتداخل مع الإنجاز الدراسي أو الأنشطة الحياتية اليومية التي تتطلب مهارة القراءة .
أخيراً يجب أن نوقن أمر مهم:
ليس سبب عسر القراءة أو قصور الطفل نحو وظائفه خللاً سمعياً أو بصرياً أو مرضياً عصبياً, والأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة يكون لديهم شعور بالخجل والإحساس بالإهانة بسبب فشلهم المستمر وتصبح هذه المشاعر أكثر حدة بمرور الوقت, لذلك يجب على الأهل حسن التعامل جيداً مع هذه الحالة الحساسة,فهذا يقع على مسؤوليتهم.