أختي الحبيبة
يامن أبتليت بلبس القصير والعاري والضيق والمفتوح وعباءة الكتف الضيقة والماعة التي تصف وتشف ماتحتها تعالي لنقف سويا وقفة إيمانية في رحاب أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقفة محاسبة للنفس وقفة من يريد إحقاق الحق .
تعالي لنقف مع هذه القصة التي وقعت أحداثها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء شاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يارسول ءإذن لي
جاء إلى النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم يستأذنه بماذا ماذا تتوقعين أم ماذا تتصورين أنه يستأذن رسول الله هل يستأذنه بالعب أم بالغناء أم في الشعر لا وألف لا بل فيما هو أعظم قال يارسول الله ءإذن لي في الزنا فلما تناهى إلى مسمع القوم ماقاله الشاب حتى أنكروا عليه فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي لم ينهره ولم يزجره أتدرين ماذا قال ؟
قال: أدنه. فدنا منه قريبًا، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أتحبه لابنتك؟ قال: لا جعلني الله فداءك، قال: والناس لا يحبونه لبناتهم… ثم تكرر السؤال أتحبه لأختك، لعمتك، لخالتك كما تكررت الإجابة السابقة إلى أن قال:
فوضع [رسول الله] يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه» فلم يكن بعد ذلك الفتى يتلفت إلى شيء. اه
أختي الحبيبة ضعي نفسك في مكانه وزني عملك بميزانه أ
ختاه هل ترضين الفتنة لأخيك
هل ترضين الفتنة لأبيك هل ترضين الفتنة لأبنك
هل ترضين الفتنة لأخيك … عمك ……..خالك قرابتك ومن حولك
أختاه كيف تخرجين بعباءة لماعة تصف حجم عظامك ونهديك وتلبسين كعباً يزيد الأمر سؤءً ورائحة عطرك تعبق بالمكان وقد لبست البنطال والقصير أو المفتوح .
سأتكلم عن شيء رأيته بعيني
كنت في المستشفى المستشفى حكومي أمتلات ردهاته وطرقاته بالمرضى والمراجعين والأطباء والمرضين وحراس الأمن وكان موعدي في أحد العيادات أخذت مكاني أمام بابه المغلق تماما خرجت منه مسرعة أحدى النساء أغمضت عيني بسرعة فقد صدمت فقد ظهر منها حين تحركت عباءتها ساقيها وكانت بيضاء جدا ً وقد زينتهما بنقوش الحناء
يالله كم من رجل ستمر عليه ويفتن بياضها وبنقش حناءها ؟
وأخرى رأيتها وقد لبست البنطال لا أدري كيف أصفه كانت ترفعه بين كل فينة وأخرى وهو ينزل مظهراً الملابس الداخلية والأدهى والأمر حينما ذهبت تمد شيئاً لأخي زوجها بهذا الباس .
شيء مؤلم ما نراه منك يا أختاه
لماذا كل هذا ؟
هل غفلت عن الله ؟
هل غفلت عن اليوم الآخر ؟
هل غفلت عن الحساب ؟
هل غفلت عن الوعد والوعيد ؟
هل غفلت عن الجنة والنار ؟
كنت أنظر إلى مقطع من مقاطع سيول جدة وهز مشاعري مارأيته عندما شاهدت أنساناً تلعب به أمواج السيل وتخيلت كيف يواجه الموت وحيداً نعم نحن مجرمون مجرمون في حقه وحق أنفسنا نحن من يعمل المنكر ونحن من يسكت عليه ولا ينكره لك الله ياجده ما أصابك عقوبة وبلاء وإنذار عقوبة لأهل المعاصي فيك وأبتلاء للمؤني وإنذار للغافلين أمثالنا ما أصابك ليس بعيدا عن أن يصيب الجميع . أتدرين يا أختاه مصيبة هذا الرجل أهون من مصيبة البعض من الناس هو أصيب بنفسه وماله وأهله وليست في دينه ولربما عُد عند ربه شهيداً . ولكن مصيبة بعض بناتنا أنهن يواجهن أمواج الفتن فبعضهن ترينها تخوض فيها وأخرى لم يبقى إلا نصفها وأخرى سحبتها وأغرقتها أمواج التحرر والحرية المزعومة حتى صارت مصيبتها في دينها .
أختاه عودي إلى الله
تذكري الموت والبعث والحساب
تذكري القبر وضمته والصراط وحدته
تذكري الشمس حين تدنو من روؤس الخلائق قدر ميل حين يلجمهم العرق إلجاماً
عودي لدينك و الله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك
أختاه الدنيا فانية وما عند الله خير وأبقى
أتقي الله ماتلبسينه ليس من الإسلام في شيء فلا تغرنك الدنيا
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال من كان مستناً فليستن بمن قد مات فأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة
سبحان الله صحابي وفي زمن الصحابة يقول ذلك
لا يغرك أختاه كثرة الهالكين فإن بعث النار من كل مائة تسعة وتسعون .
وتذكري هذا الحديث دائماً
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس " رواه الترمذي .
بقي الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – يبكي ما بين المغرب والعشاء لما بدأ بتفسير قوله تعالى :
{ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } [الأعراف:56]
وأخذ يردد :
الأرض أصلحها الله، فأفسدها الناس !!
والسؤال أختي وبعد قراءة هذه القصة المعبرة :
هل تسمو همتك لتكون من يساهم في إصلاح الأرض بعد إفسادها؟!