بسم الله الرحمن الرحيم
ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي !
رجل كبير يرقد فى المستشفى لهرم جسده يزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة يساعده على أكل طعامه والاغتسال ويأخذه في جولة بحديقة المستشفى ، و يساعده على الأستلقاء ويذهب بعد أن يطمئن عليه
دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام , لتعطيه الدواء وتتفقد حاله وقالت له :
" ما شاء الله هل هذا ابنك !؟ "
نظر إليها ولم ينطق وأغمض عينيه ، وقال لنفسه " ليته كان أحد أبنائي "
هذا اليتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه , رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده و هدأته
واشتريت له الحلوى ، ولم احتك به منذ ذلك الوقت , ومنذ علم بوحدتي أنا وزوجتي يزورنا كل يوم لـ يتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي , فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج .
وعندما كنت أسأله :
" لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا ؟ "
يبتسم ويقول :
( ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي ) !
يقول الشاعر :
ازرع جميلاً و لو في غير موضعه
فـلن يضيع جميلاً أينما زُرِعَ
إن الجميلَ و إن طالَ الزمانُ بِهِ
فليسَ يحصُدُهُ إلا الذي زرَعَهُ