:icon_arrow::10_9_134[1]:هذه الحياة .. نعيشها .. تطل علينا بأيام سعيدة كما تمطرنا بأيام حزينة ..
نتعامل معها من خلال مشاعرنا…
فرح ضيق حزن محبة كره رضى غضب …
جميل أن نبقى على إتصال بما يجري داخلنا …
لكن هل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الغير .. أن نجرح مشاعرهم .. نتعدى على حقوقهم .. أو أن ندوس على كرامتهم ..؟
للأسف .. هذا مايقوم به الكثير منا معتقدين بأنا مركز الحياة وعلى الآخرين
أن يتحملوا ما يصدر عنا …
قد نخطي ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا الى ذلك..
فتجدنا أبرع من يقدم الأعذار 000 لا الإعتذار 000
نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الإعتذار ولكنا نكابر ونتعالى ونعتبر الإعتذار هزيمه أو ضعف إنقاص للشخصية والمقام .. وكأنا نعيش في حرب دائمة مع الغير ..
فتجد أن :.
الأم تنصح إبنتها بعدم الإعتذار لزوجها كي لا ( يكبر راسه) …
والأب ينصح الإبن بعدم الإعتذار لأن رجل البيت لا يعتذر …
والمدير لايعتذر للموظف لان مركزه لايسمح له بذلك …
والمعلمة لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من إحترام الطالبات لها …
سيدة المنزل لا تعتذر للخادمة …
وقس على ذلك الكثير …
اليوم نجد بينا من يدّعي التمدن والحضارة بإستخدام الكلمات الاجنبية
sorry/pardon في مواقف عابرة مثل الإصطدام الخفيف خلال المشي …
ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج الى إعتذار حقيقي نرى تجاهلا …
أنا آسف ..
.كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما ؟؟
كلمتان لو نطقها بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامةً مجروحة …
ولعادت المياه الي مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة …
كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم إعتذار بسيط بدل من تقديم الأعذار التي لا تراعي شعور الغير أو إطلاق الإتهامات للهروب من الموقف لماذا كل ذلك ؟؟
بساطة لأنه من الصعب علينا الإعتراف بالمسؤلية تجاه تصرفاتنا …
لأن الغير هو من يخطي وليس نحن … بل في كثير من الأحيان نرمي الوم على الظروف أو على أي شماعة أخرى بشرط أن لاتكون شماعتنا …
إن الإعتذار مهارة من مهارات الإتصال الإجتماعية مكون من ثلاث نقاط أساسية ..
أولاً : أن تشعر بالندم عما صدر منك …
ثانياً : أن تتحمل المسؤولية …
ثالثاً : أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع …
لا تنس أن تبتعد عن تقديم الإعتذار المزيف مثل أنا آسف ولكن……………..؟؟!!
وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماماً أنه خاطىء …
أو تقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشكه بسمعه …
مايجب أن تفعله هو أن تقدم الإعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر …
وياحبذا لو قدمت نوعا من الترضية ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه …هناك نقطه مهمة يجب الإنتباه لها .. ألا وهي أنك بتقديم الإعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر …
أنت قمت بذلك لأنك قرت تحمل مسؤولية تصرفك … المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الإعتذار أن
المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل أعذارك وأحياناً أخرى قد يرفض إعتذارك
وهذا لايخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الاخر …
أخيراً …
من يريد أن يصبح وحيداً فاليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه …
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لا عليهم .. فاليتعلم فن الإعتذار..
كل إمرىء سيفنى و يُبقي الدهر ما كتبت يداه
فاحرص أن لا تكتب غير شيء يسرّك في القيامة أن تراه
ومحقة في كل كلمة قلتيها
وما أجمل أن الانسان يعترف بخطئه فيعتذر
جزاك المولى خيرا موضوع رائع
الله يعطيك العافيه اختي