يشتكي بعض الناس اليوم من ضعف الايمان في قلوبهم ،فيشعرون بقسوة القلب وضعف التاثر بالموعظة ،
وعدم الرغبة في اداء السنن والنوافل ، والتثاقل عن العبادات ،،
ويقولون ايضا ، اننا نقع في الذنب بسهولة ، دون ادنى مقامة للشيطان او للهوى ..
ان هذه الشكوى ، صارت كالظاهرة ، بل هي ظاهرة ، تحتاج منا الى وقفة جادة نراجع انفسنا ،
ونتدارس قلوبنا ، والا انتشر الداء وبعُد الدواء..
اكتشف الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذه الظاهرة ، بصورة مبكرة ، وأرشد الصحابة رضوان عليهم إلى [ أسبابها وعلاجها ]
فقال صلى الله عليه وسلم : "إن الايمان ليخلق في جوف احدكم ، كما يخلق الثوب ،
فاسالوا الله أن يجدد الايمان في قلوبكم."(صححه الالباني في صحيح الجامع)
**
* تمر على قلب المؤمن فترات [ يشعر فيها بضعف الايمان ، وجفاف في الروح ، وجمود العين ،وقسوة القلب …،]
–> وعليه ألا يقف جامدا مكتوف اليدين امام هذه الظاهرة ، بل يجب عليه ان يسعى
في معرفة مظاهرها واسبابها ، ليكون قادرا على حلها .
~{ مظاهرها }~
لو وقفنا عند بعض مظاهرها ، لوجدناها تتمثل في الاتي :
يجد صاحب المشكلة أنه يقع في المحرمات وفي المعاصي ، بل ويعلن ويتفاخر بها .
وهذا الاعلان وهذا التفاخر بهاته الاخيرة ، يدل على حبه لها ، وتعلقه بها ، وانه مغرم
بالمعاودة الى هذه المعصية ، مرة بعد مرة . قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
"كل أمتي معافى ، إلا المجاهرين "
يشعر صاحبنا بقسوة القلب ، حتى يحسب ان قلبه قد صار حجرا صلدا ،كما قال
الله عز وجل "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة"،،
كان من قبل اذا سمع موعظة بكى وتاثر ، أما اليوم فهو يجد ان ابواب البكاء موصدة في وجهه
فلم يكرمه ربه تعالى ، لا بالتاثر ولا بالخشية ، ولا البكاء ..
كذلك يجد ضعيف الايمان انه لا يحسن العبادة ، ولا يتقنها ، فهو في الصلاة شارد الذهن ،
يفكر في مفاتن الدنيا ، وبعد ان كان له ورد من القران ، اصبح اليوم لا يقرا الا وجها،
هذا وان قرأ ،،
وبعد ان كان من الذاكرين الله كثيرا ، اذا به يثرثر بذكر الدنيا اكثر من ذكره للاخرة ،
ويجد ايضا ضيقا في الصدر ، وتغيرا في المزاج ،و بعد ما كان خلوقا ، طيب القلب ،
حسن المعاملة . . اصبح الان عصبي المزاج ، سريع الغضب ،
يثور ويغضب لاتفه الاسباب، وكان يامر بالمعرف ، وينهى عن المنكر ،
اما اليوم فان المعصية تقع في بيته او بين اصحابه وجلساءه ،
فلا يحرك ساكنا ، اما مجاملة واما خوفا او ضعفا .
إنها مظاهر جلية في ضعيف الايمان ، وربما تجلت من خلال ظلمة الوجه،
التي لم تكن معهودة عليه من قبل، فهذه مظاهر مشكلة ضعيف الايمان ، أو الذي
اصابه فتور بعد الايمان .