إلى من ضَلَّ الطريق..
وتاهَ في الصحراء ..
حتى أعياهُ التعب .. وَأنْهَكَهُ العَطَش..
إنهَض ولَبَّ نِداء نبيك في السِباق نحو الجِنان
إنهض وشارك في السِباق فقد سَبقك في الميدان صالح المؤمنين
ولعلهم حَطَّوا رحالهم في الجنة مِنذُ سِنين
الْحق بِركبِهم … واسلُك طَريقَهُم
تشبه بِهم.. وَقَّلد صَنيعهم..
اغْرسْ نخلة العزائِم..وَاروها بِدموع نادمْ
تنعم بِالثمار… وبالغنائمْ
هيا أسرع لا تَتَوانى
تقدم نحو خط البداية
وانطلق في السِباق نحو الجنان…..
حث الله كل مسلم ومسلمه على خوض هذا السِباق
فقد قال تعالى ((سَابِقُو إلى مَغْفِرةٍ مِن رَّبِكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرضِ السَّمَاءِ والأرْضُ))
وقال تعالى ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ))
وقال سبحانهُ وتعالى((وَفي ذالِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ))
وقد حفلت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بنماذج عديدة
من شحذ الهمم واستحثاثها للتنافس في الخيرات ومن ذالك حثه صلى الله عليه وسلم
على التنافس في تِلاوة وحفظ القرآن في قولهِ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كُنت تُرتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخرآية تقرؤها )) رواه أحمد والترمذي
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يبعث روح التنافس بين أصحابه، فتشتعل شرارة العزم لتحرق مخزون الكسل ويبزُغ فَجر العمل
ومن ذالك أنه صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه يوماً : ((من أصبح مِنكُم اليوم صائِماً ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال :من أتبع مِنكُم اليوم جِنازة ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : فمن عاد مِنكُم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر أنا ، فقال رسول الله : ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة ))رواه مسلم
ترى بأي حال عاد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتهم بعد سماع هذه البشارة؟
لا بد أنهم عادوا بعزم جديد وسعي حَثيث ، يريدون به إدراك ما أدرك أبو بكر واغتنام ما اغتنم رضي الله عنه
وكانت هذه الأسئلة المُباركة من رسول الهُدى هي شارة البدء وبداية انطلاق التسابق في حرث الآخرة
من يدخل الجنة بغير حساب ؟؟
عن أبي أمامة رضي الله عنهُ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( وَعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب ، مع كل ألف سبعون ألف وثلاث حثيات من حثيات ربي )) رواه الإمام أحمد
ففي غرة من يدخلون الجنة بغير حساب ((سبعون ألفاً)) هؤلاء هُم الذين حَجَز مقعده معهُم عُكاشه بن محصن الأسدي لما سمع هذه البُشرى قال: يا رسول الله ادعُ الله أن يجعلني مِنهُم ، فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلهُ مِنهم)) رواه البخاري
قال عبد الله بن ثوب التابعي الجليل المعروف باسم أبي مسلم : أيظنُ أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟
كلا والله لنُزاحِمنَّهُم عليهِ زِحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا رجالاً )) يريد بذالك أن يزاحم بِكتفيه قافِلة عكاشة رضي الله عنهُ
فإذا اردتم أن تكونوا في قافِلة عكاشة فاعزِموا عزمة أبي مُسلم فإنه سِباق نحو الجِنان
ــــــــــــ
أن يحاسب حساباً يسيراً أو هو العرض كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من حوسب يوم القيامة عُذب)) قالت عائشه : أوليس يقول الله تعالى : فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً)) قال: ليس ذالك بالحساب إنما ذالك العرض ))
وفي حديث أبن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه وستره من الناس ويقرره بِذنوبه
فيقول: تعرف كذا ؟
فيقول نعم أي رب حتى إِذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنهُ قد هلك
قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لكَ اليوم،ثم يعطى كتاب حسناته بيمينهُ ،
وأما الكافر والمنافق فينادي على رؤوس الأشهاد :هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ))
احرص على وقتك ، فالدقيقة في هذا السباق لها ثمن بل الثانية ، فكل لحظة نعيشها هي أمل في الفوز ، وربما خسرنا السباق بفارق ثانية واحدة فلا نضيعها فنندم يوم لا ينفع الندم … يقول تعالى ))يَومْ يَأْتِيهُم الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذينَ ظَلَمُوا رَبنَّا أَخِرنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوتَكَ وَنَتَبِع الرُسُلَ))
وصلى الله وسلم على رسولنا وَقِدوتنا وحَبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم