الإجابة: إن الحديث المذكور، لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما ورد من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد روى إبراهيم الحربي في غريب الحديث، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي مليكة قال: قال عمر لآل السائب: "قد أضوأتم، فانكحوا في النوابغ"، قال الحربي: يعني تزوجوا الغرائب، ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في (التلخيص الحبير 3/146).
وورد في رواية أخرى، أن عمر بن الخطاب قال لبني السائب -وقد اعتادوا الزواج بقريباتهم-: "مالي أراكم يا بني السائب قد ضويتم، غربوا النكاح لا تضووا".
قال العلامة ابن منظور في لسان العرب: "وغلام ضاوي، وكذلك غير الإنسان من أنواع الحيوان، وما أدري ما أضواه، وأضوى الرجل، ولد له ولد ضاويٍ، وكذلك المرأة وفي الحديث: "اغتربوا لا تضووا"، أي تزوجوا في البعاد الأنساب لا في الأقارب لئلا تضووا أولادكم، وقيل معناه، انكحوا في الغرائب دون القرائب فإن ولد الغريبة أنجب وأقوى وولد القريبة أضعف وأضوى،… ومعنى: لا تضووا، أي لا تأتوا بأولاد ضاوين أي ضعفاء… الخ" (لسان العرب/ مادة ضوى).
وتغريب النكاح مطلوب لأن زواج الأقارب وخاصة إذا كان متكرراً في نطاق الأسرة الواحدة فإنه قد ينتج عنه نسل ضعيف، والزواج من الأقارب هو واسطة لإظهار الصفات المَرَضيِّة الكامنة وتكثيفها في النسل.
وقال الإمام الشافعي: "ليس من قوم لا يخرجون نسائهم إلى رجال غيرهم ولا يخرجون رجالهم إلى نساء غيرهم إلا جاء أولادهم حمقى"( الإنتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء ص98).
[/IMG]
دائمآ مميزه با اطروحاتك
الله يعطيك العافيه