الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
بسم الله نبدأ المحاضره وعنوانها ( الغفله )
اخواتى قد أُصيبت الامة بمرض العضال والداء المخوف إلا من رحم الله
ألا وهو الغفلة
فاحببت أن أتكلم عنها عسى الله أن ينفع بكلامي
إنة ولي ذلك والقادر علية فأتكلم عن
1- تعريف الغفلة وحقيقتها
2- اسباب الغفله
3- علاج الغفله
تعريفها :
سهو يحدث للانسان نتيجة عدم التحفظ والتيقظ
وحقيقتها :
الغفله هي إلانغماس في الدنيا والشهوات ونسيان الآخرة
بحيث يصبح الإنسان له قلب لا يفقة وله عين لا ترى وله أُذن لا تسمع
فيجتهد في تعمير الدنيا وتخريب الآخرة الباقية
فيكره لقاء الله واليوم الآخر لانه يكره أن ينتقل من العمران إلى الخراب
فتراه يبني على الأرض القصر وينسى القبر تجده في أفضل الأسواق
ونسى آخرته رقعه بيضاء وهي الكفن تراه و يملأ بطنه مما لذ وطاب حلالا كان أو حراما
وينسى يوم الحساب تراه متلبس بالنعمة وينسى شكر رب النعمة
تراه منغمس في الذنوب والمعاصي وقلبه من عدم ذكر الله قاسي
تراه هلوعا جزوعا منوعا فهو في الشهوات منغمس
وعن الناصح معرض وعن من أرشده معترض عقلة مسبى في بلاد الشهوات
قال تعالى
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
سورة الاعراف
نسينا أننا راحلون وقريباً جداً رغم أن الموت يتهددنا في كل مكان
خصوصاً في عصرنا هذا لايمر أسبوع
دون أن نسمع عن وفيات الشباب أعمارهم صغيره وأطفال وفتيات
والمقابر لم تعد تتسع …
مالذي يضمن لي ولك أننا سنبقى أحياء حتى الغد ؟
هل تجزم بأنك ستلبس ثوبك الجديد غداً ؟ أم ستُلبَس كفناً
لماذا نغتر بالكثره دائماً اعطانا الله نعمة العقل لنميز بها الصحيح والخطأ
هل أكثر الناس على صواب ؟
علينا أن لاننسى بأننا في زمن الفتنه وبما إنه كذالك فالمخطئون كثر
قال تعالى
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يلعبون )
سورة الانبياء
لندع دوامة الحياة ونفكر قليلا من سينقذني وينقذك من عذاب اليم
والله والذي نفسي بيده كل من حولك سيتخلون عنك حينها
وتلك دار لايشفع فيها قريب ولا حبيب
بما أننا لازلنا في هذه الحياه فهنالك فرصه للتوبه
لتعلموا ياأحبتى
إن حياتنا هذه ماهي إلا متاع الغرور
قال تعالى
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
وأما عن اسباب الغفلة فهو حب الدنيا وليس غيره شي
فحب الدنيا رأس كل خطيئة كما في الحكمة المشهورة
والغفلة هي ثمرة حب الدنيا
قال تعالى
{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
سورة الروم
كأنة لم يخلق للعبادة وإنما خلق للدنيا وشهواتها
فأنة إن فكر لدنيا وإن أحب لدنيا وإن عمل لدنيا فيها يخاصم ويزاحم ويقاتل
وبسببها يتهاون ويترك كثيراً من أوامر الله عز وجل وينتهك المحرمات من أجلها
حتى أن أحدهم مستعد أن يترك الصلاة أو أن يؤخرها عن وقتها
من أجل سوق أو عرس أو عزومه أو صفقه أو اجتماع عمل أو مبارة كرة قدم أو موعد مهم
وتجد بعض من الناس يجلسون مع بعضهم البعض كل حديثهم عن الدنيا
عن المال عن النساء عن الشهوات عن الربح عن الخساره
وهم عن الاخرة هم غافلون
الناس تحفظ الاغاني وأسماء الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات
وهم عن الاخرة هم غافلون
ولأن سالتهم عن الصحابة والتابعين أو العلماء والزاهدين
لا يعرفون شيئا إلا من رحم الله
تقول لاحدهم كم تحفظ من القرآن يقول المعوذتان
تسأله كم تحفظ من حديث لرسول عليه الصلاه والسلام
يقول حديثان
الاول ( إن هذا الدين يسر )
الثاني ( من أم بالناس فليخفف )
والله المستعان
وهم بعملهم هذا يزعمون أنهم يبحثون عن السعادة والراحة
وهم لن يجدو الا الشقاء والتعاسة
فقد حكم الله تعالى حكما أزليا لا راد ولا معقب لة
قال تعالى
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
سورة طه
ينظر الغافل إلى آيات الله في كل مكان من فوقه وعن يمينه وعن شماله
ولكن قد أعمته غفلتة عن الرؤية وعن الاعتبار
قال تعالى
(وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ )
سورة يوسف
فكان جزاء هؤلاء كما أخبر سبحانه
( َانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ )
سورة الاعراف
فلما غفل الانسان عن التفكر في آيات الله
ازداد مرضة مرضاً فأدى إلى الغفله عن ذكر الله
فلا يذكر الغافل ربة إلا قليلا وربما ماذكرة ابدا
فلا يرجوة ولا يخاف منة
قال الله تعالى
(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ
بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ )
سورةالأعراف
فلما غفل الانسان عن ذكر الله ازداد مرضة مرضا وغفل عن الموت والاخره
قال تعالى
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وشَهِيدٌ
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )
سورة ق
قال تعالى
( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )
سورة مريم
يخبر الله تعالى أن من لا يرجو لقائة يعني لا يخاف عقابا ولا يرجو ثوابا
بل رضى بالحياة الدنيا بديلا عن الاخرة واطمئن بها وظن أنه خالد فيها
ولم يعمل ليوم يموت فية وينقطع عنه الاعمال وهو عن ايات الله كلها غافل
لاهي فأن هذا الفئه من الناس مأوه النار على سوء عمله إلا ما رحم ربي
فيا ايها الغافل انتبة انها أما جنة أو نار فاختر لنفسك
فأن وجدت خيرا فاحمد الله عز وجل وإن وجدت غير ذلك فلا تلومن الا نفسك
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ
وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
سورة لقمان .