1-
ان الانبياء هم خلاصة الجنس البشرى وصلوا بما افاض الله عيهم الى قمة الكمال الانسانى فمنهم من صنعه الله على عينه قال الله تعالى فى حق موسى
ولتصنع على عينى 31 طه
ومنهم من هو بعين الله قال الله تعالى فى حق نبينا محمد
واصبر لحكم ربك فانك بأعيننا 48 الطور
واختارهم الله واصطفاهم من بين البشر قال تعالى
ان الله اصطفى ءادم ونوحا وءال ابراهيم وءال عمران على العلمين
33 ال عمران
2-
واختص الله الانبياء والمرسلين من البشر على وجه الخصوص بالعصمة وقد عرفها مجمع اللغة العربية
بانها ملكة الهية تمنع من فعل المعصية والميل اليها مع القدرة عليها
كما عرفها سيد سابق بانها
هى انهم الانبياء لا يتركون واجبا ولا يفعلون محرما ولا يقترفون ما يتنافى مع الخلق السليم
فهذه التعريفات تبين حدود العصمة والنتائج المترتبة عليها
فهم معصومون فيما يلى
-فى تحمل الرسالة فلا ينسون شيئا مما اوحاه الله تعالى اليهم قال الله
سنقرئك فلا تنسى 6 الاعلى
-وفى التبليغ فالرسل لا يكتمون شيئا مما اوحاه الله اليهم ذلك لان الكتمان خيانة
يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته
67 المائدة
-ومن تعمد اقتراف كبائرالذنوب والصغائر الخسيسة
3-
ذهب اكثر العلماء على
ان الانبياء عليهم السلام معصومون عن تعمد الكبائر والصغائر الخسيسة الا انهم غير معصومين عن الصغائر غير الخسيسة شريطة ان لا يكون فيها اصرار لانه لا صغيرة مع اصار ولا كبيرة مع استغفار وهذ كله بعد النبوة اما قبل النبوة فالمعتمد كما قال الامدى انه لا يمتنع عليهم المعصية كبيرة كانت او صغيرة لانه لا سمع قبل البعثة يدل على عصمتهم عن ذلك
ويقول ابن تيمية
فان القول بان الانبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول اكثر علماء الاسلام وجميع الطوائف حتى انه قول اكثر اهل الكلام
ولقد استدل العلماء على قولهم هذا بأدلة من الكتاب والسنة لترجيح قولهم
-قوله تعالى
عصى ادم ربه فغوى ثم اجتبه ربه فتاب عليه وهدى
121-122 طه
– وقوله تعالى فى حق داود
وظن داود انما فتنة فأستغفر ربه وخر راكعا واناب فغفرنا له ذلك
24 ص
-وقوله تعالى فى حق نبينا محمد
عبس وتولى ان جاءه الاعمى
1و2 عبس
حديث الشفاعة وفيه ذكر الانبياء فى الموقف ذنوبهم واخطاءهم-
-4
ولما كان الانبياء والرسل بشر فانه يعتريهم ما يعترى البشر من بعض الانفعالات مثل الغضب والخوف والعبوس والفزع وغيرها
وهذا الجانب من حياة الانبياء هو الذى يعنينا وسيكون محل سلسلة مقالات تحت عنوان ان نحن الا بشر مثلكم
ونبين فيها ان الرسل علاوة على كونهم ياكلون ويشربون وبخلون الاسواق للتكسب والتجارة مثل الناس فهم ايضا ينفعلون مثلهم
وكانت حكمة الله فى ذلك ان لا يخرج الانبياء عن طبيعتهم البشرية وحتى لا تؤله الناس الانبياء لانهم حين يرونه ينفعلون غضبا او خوفا او ندما او عبوسا
او غيرها دل على ان هذه من صفات البشر