منذ أن أجريت لي عملية لإزالة ورم سرطاني من الخلايا القاعدية في جبهتي عام 1992، خضعت إلى فحوصات شاملة للجسم أجراها طبيب في الأمراض الجلدية كل ستة أشهر. وإضافة إلى الورم السرطاني من الخلايا القاعدية، فقد أزيل عدد من الشامات (الخال) من ظهري، ورقبتي، ومن حد الشعر في رأسي.
ولقد ذهبت حديثا إلى طبيب جديد في الأمراض الجلدية. وفي السابق كانت الاختبارات تستغرق نحو نصف الساعة، وكان الطبيب يفحص كل مناطق جسمي تحت أضواء ساطعة، ومنها مناطق بين أصابع القدم، كما يدقق بعناية في منطقة فروة الرأس، فيما تسجل الممرضة قياسات أبعاد الشامات في سجلي الطبي.
أما طبيبي الجديد فإنه يلقي نظرة سريعة على ظهري، وذراعيّ، ورجلي ـ وهو يقول إنه لا توجد حاجة لفحص المناطق التي لم تتعرض للشمس الحارقة في الماضي ـ ولا يستخدم الأنوار الساطعة .. وأنا أتساءل: ما هي المقاييس الخاصة بفحوصات الجسم الشاملة في هذا المجال؟
هناك ثلاثة أنواع من سرطان الجلد: سرطان الخلايا القاعدية basal cell carcinoma، سرطان الخلايا الحرشفية squamous cell، والميلانوما melanoma (الورم القتامي).
سرطان الخلايا القاعدية اقلها خطرا لأنه، وفي أكثر الأحوال، الأقل انتشارا نحو المناطق الأخرى. وليس هناك أي شك في أن التعرض لأشعة الشمس، وخصوصا للأشعة فوق البنفسجية من الطيف الضوئي، هو عامل خطر لظهور سرطان الخلايا القاعدية والخلايا الحرشفية. وكلا هذين النوعين يظهران في الرأس، وفي الوجه وفي مناطق أخرى من الجسم التي تتعرض أكثر إلى الشمس.
أما العلاقة بين الورم القتامي وبين الأشعة فوق البنفسجية فلا تزال غير واضحة. ومع ذلك فإن الكثير من الدلائل تفترض وجود صلة بينهما. والأشخاص الذين هم أكثر عرضة لظهور سرطاني الخلايا القاعدية والخلايا الحرشفية ـ وهم الأفراد من ذوي الجلد الأبيض والعيون الزرقاء الذين يتعرضون أكثر لأشعة الشمس ـ هم مرشحون أيضا للإصابة بالأورام القتامية.
فحوصات سرطان الجلد
الأشخاص الذين لديهم حالات مماثلة لحالتك من سرطان الخلايا القاعدية، يفترض بهم الخضوع إلى فحوصات حول سرطان الجلد بشكل منتظم، وتشير إرشادات المعهد الوطني للسرطان إلى وجوب إخضاع المصابين بسرطان الخلايا القاعدية إلى فحوصات كل ستة أشهر على مدى خمسة أعوام، ثم فحصهم سنويا بعد تلك الفترة، وتتشابه توصيات جمعية السرطان الأميركية مع هذه الإرشادات.
وهذه الفحوصات ليست فحصا لسرطان الخلايا القاعدية، لأن على الأطباء أن يبحثوا عن علامات أيضا لرصد سرطان الخلايا الحرشفية والأورام القتامية، لأن عوامل الخطر لمختلف أنواع سرطان الجلد، كما ذكرت، تكون متداخلة، ولأن نفس الأشخاص يكونون مهددين بها.
وهذا يعني أن على الطبيب إجراء الفحص على كل المناطق وليس على المناطق التي تتعرض لأشعة الشمس. وتشمل تلك المناطق الظهر وفروة الرأس وما بين أصابع القدمين لأن الأورام القتامية يمكنها أن تظهر لأول مرة في مناطق لا تتعرض لأشعة الشمس. كما أن مناطق الجلد الموجود قرب منطقة الأعضاء التناسلية وفتحة الشرج يجب أن تخضع للفحص أيضا.
وفي عيادتي فإني أطلب من المصابين الذين يخضعون لفحوصات حول سرطان الجلد أن يتحرروا من ثيابهم ويرتدون رداء المستشفى بهدف فحص جسمهم كاملا. ولذلك فإني أعتقد أن طبيب الأمراض الجلدية الجديد لا يقوم سوى بفحص عابر. إلا أنه ومن حديثك، فإنه يبدو أن الطبيب السابق كان يقوم بفحوصات أكثر من اللازم.
إن نصف ساعة من الزمن هي فترة طويلة لفحوصات روتينية لسرطان الجلد. وفي العادة فإن فحوصاتي تستغرق 10 إلى 15 دقيقة، والإضاءة الجيدة ضرورية جدا، إلا أن الطبيب لا يحتاج إلى أي أجهزة خاصة.
كما أنك تخضع لفحوصات أكثر من اللازم، فقد رصد لديك سرطان الخلايا القاعدية قبل 15 عاما ولذلك فإنك لا تحتاج إلا إلى فحوصات سنوية، وهذه الفحوصات مهمة ـ إذ أن نحو 40 في المائة من الأشخاص المصابين بورم سرطاني من الخلايا القاعدية يظهر لديهم ورم ثان، ولكن ليس في نفس الموضع، خلال ثلاثة أعوام من علاج الورم الأول.
وقد ذكرت في سؤالك إزالة عدد من الشامات لديك. وهذه الشامات تكون في العادة من الأورام الحميدة. ولذلك فإن ظهورها لا يجب أن يقود إلى تكرار مواعيد الفحوصات.
وفي رأيي فإن من الأفضل التحادث مع طبيبك للأمراض الجلدية، حول التدقيق أكثر في فحوصاته لكل أنواع سرطان الجلد. كما أني أوصيك بالخضوع للفحوصات مرة واحدة في السنة ـ وليس مرتين.
جزاكي الله كل خير