السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا العالم أناس كثيرون يتلذون بتدمير الآخرين, يتعطشون لدموعهم ليرتوا منها, فتراهم مسرورون لرؤيتهم على هذا الحال, وهم مقهورين منكسرين وحيدين ,وهم دائما يطمعون لرؤية المزيد, كما إنهم يطمحون لفعل المزيد.
يؤلمون ويدمرون ويجرحون لأن في هذا كله راحتهم,لأن قلوبهم امتلأت حقدا وبغضا ,فهم يبحثون عن المزيد ولايريدون لغيرهم أن تعلو الابتسامة شفاههم, أوتقرءعيونهم ,أو يهدأ ويهنأ بالهم ,لأن الحقد أعمى بصيرتهم وأغوى قلوبهم الضعيفة.
فالحقد أحد نتائج الحسد, فعندما يصل الحسد إلى أعلى مراتبه يتحول إلى حقد وبغض.
فالحسد اعتراض على قسمة الله, قال تعالى:
(أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله.)
وقد حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من الحسد فقال :
(إياكم والحسد, فإن الحسد يأكل الحسنات, كما تأكل النار الحطب)
والحسد نوعان:
أحدهما: تمني زوال النعمة عن المحسود ليحصل عليها الحاسد.
والثاني: تمني زوال النعمة عن المحسود ولو لم يحصل عليها الحاسد وهذا النوع اشر أنواع الحسد.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله عن الحسد :
كل العداوة قد ترجى إماتها …..إلا عداوة من عاداك بالحسد
وقال عن مداراة الحاسد:
وداريت كل الناس لكن حاسدي……مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمه …..إن كان لايرضيه إلا زوالها
والحسد كله شر إلا في شيئين, وهنا لايسمى حسدا بل (غبطة)لأنه لا يتمنى زوالها كما قال عليه الصلاة والسلام:
(لاحسد إلا في إثنين :
رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق,
ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)
والحكمة هنا بمعنى القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقال عليه الصلاة والسلام ناهيا عن الحسد والبغض والحقد:
(لاتحاسدوا ولاتناجشوا ولا تباغضوا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض ,وكونوا عباد الله إخوانا)
ويعلمنا نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء حتى لايؤثر على أخيه المسلم بعين أو حسد أوغيره
قال عليه الصلاة والسلام:
(إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق)
وكذلك إذا أعجبه الشئ قال:
ماشاء الله لاقوه الابالله
وآخر كلامنا أن ندعو بأن يجعلنا ربنا من النفوس ذوات القلوب المطمئنة الراضية القانعة البعيدة عن الحقد والحسد التي تطمئن بذكره .
قال تعالى:
(الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب), فالدعاء ذكر.
فالنفس المطمئنة هي السوية التي يختفي الحقد من صدرها فتسم بحب الله وحب الخير للناس فمن وصل إلى هذه الدرجة كان انسانا مثاليا فليهنئ نفسه قبل ان يهنئه الناس.
م ن ق و ل
نورتي