تخطى إلى المحتوى

الإسلام عقيدة و شريعة التربية الاسلامية السنة الثالتة اعدادي 2024.

-العقيدة:
قال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة"(:( 10
"عقد – العين والقاف والدال ، أصل واحد يدل على شدٍّ وشدَّةِ وثوقٍ . وإليھ ترجع فروع الباب كلھا . من ذلك : عقد البناء ، والجمع أعقاد وعقود.. وعقدْتُ الحبل
أعقده عقداً ، وقد انعقد ، وتلك ھي العقدة . وعاقدتھ مثل عاھدتھ . وھو العقد ، والجمع عقود.
والعقد : عقد اليمين ، ومنھ قولھ تعالى : ((ولَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ . ((وعقدة كل شيء : وجوبھ وإبرامھ . وعقد قلبھ على كذا فلا ينزع عنھ . واعتقد
الشيء : صَلُب . واعتقد الإخاءُ : ثَبَتَ. "..
وقال الراغب في" المفردات"(:( 11
"العقد: الجمع بين أطراف الشيء . ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبة كعقد الحبل وعقد البناء . ثم يستعار ذلك للمعاني نحو : عقد البيع والعھد وغيرھما ، فيقال :
عاقدتھ وعقدتھ وتعاقدنا وعقدت يمينھ. "..
وفي "المصباح المنير" : "اعتقدت كذا : عقدت عليھ القلب والضمير ، حتى قيل : العقيدة ما يدين بھ الإنسان . ولھ عقيدة حسنة : سالمة من الشك" . ومن ھذه
النصوص اللغوية نلاحظ أن مدار كلمة" عقد" على الوثوق والثبات والصلابة في الشيء.
ومن ھنا جاء تعريف العقيدة والاعتقاد – كما في المعجم الوسيط – حيث قال:"العقيدة": الحكم الذي لا يقبل الشك فيھ لدى معتقده. "
ومن ھذا المعنى اللغوي أخذ تعريف العقيدة في الاصطلاح الشرعي ، فقال الشيخ حسن البنا – رحمھ الله – في تعريف العقائد – بصيغة الجمع" :- ھي الأمور التي
يجب أن يصدِّق بھا قلبك، وتطمئن إليھا نفسك ، وتكون يقينا عندك ، لا يمازجھ ريب ولا يخالطھ شك. "
فھي إذن اعتقاد جازم مطابق للواقع ، لا يقبل شكاً ولا ظناً ، فما لم يصل العلم بالشيء إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة . وإذا كان الاعتقاد غير مطابق للواقع
والحق الثابت ولا يقوم على دليل ، فھو ليس عقيدة صحيحة سليمة ، وإنما ھو عقيدة فاسدة ، كاعتقاد النصارى بالتثليث وبألوھية عيسى -عليھ السلام. –
والناس في ھذا الاعتقاد يتفاوتون ، وھم في العقيدة على مراتب ، كما أن آثار ھذه العقيدة تختلف من شخص لآخر حسب ما يقوم بھ بنفسھ منھا ، واستيقانھ بھا
وفھمھ لھا وتفاعلھ معھا.
والدراسة التحليلية للعقيدة تشير إلى أنھا تعتمد على جوانب نفسية وجدانية وإرادية وعقلية في حياة الإنسان ، وتتصل بھا كلھا اتصالاً وثيقاً ، بھا تتكامل شخصية
الفرد ، وبھا ينتفي التضارب والصراع بين قواه المتعددة .
ھذا، وقد أصبحت كلمة "العقيدة" اسم عَلَمَ على العلم الذي يدرس جوانب الإيمان والتوحيد – التي سبقت الإشارة إليھا – وأصبح كل من يكتب في ھذا الجانب
يُطلق على ما كتبھ اسم العقيدة ، فيقال : عقيدة الطحاوي ، وعقيدة فلان من العلماء.. وأصبحت ھذه الكلمة مضافة إلى الإسلام عنواناً على المادة الدراسية في
المعاھد والكليات وغيرھما ، فيقال "مادة العقيدة الإسلامية. "
الشريعة:
قال ابن فارس في "معجم المقاييس"(: ( 6
"شرع – الشين والراء والعين أصل واحد ، وھو شيء يُفْتح في امتداد يكون فيھ ، من ذلك : الشريعة ، وھي مورد الشاربة الماء . واشتق من ذلك : الشرعة في
الدين والشريعة.
وقال ابن منظور في "اللسان" مادة شرع (:( 7
"الشريعة والشرعة : ما سنَّ الله من الدين وأمر بھ ، كالصوم والصلاة.. مشتق من شاطئ البحر . ومن قولھ تعالى: ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً ومِنْھَاجاً)) قيل في
تفسيره : الشرعة: الدين ، والمنھاج : الطريق. "..
والشريعة – كما قال الكَفَوي – اسم للأحكام الجزئية التي يتھذب بھا المكلَّف معاشاً ومعاداً ، سواء كانت منصوصة من الشارع أو راجعھ إليھ .
ومما ذكره العلماء من تعريف للشريعة نجد أنھا تطق على معانٍ متعددة:
أ- فالشريعة ھي : كل ما أنزلھ الله تعالى على أنبيائھ ، وھي تنتظم الاعتقاد والأحكام العملية والأخلاق. فھي ما شرعھ الله من الاعتقاد والعمل . وبھذا تلتقى مع
مفھوم السنة الذي سلف بيانھ فيما سبق. )
ب- وتطلق كذلك على ما خص الله تعالى بھ كل نبي من الأحكام لأمتھ ، مما يختلف من دعوة نبي لآخر ، من المنھاج وتفصيل العبادات والمعاملات ، ومن ھنا نقول :
إن الدين في أصلھ واحد ، والشرائع متعددة.
ج- وتطلق أحياناً على ما شرعھ الله تعالى لجميع الرسل من أصول الاعتقاد والبِّر والطاعة مما لا يختلف من دعوة نبي لآخر ، كما قال تعالى)) : شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ
مَا وصَّى بِھِ نُوحاً والَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ ومَا وصَّيْنَا بِھِ إبْرَاھِيمَ ومُوسَى وعِيسَى)) [الشورى .[ 13
د- وتطلق الشريعة بخاصة على "العقائد التي يعتقدھا أھل السنة من الإيمان . مثل اعتقادھم أن الإيمان قول وعمل ، وأن الله موصوف بما وصف بھ نفسھ ووصفھ
بھ رسولھ ، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق.. وأنھم لا يكفرِّون أھل القبلة بمجرَّد الذنوب.. فسمَّوا أصول اعتقادھم : شريعة..
:Ø الإسلام عقيدة وشريعة
إن الإيمان الصادق يصنع الأعاجيب ، فمتى استقر في القلب ظھرت آثاره واضحة في المعاملة والسلوك.
"والإسلام عقيدة متحركة لا تطيق السلبية ؛ إذ إنھا بمجرد تحققھا في عالم الشعور، تتحرك لتحقق مدلولھا في الخارج وتترجم نفسھا إلى حركة وإلى عمل في
عالم الواقع ."
فالدين الإسلامي – بما أنھ منھج إلھي للبشر ينبغي أن يصرّف حياتھم ويوجھھا – يشمل جانبين اثنين ، تتفرع عنھما سائر الجوانب الأخرى وتعود إليھما :
الجانب الأول : الأصول الاعتقادية ، أو الأساس النظري الذي يشكل القاعدة الأساسية في بناء ھذا الدين ، ومنھ ينطلق المؤمن ، ويضبط حركتھ كلھا بضوابطھ ،
ويوجھ سلوكھ وأعمالھ بمقتضاه ، وھو يفسِّر لھ أصل نشأة الإنسان وغايتھ مصيره ويحدد علاقتھ بالوجود كلھ من الحياة والأحياء بعد أن يحدد لھ صلة بالله تعالى .
وھذا الجانب ھو العقيدة التي تقوم على أصول نسميھا أصول الإيمان وأركانھ ، مما يجب أن يعتقد بھ المؤمن ويصدق بھ.. وتسمى الأحكام المتعلقة بھذه النواحي
أحكاماً أصلية أو اعتقا دية.
والجانب الثاني : ھو النظام الذي ينبثق عن تلك الأصول الاعتقادية ويقوم عليھا ، ويجعل لھذه الأصول صورة واقعية متمثلة في حياة البشر الواقعية . ، لذا فھو يحدد
للمكلفين حدوداً في أقوالھم وأفعالھم – كما يقول الشاطبي -رحمھ الله – فيبين كيفية عمل المكلف ، والإتيان بھ على الوجھ الذي أمر بھ الشرع ؛ في الشعائر التعبدية
والنظام الاجتماعي ، ونظام الأسرة ، والنظام الاقتصادي وفي قواعد الأخلاق.. وفي كل ما من شأنھ تنظيم حياة الناس وارتباطاتھم وعلاقاتھم ..وتسمى الأحكام
المتعلقة بھذه الجوانب كلھا : أحكاماً فرعية أو عملية ، لأنھا عمل متفرع عن الاعتقاد.
والعلم المتعلق بالجانب الأول من ھذين الجانبين يسمى علم العقيدة أو أصول الدين . والعلم المتعلق بالجانب الثاني يسمى علم الشرائع والأحكام ، لأنھا لا تستفاد إلا
من جھة الشرع ، ولا يسبق الفھم – عند الإطلاق – إلا إليھا.
ما علاقة العقيدة بالأخلاق ؟ ألا يمكن أن يكون للناس أخلاق طيبة بلا عقيدة ؟! ، نعم ، قد يوجد أخلاق عالية مثلى كانت عند عرب الجاھلية وعند المجتمعات غير
المسلمة أحياناً ولكن ھذا سببھ أن النفس تحتجز رصيدھا الخلْقي بحكم العادة والتقليد أمداً طويلاً، بعد أن تكون قد فقدت الإيمان كجزء من العقيدة ؟ ..وقد
تحتجزه فترة على وعي منفصلاً عن العقيدة، على أنھ شيء ينبغي في ذاتھ أن يقوم.
ولكن النتيجة الحتمية واحدة في النھاية..
إنھ ما دامت العقيدة قد انحرفت فلا بد أن تنحرف الأخلاق أخيراً وما دامت الأخلاق قد انفصلت عن العقيدة فلا بد أن تموت. وإن ھؤلاء المخدوعين – حسبوا بتأثير
الجاھلية – أن التصورات قد تنحرف ثم يستقيم السلوك.
ربط الإسلام بين الإيمان والسلوك ربطاً قوياً، ونلاحظ ذلك في نصوص كثيرة مثبتة في الكتاب والسنة
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفھ ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" ( 5) وقولھ – « : – ومن ذلك قولھ – صلى الله عليھ وسلم
6)) . » صلى الله عليھ ومسلم – : "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنھم أخلاقاً
إن قرن الإيمان بحسن الخلق ، والسلوك الرفيع أمر يلفت النظر إلا أن كثيراً من المسلمين يھملون ھذا الجانب أيامنا ھذه مع الأسف الشديد.
فبينما كان المسلمون الأوائل إذا سمعوا آية فيھا تكليف سارعوا إلى تطبيقھ ، وإذا نزل تحريم لأمر انتھوا عند ذلك من صدق الإيمان وصلابة العقيدة..
:Ø – العلاقة بين العقيدة والشريعة في الإسلام
وإذا كانت العقيدة ھي أصل البناء وأساسھ ، فإن الشريعة تنبثق عن ھذا الأصل وتقوم عليھ ، بحيث يكون كل حكم من أحكام السلوك الإنساني ، في أي جانب من
جوانب الحياة ، متفرعاً عن أصل من أصول العقيدة والإيمان ومرتبطاً بھ. فلا قيمة ولا استقرار لنظام لا يستند على أساس متين ، كما أنھ لا جدوى من أساس ما لم
نرفع فوقھ بناء قوياً محكماً.
وھكذا تتعانق العقيدة والشريعة لتكوين ھذا الدين الذي أكرمنا الله تعالى بھ ، وإن كان أحد الجانبين أعظم أھمية من الآخر ، فإن العقيدة ھي الجانب الأعظم الذي
أولاه الإسلام عنايتھ الكبرى أولاً في مكة المكرمة ، وھي مرحلة الإعداد والتربية والتكوين ، ثم استمر الحديث عن ھذه العقيدة عندما بدأت الأحكام تتنزل على الأمة
في المدينة ، بعد أن أصبح لھا وجود فعلي وكيان مستقل ، بل كانت العقيدة ھي الروح الذي يسري في ھذه الأحكام ، فيھبھا الحياة النابضة المتحركة .
إضافات
لفظ الشريعة في أصل الاستعمال اللغوي الماء الذي يرده الشاربون، ثم نقل ھذا اللفظ إلى معنى الطريقة المستقيمة، التي يفيد منھا المتمسكون بھا ھداية وتوفيقا…
ويختص ھذا اللفظ في عرف الفقھاء بالأوامر والنواھي والإرشادات التي وجھھا الله تعالى إلى عباده ليكونوا مؤمنين عاملين صالحين، سواء أكانت متعلقة بالأفعال
أم بالعقائد أم بالأخلاق… إلخ
ويقول الشيخ محمود شلتوت- رحمھ الله- في تعريفھا: والشريعة ھي النظم التي شرعھا الله أو شرع أصولھا، ليأخذ الإنسان بھا نفسھ في علاقتھ بربھ وعلاقتھ بأخيھ
المسلم وعلاقتھ بأخيھ الإنسان وعلاقتھ بالكون والحياة
ومن ھذا نستطيع أن نقول إنھ يقصد بالتشريع الإسلامي كل ما شرعھ الله سبحانھ في القرآن الكريم من أمر ونھي أو شرعھ رسولھ صلى الله عليھ وسلم ، وما سنھ
الخلفاء الراشدون، وكذلك ما أجمع عليھ علماء المسلمين ومجتھدوھم، وما توصلوا إليھ بالاجتھاد، يقول جل ذكره مخاطبا الرسول صلى الله عليھ وسلم وأمتھ تبع
لھ في ذلك: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْھَا وَلا تَتَّبِعْ أَھْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}. (سورة الجاثية: 18 ). ويقول جل ذكره: {أَطِيعُوا اللَّھَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الأَمْرِ مِنْكُمْ}. (سورة النساء: 59 )، {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّھَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّھ}. (سورة آل عمران: 31 ). ويقول سبحانھ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَھَاكُمْ عَنْھُ
فَانْتَھُوا}. (سورة الحشر.( 7 :والآيات في ھذا كثيرة جدا. وفي الحديث: "إذا نھيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منھ ما استطعتم". وفي الحديث الآخر.
"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المھديين من بعدي"
فالحاصل أن التشريع الإسلامي يقصد بھ كل ما شرعھ الله من أصول الدين وفروعھ في العقائد أو العبادات أو المعاملات أو الحدود أو القصاص أو غير ذلك مما
يحتاجھ الناس في حياتھم (فتشمل الشريعة أحكام الله لكل من أعمالنا من حل وحرمة وندب وإباحة. وذلك ما نعرفھ اليوم باسم الفقھ(
ولعل أجمع كلمة تحدد المقصود من التشريع ما قالھ سماحة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمھ الله- في رسالتھ منھج التشريع الإسلامي وحكمتھ حيث قال:
"والتشريع ھو وضع الشرع، والشرع ھنا ھو النظام الذي وضعھ خالق السماوات والأرض على لسان سيد ولد آدم عليھ الصلاة والسلام، ليسير عليھ خلقھ فيحقق
لھم بھ سعادة الدارين على أكمل الوجوه وأحسنھا."
راائع موصوع مميز ومفيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.