انتشر في الآونة الأخير أجهزة الجوال، والتي تعمل فيها برامج الوسائط المتعددة، وهي التي باستطاعتها تشغيل مقاطع فيديو أو صوتية، ومع هذا الانتشار انتشر أيضاً بين بعض الإخوة الذين نحسبهم من الصالحين ضبط جرس الجهاز على صوت الأذان أو قراءة القرآن لأحد القراء، وقد حصل نقاش بيننا حول جواز هذا العمل من عدمه.
أرجو منكم موافاتنا بالإجابة المعتمدة على الدليل أو التعليل الوجيه.
ليتسنى نقل الإجابة ونشرها بين الناس.
فأعتقد أن هذه المسألة مما عمت به البلوى.
الجواب الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. الأذان وآيات القرآن من ذكر الله، وذكر الله يجب أن يصان ويكرّم ويجعل فيما شرع له، فالأذان شرع للإعلام بدخول وقت الصلاة، وآيات القرآن إنما تتلى للاستماع والانتفاع بها على الوجه الشرعي الذي من أجله أنزلت. واستعمال صوت الأذان أو تلاوة القرآن لأجل التنبيه على المكالمات بدلاً عن الأجراس في الهاتف الجوال أو غيره مما ينافي ما شرع له مثل هذا الذكر، إضافة إلى أن هذا الفعل فيه امتهان لهذا الذكر إذ قد ينطلق صوت الأذان أو آيات القرآن في أماكن قضاء الحاجة أو قد ينطلق هذا الصوت والجهاز في موضع ينافي احترام ما فيه ذكر الله كأن يكون جالساً على جهاز الهاتف، أو قد ينطلق هذا الصوت في المسجد فيؤدي إلى التشويش على المصلين، وكل هذه الحالات تقع كثيراً ممن يحمل جهاز الهاتف الجوال، لذا فإن جعل صوت الأذان أو تلاوة آيات القرآن منبهاً بدلاً من الأجراس لا يجوز. أما جعل صوت الأذان في الساعات المنبهة التي تنبه على دخول وقت الصلاة كصلاة الفجر فلا بأس به؛ لأن هذا لا ينافي ما شرع له الأذان وليس فيه امتهان لذكر الله، والله أعلم.