لا بأس من التعرض للأشعة الشمسية ضمن إطار المعقول والمقبول، فهذه الأشعة مفيدة في بعث الدفء، وفي تحسين الحال النفسية والمعنوية، وفي صنع الفيتامين «د» الضروري لامتصاص الكلس ونشره في العظام والأسنان، وفي مداواة بعض الأمراض الجلدية.
لكن هناك من يبالغ في التعرض لأشعة الشمس، طمعاً في نيل البشرة البرونزية، ظناً بأن هذا الاسمرار هو أمر صحي وطبيعي، غير أن الحقيقة ليست كذلك أبداً، فالاسمرار ما هو إلا صرخة إنذار يطلقها الجلد دفاعاً عنه لحماية نفسه من أضرار أشعة الشمس… ولكن لا حياة لمن تنادي، فالمولعون بالشمس، يمعنون في التعرض لأشعتها، فاتحين الباب على مصراعيه لحدوث تغيرات طارئة تجعل الجلد في حال يرثى لها، إضافة الى زيادة خطر التعرض لسرطان الجلد، واحتمال الإصابة بالضربة الشمسية.
ضربة الشمس
ما هي ضربة الشمس وما هي الظروف التي تعرض أحدنا<لاسمح الله >كي يصاب بمثل هذه الضربة؟
في البداية سنتكلم قليلاً عن فيزيولوجيا الجسم:
يقوم الجسم بالمحافظة على الحرارة الداخلية له بواسطة عاملين مهمين هما
1_تغيير كمية الدم المتدفقة الى الجلد :
إذا ارتفعت الحرارة ……. تزداد كمية الدم الواردة الى الجلد…….ومن ثَم تنخفض الحرارة مرة تانية .. والعكس بالعكس
2_التعرق:
وظيفته تخفيض حرارة الجسم
لكن
الجو حار كتير ورطب ويوجد صغير <<مثلا">> نزل للعب أو يقوم بعمل يتطلب منه الوقوف فترة طويلة تحت الشمس ياترى ماذا سيحصل……
في هذه الحالة تقوم الأوعية الدموية في الجلد بالتوسع ويزداد تدفق الدم الى الجلد{وبالتالي نقصان كمية الدم في الأنسجة العميقةوالعضلات}ثم يبدأ الجسم بافراز العرق وبما ان الجو رطب فالعرق لن يتبخر وحرارة الجسم تنخفض تنخفض وهكذا سندخل بحلقة مفرغة والتي نتيجتها فقدان الماء والأملاح من الجسم
اذا"… امرآن هامان يحدثان
1- نقصان كمية الدم الموجودة في الأنسجة العميقة والعضلات
2-فقدان كميات كبيرة من الماء والأملاح
والأن…. حسب درجة النقصان والفقدان رح تظهر الأعراض التالية:
* التقلصات الحرارية :
عبارة عن الآم بسيطة وتقلصات في العضلات الهيكلية
والفقدان هنا بكون بسيط للماء والأملاح
*الاعياء الحراري:
اعياء وتعب شديدين والتقلصات العضلية تصبح أشد
طبعا"الفقدان هنا رح يكون اكتر
لكن………..
في التعدادين السابقين تكون درجة حرارة الجسم مازالت طبيعية
*الصدمة الحرارية {ضربة الشمس}:
حالة متقدمة وخطيرة يحدث فيها
-ارتفاع حرارة الجسم فوق ال40 درجة
-صداع وغثيان
-غشي وسبات وأحيانا"نوب صرعية
-انتصاب اشعار وضعف بالأطراف
قد تؤدي احيانا" الى أزمة قلبية أو فشل كلوي أو cva( حادث دماغي وعائي أي قالج شقي)وأحيانا" الوفاة في حال المعالجةغير الصحيحة.
التدبير ( المعالجة):
يتم تدبير الضربة الشمسية وفقاً للنصائح الآتية:
1 – حمل المصاب بعيداً من وهج الشمس الى مكان ظليل، أو بارد إن أمكن.
2 – نزع ثياب المريض.
3 – محاولة تبريد جسم المصاب باستعمال إسفنجة مغموسة بالماء، أو برَش الجسد بالماء البارد، أو بالاستعانة بمروحة إذا توافرت. ولكن يجب التحذير هنا من استعمال الثلج أو تغطيس المريض في حوض ماء بارد فوق العادة، فهذان من شأنهما أن يقودا الى حدوث تشنج في الأوعية الدموية، وبالتالي الى تفاقم الحال الصحية نحو الأسوأ.
4 – نقل المريض الى أقرب مركز إسعافي، تفادياً لوقوع الاختلاطات وما أكثرها، من بينها الصدمة، وتلف الخلايا، والتورم في المخ، واضطرابات في تخثر الدم.
إن كبار السن والأطفال الصغار هم من أكثر ضحايا الضربة الشمسية، ولكن هناك عوامل تساعد على حدوث الضربة، مثل ارتداء الملابس الضيقة، وضع الزيوت والكريمات الموضعية التي تعرقل تعرق الجسد، والجو الرطب، والتهوية غير المناسبة، وتناول بعض الأدوية، والإصابة بعدد من الأمراض كالعلل القلبية والرئوية، والبدانة المفرطة.
ما العمل للوقاية من ضربة الشمس؟
إن أفضل شيء يمكن فعله لتفادي الوقوع تحت رحمة الضربة الشمسية وعواقبها الثقيلة، هو التقيد بالنصائح الآتية:
– اللجوء الى الظل عندما تكون أشعة الشمس قوية.
– ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون.
– وضع قبعة على الرأس أو استعمال المظلة الشمسية.
– شرب السوائل في شكل منتظم ومستمر.
– الامتناع عن استعمال الزيوت والكريمات التي تسد مسام الجلد، فتمنع التعرق الضروري للحفاظ على حرارة الجسم ضمن الحدود الطبيعية.
– تناول أغذية غنية بمعدن السيلينيوم (ثوم، بصل، ملفوف، قنبيط، حبوب كاملة) وفيتامين بيتاسكاروتين (جزر، مشمش، فواكه جافة، بقدونس) والفيتامين e (ملفوف أحمر، لوز، عنب…)، فهذه العناصر لها أهمية كبرى، إذ تساعد في تعزيز دفاعات الجلد وحمايته من أذى الأشعة الشمسية.
– تجنب الاعمال و التمارين المجهدة في الجو الحار.
في المختصر المفيد، ان التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وسط جو حار يؤدي الى ارتفاع مضطرد في حرارة الجسم، وكلما كان الارتفاع شديداً كان الخطر ماحقاً، فإذا ترافق هذا الارتفاع مع شل في ميكانيكية التعرق، فإن هذا سيقود الى خلل طارئ في عمل الأجهزة الحيوية كالقلب والرئة والكلية والدماغ والكبد. وإذا بلغت حرارة الجسم 41 الى 42 درجة مئوية، فإن المضاعفات ممكنة جداً، وقد تقود الى الوفاة، من هنا أهمية التشخيص المبكر لإعطاء العلاج المناسب بالسرعة المناسبة من أجل إنقاذ حياة المصاب.
تحياتي