تخطى إلى المحتوى

نقص القدرة على الانتباه لدى الطفل 2024.

  • بواسطة
نقص القدرة على الانتباه

قد يكون طفلك كثير السَرَحان أو كثير النسيان، يضيع الأشياء بسهولة، أو يعانى من ضعف تقديره لذاته. قد يتهمه زملاؤه ومدرسوه بالغباء لكن ربما يعانى طفلك من حالة يطلق عليها نقص القدرة على الانتباه.

ماذا يعنى نقص القدرة على الانتباه؟

نقص القدرة على الانتباه (Attention Deficit Disorder or ADD) هو اضطراب وراثى خاص بالجانب التعليمى والسلوكى. يقول الخبراء أن هناك نوعين أساسيين من نقص القدرة على الانتباه. نوع يصاحبه إفراط فى النشاط وهو النوع الأساسى والأكثر شيوعاً ويطلق عليه نقص القدرة على الانتباه المصحوب بإفراط فى النشاط (ADHD)، والنوع الثانى هو نقص القدرة على الانتباه الذى لا يصاحبه إفراط فى النشاط.

كثير من الأطفال الذين يعانون من نقص القدرة على الانتباه تكون لديهم مشكلة فى التركيز على موضوع معين، خاصةً إذا كان هذا الموضوع لا يستهويهم مثل المذاكرة أو عمل الواجبات المدرسية. بالنسبة لمعظمنا، فإن التركيز على موضوع واحد لا يمثل لنا مشكلة لأن مخنا يقوم بتصفية كل مصادر التنشتيت الموجودة حولنا مثل صوت السيارات فى الشوارع على سبيل المثال، أما الأطفال (أو الكبار) الذين يعانون من نقص القدرة على الانتباه فهم يركزون على كل شئ حولهم بشكل متساوى. ويمثل هذا صعوبة بوجه خاص، إذا كان الطفل على سبيل المثال يحاول التركيز على حل واجب الحساب بينما يسمع صوت تكييف مرتفع فى نفس الوقت، أو إذا كان يرى أطفال آخرون يمشون خارج الفصل. الأطفال الذين يعانون من كلا النوعين من نقص القدرة على الانتباه لابد وأن يكون لديهم دافع قوى، شغف كبير، واهتمام كبير بالشئ الذى يحاولون التركيز فيه لكى يستطيعوا الانتباه والاحتفاظ بهذا الانتباه.

قد تقول بعض الأمهات: “هذه الحالة بالتأكيد لا تنطبق على طفلى لأن لديه القدرة على الجلوس أمام البلاى ستاشن طوال اليوم ويستطيع التركيز وعزل نفسه تماماً عن العالم من حوله.” هذا أمر وارد بالنسبة للمصابين بهذه الحالة لأن ال”بلاى ستاشن” ممتع بالنسبة لهم ويثير فيهم التحدى، لكن إذا أجلست نفس الطفل أمام واجب الحساب أو النحو، ستجدين سلوكاً آخر تماماً. باختصار، يجد المصابون بأى من الحالتين مشكلة فى الانتباه والتركيز على أى شئ لا يستهويهم أو ليس لديهم دافع لعمله، وهو ما ينطبق على نسبة كبيرة من الأمور المتعلقة بالدراسة.

فى أى سن يمكن تشخيص الحالة وكيف؟

يمكن عادةً تشخيص الحالة قبل سن سبع سنوات إذا ظهرت الأعراض على الطفل فى مجالين أو أكثر، مثل البيت والمدرسة. يُنصح بعرض الطفل على أخصائى نفسى أو طبيب أمراض نفسية على شرط أن يكون على معرفة جيدة بحالة نقص القدرة على الانتباه، وكذلك بمسائل الإبداع والموهبة، لأن كثير من الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة يكونون موهوبين ومبدعين. الكشف على الطفل يستغرق فى المتوسط حوالى ساعتين ويجب أن يتضمن هذا الكشف اختبارات ذكاء واختبارات القدرة على الإبداع.

نقص القدرة على الانتباه الذى لا يصاحبه إفراط فى النشاط

لكى يعتبر الطفل مصاب بهذه الحالة، لابد وأن تتوفر فيه 6 من الأعراض الأكاديمية الآتية إلى درجة كبيرة:

يفشل الطفل كثيراً فى الانتباه للتفاصيل أو يقوم بعمل أخطاء تافهة فى العمل المدرسى كالواجب أو الامتحانات.

صعوبة فى الاحتفاظ بانتباهه أثناء قيامه بالمهام المطلوبة منه.

لا يستمع إلى ما يقال له.

يفشل فى اتباع التعليمات أو فى إكمال عمله.

غير منظم.

يعانى عند المذاكرة أو عمل الواجب المدرسى.

يفقد أشياءه المتعلقة بالعمل المدرسى، مثل أوراقه المدرسية، كتبه، أقلامه، …الخ.

ذاكرته ضعيفة.

يتشتت بسهولة.

ينسى كثيراً الأمور المتعلقة بأنشطته اليومية.

نقص القدرة على الانتباه المصحوب بإفراط فى النشاط

لكى يعتبر الطفل مصاب بهذا الحالة، لابد وأن تتوفر فيه 6 من الأعراض السلوكية الآتية إلى درجة كبيرة:

قلق وتململ يظهر فى شكل حركات وهز ليديه وقدميه.

صعوبة فى البقاء جالساً إذا طلب منه ذلك.

جرى وحركة مبالغ فيها، أو حركة مستمرة.

صعوبة فى اللعب بهدوء.

مندفع وكثيراً ما يتحدث أكثر من اللازم.

يتسرع فى الإجابة عن الأسئلة قبل إكمال السؤال.

صعوبة فى الوقوف فى الصف أو انتظار دوره.

كثيراً ما يقاطع الآخرين فى الكلام.

يتحول من عمل شئ دون إكماله لشئ آخر.

ما هو العلاج لكلتا الحالتين؟

الحل الطبى الشائع للأطفال الذين يعانون من أى من الحالتين هو دواء يصفه الأطباء لعلاج الأعراض لكنه لا يحل جذور المشكلة، ويساعد الدواء الطفل على الانتباه، والتحكم فى نشاطه الزائد واندفاعه. غالباً ما يتم استخدام هذا الدواء بشكل موازى مع علاج سلوكى وعلاج من أجل تحسين القدرة على حل المشكلات وذلك للوصول لأفضل فائدة ممكنة. لكن كما هو الحال مع جميع الأدوية فإن لها آثار جانبية سلبية ولا يجب أن تُعطى للطفل إلا تحت إشراف طبى.

الآباء الذين لا يفضلون الأدوية قد يلجأون لبدائل علاجية أخرى بما فى ذلك الأعشاب البديلة، الفيتامينات والأدوية المكملة، والعلاج التماثلى الذى قد يساعد بعض الأطفال الذين يعانون من أى من الحالتين.

كيف يمكن أن يساعد الأهل والمدرسون؟

رغم أن العلاج بالدواء قد يكون أحياناً أحد الاختيارات، إلا أنك من المهم أن تَفهَمى طفلك وتعينيه على النجاح. كثيراً ما يعانى المصابون بهذه الحالات من ضعف تقديرهم لذاتهم وتظهر عليهم مشاكل سلوكية. هؤلاء الأطفال لا يستجيبون عادةً للعقاب كما هو الحال مع بقية الأطفال – كلما عاقبتيه أكثر، كلما زاد عناده، فحاولى الاعتماد على أساليب التهذيب البديلة.

تذكرى دائماً أن تمدحى طفلك وقللى تصحيحك له لكى تخففى من الضغط السلبى الذى ربما يشعر به فى المدرسة. أشعرى طفلك أنه يلاقى كل القبول والتقدير فى البيت، وأن هدفك هو أن تساعديه على اكتشاف أقصى قدراته، وركزى جهدك على ذلك.

البيئة المدرسية والمدرسون بشكل خاص هما جزء مهم فى حياة طفلك اليومية من أجل منحه بيئة تعليمية سليمة. قد يكون من المفيد أن تكونى على صلة دائمة بمدرسيه لكى يخبروك بواجباته، مواعيد امتحاناته، ولتعويض أى شئ قد يكون فاته أو لم يستوعبه فى المدرسة. يجب أن يعرف مدرسو طفلك أنه يجب أن يجلس فى الصف الأول بالقرب من مكتب المدرس، وبعيداً عن التكييفات، الشبابيك، أو الأبواب، وذلك لإبعاده عن أى شئ يشتت انتباهه من أجل الوصول إلى أقصى تركيز. وأخيراً، يمكن أن يقوم أحد زملاء طفلك بمعاونته، على سبيل المثال بإعطائه النوتة الخاصة به – التى يكتب فيها ما هو الواجب المطلوب – لكى ينقل منها طفلك أو أن يعطيه بعض كراسات الفصل لنقل ما لم يكن طفلك قد نقله من على السبورة.

ساعدى طفلك على اكتشاف قدراته

يجب أن يعرف الآباء أن الأطفال الذين يعانون من كلا الحالتين من اضطراب القدرة على الانتباه قد يكون لديهم مواهب خاصة، بالرغم من أنهم قد لا يكونون متفوقين فى الامتحانات أو ربما يكونون ضعفاء فى بعض المواد الدراسية. من المعروف أن هؤلاء يكون لديهم كم من الطاقة والإبداع اللذين قد لا يكونان متوفرين لدى غيرهم، وبمنح هؤلاء الأطفال الفرصة والبيئة المناسبة، يمكن أن ينجحوا فى أشياء كثيرة. شجعى طفلك على التعرف على قيمته وساعديه على اكتشاف الأشياء التى يتميز فيها حتى ولو تطلب هذا تجربة أشياء عديدة فى البداية لكى يعرف ما يحب وبالتالى يحاول تقوية قدراته فيه.

بمجرد أن يكتشف طفلك نقاط قوته، سيساعده جين الADD فى إشعال قدراته الإبداعية. اعرفى أن من ضمن المشاهير الذين يعانون من هذه الحالة البليونير ريتشارد برانسون، ألبرت أينشتاين، جون كنيدى، ومارتن لوثر كينج الصغير!

شكر خاص للدكتورة أميرة حنا، طبيبة أمرض نفسية أطفال ومراهقين، لمراجعة هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.