30% من حالات العقم تعود إلى عيب في الزوج
بعد شهور من الزواج تبدأ العيون في التفتيش عن حدوث تغيرات في جسم الزوجة بحثاً عن الحمل. ويحدث ذلك وكأنه من الضروري أن تحمل الزوجة فما دام الزواج قد تم فمن الضروري ان تبدأ عملية الانجاب. هكذا يفكر عدد غير قليل من الناس. وكأن عدم الرغبة في الانجاب فور الزواج شيء غير طبيعي، او كأن القدرة على الانجاب شيء يفترض وجوده. ومع كلمة العقم تظهر علامات الاسف والحزن، الاسف من بعض الناس وكأن عدم انجاب الاطفال حكم نهائي يحكم على الزوجين بعدم الانجاب طوال الحياة.والحزن عند الزوجة التي تشعر من كلمات الناس ونظرات الآخرين انها فعلاً لن تعرف معنى الامومة.
وابدأ الكلام بهذه الاحصائية، لو تصورنا مائة بيت في كل بيت زوج وزوجة تزوجوا في السن المناسبة وهم في حالة صحية جيدة ويعيشون حياة عادية ويمارسون حياتهم الزوجية بلا موانع للحمل.. ترى ماذا يحدث في هذه البيوت بعد عام من الزواج؟ سنجد أن هناك 10بيوت لم تعرف الحمل… نسبة ضئيلة جداً يحدث فيها الحمل في الشهر الاول من الزواج.. بينما حوالي 90بيتاً حدث الحمل فيها بعد عدة شهور او حتى سنوات من الزواج. فالازواج هنا قادرون على الانجاب بارادة الله سبحانه وتعالى ولكن بدرجات متفاوتة.معنى ذلك أن عدم حدوث الحمل بعد الزواج مباشرة لا يجوز ان يدعو الى القلق والاكتئاب. فالحمل يمكن ان يحدث بعد شهر او بعد عام او بعد عامين فهناك عوامل كثيرة يجب ان تتوفر بمشيئة الله حتى يحدث الحمل، ويكفي ان يختفي عامل واحد حتى لا يحدث الحمل وبالتالي يتسرب اليأس الى قلب الزوجة والزوج.
والكلام الذي اقوله الآن قديم والزوجة تؤكد دائماً ان زوجها سليم وأن عليها أن تبدأ وحدها رحلة البحث عن حل المشكلة. وعندما تقول الزوجة ان زوجها سليم فإنها تبني هذا الرأي على أساس ان القدرة الجنسية مرتبطة في اذهان الكثيرين بالخصوبة والقدرة على الانجاب. وهذا الاعتقاد خاطىء فقد يكون الزوج قادراً على واجباته الزوجية ولكن في نفس الوقت يمكن ان يكون هناك عيب او نقص في جسمه يمنع انجاب الاطفال. وهكذا يصبح من الضروري ان يقف الزوج بجانب الزوجة في بداية رحلة البحث عن طريق لإنجاب طفل بمشيئة الله تعالى.
عيب في الزوج
وعندما نتحدث عن الرجل فإننا يجب ان نبدأ الحديث عنه بأن 30% من حالات عدم الانجاب ترجع الى عيب في الزوج. وفحص الرجل سهل واسهل بكثير من فحص المرأة ولكن هنا في بلادنا نجد ان الرجل – وهذا خطأ – يرفض مبدأ الفحص لاعتقاده ان مجرد الاشارة اليه فيه مساس برجولته. ولذلك فهو يطلب من الزوجة ان تمر في التجارب والبحوث وحدها ويقف هو موقف المتفرج. وقد تعاني الزوجة الكثير ثم يتضح في النهاية ان الزوج هو المسؤول. ولكن هناك طريقة تعطي فرصة فحص مثل هذا الزوج الذي يرفض الذهاب الى الطبيب مع زوجته، حيث إننا نطلب من الزوجة أن تحضر الى العيادة في اقرب وقت بعد ان تكون مع زوجها فخلال ست ساعات من لقاء الزوج بزوجته تظل الحيوانات المنوية في عنق الرحم والمهبل وهي على حالتها، فإذا حضرت الزوجه خلال هذه الفترة فمن الممكن سحب كمية من الحيوانات المنوية وفحصها وبذلك يمكن فحص هذا الزوج دون ان يحضر. ولكن حالات تكون فيه نتائج هذا الفحص في حاجة الى تجارب تأكيدية. اما الرجل الذي يوافق على إجراء تحليل السائل المنوي فإن الطبيب يطلب منه عدم المعاشرة الجنسية لمدة لا تقل عن ثلاثة ايام ثم يحصل منه على عينة من الحيوانات المنوية لتبدأ دراستها من ناحية العدد والحركة والشكل ودراسات مخبرية أخرى. وعلى اساس نتائج الفحص يمكن للرجل أن يبدأ العلاج او ان يحكم الطبيب بأنه قادر على الانجاب بإرادة الله وان العلاج يجب ان يشمل زوجته فقط.
تمنع المرأة
والعوامل التي قد تمنع المرأة من الانجاب كثيرة ومتشعبة فقد يكون ذلك نتيجة لعملية جراحية للزائدة الدودية واهملت في اثناء علاجها بحيث ادت الى انسداد في قناتي فالوب. وقد يكون العقم ناتجاً عن السمنة المفرطة او النحافة الزائدة. وقد تكون حالة العقم عقب ولادة اولى متعسرة انتهت بحمى النفاس او يكون العقم عقب اجهاض متكرر. وهنالك حالات قد تمنع حدوث الحمل فجهل الزوجين بكيفية اتمام العلاقات الجنسية وقد وجد أن في0.3%من حالات العقم مازال غشاء البكارة موجوداً.
ومن الاكثر الاسباب المعروفة لحدوث العقم في المرأة الاضطرابات الهرمونية ويأتي على رأس القائمة حالات تكيسات المبيضين التي اصبحت شائعة جداً حيث يحدث فيها خلل هرموني يحدث معها ضعف في عملية التبويض ويصاحبها بعض التغيرات مثل اضطرابات الدورة الشهرية وزيادة شعر الجسم وربما زيادة في وزن الجسم. كما يجب التأكد من وظائف الغدة الدرقية والغدة النخامية ومعرفة مستوى هرمون الحليب.