وأقبح ما في ذلك أن يعنّفها في ما لا قدرة لها عليه، كأن يلومها إذا كانت لا تنجب أو لا تنجب إلا بنين وحسب أو بنات وحسب. ويلومها إذا أنجبت ولداً مصاباً ببعض العيوب الخلقية، فيجمع بذلك بين ألمها في نفسها وبين إساءته البالغة بقوارصه التي تقض مضجعها وتؤرق جفنها. فالزوج العاقل الكريم لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة ولا يؤاخذها بأول زلة، بل يلتمس لها المعاذير ويحملها على أحسن المحامل.
ولا ريب أن ذلك ضرب من ضروب الغلظة ونوع من أنواع اللؤم والبخل. وقد يلتمس الزوج لنفسه العذر بأنه يخشى من تعالي الزوجة وغرورها إذا هو شكرها أو أثنى عليها..
وهذا الكلام ليس صحيحاً على إطلاقه، فيا أيها الزوج المفضال، لا تبخل بما فيه سعادتك وسعادة زوجتك، ولا تهمل اللفتات اليسيرة من هذا القبيل، فإن لها شأنا جللا وتأثيرا بالغا.
فماذا يضيرك إذا أثنيت على زوجتك بتجملها وحسن تدبيرها؟ وماذا ستخسر إذا شكرتها على وجبة أعَدَّتها للضيوف؟ أو ذكرت لها امتنانك لرعايتها وخدمتها لبيتك وأولادك -وإن كان ذلك من اختصاصها- وإن كانت لا تقدمه إلا على سبيل الواجب؟
إن الزوجة إذا وجدت ذلك من زوجها ستسعد وتشعر بالنشاط والاندفاع والإخلاص لخدمته والمسارعة إلى مراضيه، لما تلقاه منه من حنان وعطف وتقدير. وإذا أصبح قلبها مترعا بهذه المعاني عاشت معه آمنة مطمئنة، وعاد ذلك على الزوج بالأنس والمسرات.
منقول
:11_1_207[1]: :11_1_207[1]: :11_1_207[1]: :11_1_207[1]:
كتيير حلو