إن مائدة الطعام هي تلك الحلقة التي تصل أفراد الأسرة أو الأحباء والأصدقاء بعضهم ببعض ليتم الاطمئنان على أحوالهم وتجاذب أطراف الحديث الشيق فيما بينهم. يجتمع أفراد الأسرة الصغيرة يومياً سواء لتناول الوجبات الرئيسة أو الشاي، كما يجتمع بانتظام أفراد الأسرة السعيدة سواء الصغيرة (الأم والأب والأولاد) أم الأسرة الكبيرة (التي تضم الأهل والأقارب) على طاولة الإفطار في شهر رمضان المبارك، وكذلك في الاحتفالات بالعيدين المباركين – عيد الفطر وعيد الأضحى – وفي المناسبات السعيدة كافة. إن الأقارب والأرحام والأحفاد والأصدقاء يحتاجون بين حين وآخر إلى تجديد اللقاء والحفاظ على التواصل بين الأجيال، فلابدّ من إقامة الموائد التي تجمعهم على لقيمات دون إسراف وتبذير، مع الأخذ بالاعتبار بمبدأ إكرام الضيف والاحتفاء بقدومه.
ومن هنا جاءت أهمية فن إعداد مائدة الطعام للمناسبات السعيدة. ومن المعروف أن المناسبات السارة متنوعة، وتتضمن الحفلات المنزلية التي تضم رب الأسرة مع بعض أصدقائه أو زملاء العمل أو بعض الأقارب وغير ذلك لذا فإن على سيدة المنزل استعمال الفن والذكاء معاً في تصنيف طرق إعداد المائدة حسب نوع الدعوة وعدد المدعوين أو المدعوات بعمل دراسة لنفسية ورغبات الضيوف.
وقد يحتاج الزوج لإقامة حفل عشاء عمل بالبيت، أو قد يطلب الابن من والدته تجهيز مائدة لاستقبال أصدقائه للاحتفاء بوظيفته الجديدة، وقد تكون الدعوة مهمة، كأن يقوم رب الأسرة بمجاملة رئيسه بالعمل الذي تم تعيينه أو ترقيته حديثاً. وقد يكون العكس، فيمكن أن يحتفي رب الأسرة بمناسبة سارة تخصه كترقيته بعمله شخصياً أو حصول أحد أبنائه على درجة علمية عالية، أو تقلُّدهُ منصباً وظيفياً قيماً، أو قد تقتصر الدعوة على طاولة الشاي لمجرد الاستئناس والتواصل وتوثيق صلة الزمالة بين الأفراد سواء في المجتمع الرجالي أو النسائي. وينبغي على سيدة المنزل توفير المكان المناسب بالبيت لإحياء المناسبة بحيث يكون لكل مدعو فرصة في الجلوس براحة تامة سواء في صالة الاستقبال أو على المائدة أو في الحديقة إن كان ذلك حفل شواء أو حفل شاي.
ولابدّ أيضاً من تأمين وتوفير الأدوات الخاصة بالأكل والشرب لكل مدعو حتى لا يحدث إحراج للطرفين حين تتكدس الصالة أو المائدة بأعداد كبيرة من الحضور دون وجود أماكن لجلوسهم أو حتى أطباق أو كؤوس وخلافه على الطاولة.
عليكِ سيدتي بمراعاة شعور المدعوين وعدم ترك أي مجال للملل في نفوسهم وحتى لا يساورهم شعور بعدم حرصكِ على مجاملتهم وإكرامهم، وهذا سواء أكنتِ شخصياً تحضرين المناسبة، أو قمت بتنسيق متطلبات تلك المناسبة السعيدة لزوجكِ أو ابنكِ ثم تركتِ لهم مسؤولية متابعة العلاقات العامة بالحفل لذا يتوجب عليكِ قبل ترككِ للموقع إلقاء نظرة ثاقبة على جميع الإمكانيات المتاحة وتوصية الزوج أو الابن أو صاحب الدعوة بإكمال المهمة على أتم وجه.
وأهمس عزيزتي في أذنكِ بأن عليكِ أن تحتلي قلب زوجكِ عن طريق صنع ما يروق لمعدته ويثبت له أنك ربة بيت ممتازة. ويأتي دورك الآن للاستمتاع بوقتك وعلاقاتك الاجتماعية، فإذا قمت عزيزتي بدعوة صديقاتكِ لمناسبة سعيدة تقيمينها في بيتكِ فتذكري أن دورك أشد حساسية من ذي قبل لأنك سوف تقومين بمرحلة إعداد الطعام وكذلك إعداد المائدة، بالإضافة لمجاملة المدعوات بنفسكِ.
فعليك اختيار الوقت المناسب لتلك الدعوة بحيث يمكنكِ القيام بحق ضيفاتك على خير وجه. ومن المعروف أنك لن تسلمي من التعليقات الظريفة من قبل بعضهن، فهن يتلهفنّ لأيّ حركة تدور من حولهنّ حتى لا تفوتهنّ الفرصة في إبداء الفضول وتوجيه النقد ولو القليل منه. فاحذري أن تكوني عرضة للهمز واللمز من قبل بعض مدعواتكِ.
علماً بأن تلك عادة مذمومة لابدّ من أن تقلع الكثيرات عنها، حتى يستمتعن بالاستقرار النفسي، فصدق المثل القائل: (مَن راقب الناس مات همّاً).
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sunrise20171755305
تسلمى يا قمر على التوبيك
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة النحل1757180
مشكوووووووووووووره حبيبتي
|