تخطى إلى المحتوى

شاعرة العرب .الخنساء . 2024.

  • بواسطة
أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي = كَأَنَّ النارَ مُشعِلَةٌ ثِيابي
إِذا نَجمٌ تَغَوَّرَ كَلَّفَتني = خَوالِدَ ما تَؤوبُ إِلى مَآبِ

وَخَرقٍ كَأَنضاءِ القَميصِ دَوِيَّةٍ = مَخوفٍ رَداهُ ما يُقيمُ بِهِ رَكبُ
قَطَعتَ بِمِجذامِ الرَواحِ كَأَنَّها = إِذا حُطَّ عَنها كورُها جَمَلٌ صَعبُ

يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا = إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا
فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ = وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا

ما بالُ عَينَيكِ مِنها دَمعُها سَرَبُ = أَراعَها حَزَنٌ أَم عادَها طَرَبُ
أَم ذِكرُ صَخرٍ بُعَيدَ النَومِ هَيَّجَها = فَالدَمعُ مِنها عَلَيهِ الدَهرَ يَنسَكِبُ

ياعَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مَسكوبِ = كَلُؤلُؤٍ جالَ في الأَسماطِ مَثقوبِ
إِنّي تَذَكَّرتُهُ وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ = فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَشعوبِ

يا اِبنَ الشَريدِ عَلى تَنائي بَينِنا = حُيِّيتَ غَيرَ مُقَبَّحٍ مِكبابِ
فَكِهٌ عَلى خَيرِ الغِذاءِ إِذا غَدَت = شَهباءُ تَقطَعُ بالِيَ الأَطنابِ

تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ = وَأَيسَرُ مِمّا قَد لَقيتُ يُشيبُ
أَقولُ أَبا حَسّانَ لا العَيشُ طَيِّبٌ = وَكَيفَ وَقَد أُفرِدتُ مِنكَ يَطيبُ

أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ = إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ
إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت = طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وَهَرَّتِ

أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري وَقَلَّت = لِمَرزِئَةٍ أُصِبتُ بِها تَوَلَّت
لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ النَفسَ مِنها = بُعَيدَ النَومِ تُشعَلُ يَومَ غُلَّت

لَهفي عَلى صَخرٍ فَإِنّي أَرى لَهُ = نَوافِلَ مِن مَعروفِهِ قَد تَوَلَّتِ
وَلَهفي عَلى صَخرٍ لَقَد كانَ عِصمَةً = لِمَولاهُ إِن نَعلٌ بِمَولاهُ زَلَّتِ

يا عَينِ جودي بِالدُموعِ = المُستَهِلّاتِ السَوافِح
فَيضاً كَما فاضَت غُروبُ = المُترَعاتِ مِنَ النَواضِح

ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا = لِكَبشِ الوَغى في اليَومِ وَالأَمسِ ناطِحا
فَخالِدُ أَولى بِالتَعَذُّرِ مِنكُمُ = غَداةَ عَلا نَهجاً مِنَ الحَقِّ واضِحا

لا تَخَل أَنَّني لَقيتُ رَواحا = بَعدَ صَخرٍ حَتّى أَثَبنَ نُواحا
مِن ضَميري بِلَوعَةِ الحُزنِ حَتّى = نَكَأَ الحُزنُ في فُؤادي فِقاحا

جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ = عَلَيكَ اِبنَ عَمروٍ مِن سَنيحٍ وَبارِحِ
فَلَم يُنجِ صَخراً ما حَذِرتُ وَغالَهُ = مَواقِعُ غادٍ لِلمَنونِ وَرائِحِ

أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا = أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى
أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ = أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا

أَبكي لِصَخرٍ إِذا ناحَت مُطَوَّقَةٌ = حَمامَةٌ شَجوَها وَرقاءُ بِالوادي
إِذا تَلَأَّمَ في زَغفٍ مُضاعَفَةٍ = وَصارِمٍ مِثلِ لَونِ المِلحِ جَرّادِ

لا شَيءَ يَبقى غَيرُ وَجهِ مَليكِنا = وَلَستُ أَرى شَيئاً عَلى الدَهرِ خالِدا
أَلا إِنَّ يَومَ اِبنِ الشَريدِ وَرَهطِهِ = أَبادَ جِفاناً وَالقُدورَ الرَواكِدا

بَكَت عَيني وَعاوَدَتِ السُهودا = وَبِتُّ اللَيلَ جانِحَةً عَميدا
لِذِكرى مَعشَرٍ وَلَّوا وَخَلَّوا = عَلَينا مِن خِلافَتِهِم فُقودا

أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمروٍ = مَصائِبُ قَد رُزِئتِ بِها فَجودي
بِسَجلٍ مِنكِ مُنحَدِرٍ عَلَيهِ = فَما يَنفَكَّ مِثلَ عَدا الفَريدِ

عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ مِنكُما جودا = جودا وَلا تَعِدا في اليَومِ مَوعودا
هَل تَدرِيانِ عَلى مَن ذا سَبَلتُكُما = عَلى اِبنِ أُمّي أَبيتُ اللَيلَ مَعمودا

أُبَكِّ أَبي عَمراً بِعَينٍ غَزيرَةٍ = قَليلٍ إِذا نامَ الخَلِيُّ هُجودُها
وَصِنوَيَّ لا أَنسى مُعاوِيَةَ الَّذي = لَهُ مِن سَراةِ الحَرَّتَينِ وُفودُها

ضاقَت بِيَ الأَرضُ وَاِنقَضَّت مَخارِمُها = حَتّى تَخاشَعَتِ الأَعلامُ وَالبيدُ
وَقائِلينَ تَعَزّي عَن تَذَكُّرِهِ = فَالصَبرَ لَيسَ لِأَمرِ اللَهِ مَردودُ

يا اِبنَ الشَريدِ وَخَيرَ قَيسٍ كُلَّها = خَلَّفتَني في حَسرَةٍ وَتَبَلُّدِ
فَلَأَبكِيَنَّكَ ما سَمِعتُ حَمامَةً = تَدعو هَديلاً في فُروعِ الفَرقَدِ

أَسَدانِ مُحمَرّا المَخالِبِ نَجدَةً = بَحرانِ في الزَمَنِ الغَضوبِ الأَنمَرِ
قَمَرانِ في النادي رَفيعا مَحتِدٍ = في المَجدِ فَرعا سُؤدُدٍ مُتَخَيَّرِ

يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ = جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري
وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ = وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ

عَينِ فَاِبكي لي عَلى صَخرٍ إِذا = عَلَتِ الشَفرَةُ أَثباجَ الجُزُر
يُشبِعُ القَومَ مِنَ الشَحمِ إِذا = أَلوَتِ الريحُ بِأَغصانِ الشَجَر

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ = أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت = فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار = وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار
فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا = أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار

كُنّا كَغُصنَينِ في جُرثومَةٍ بَسَقا = حيناً عَلى خَيرِ ما يُنمى لَهُ الشَجَرُ
حَتّى إِذا قيلَ قَد طالَت عُروقُهُما = وَطابَ غَرسُهُما وَاِستَوسَقَ الثَمَرُ

أَعَينَيَّ جودا بِالدُموعِ عَلى صَخرِ = عَلى البَطَلِ المِقدامِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ
لِيَبكِ عَلَيهِ مِن سُلَيمٍ جَماعَةٌ = فَقَد كانَ بَسّاماً وَمُحتَضَرَ القِدرِ

خليجية

ما أجملها من أبيات
أسعدني الوقووف هنا كثيرا
حروفك كانت مليئة بالأحساس الذي لا يشبهه احساس ..
كلمآت الشكر تقف عآجز أمآم روعة حروفك ..
فحروفك أخذتني معهآ .. وأسرني نقلك المتميز ..
تقبلي مروري المتواضع
بين سطورك الرائعة
مودتي لك ::
اختك: حنين الشوق ……….

خليجية

وانا عزيزتي حنين الشوق اسرت مثلك وكيف لا ونحن نبحر في ابيات شاعرة العرب الخنساء

رائعه، أنتٌي بماْ سطرهٌ ابداعً قلمكَ من تميزٌ وابهارْ
فكنتًي كماْ عهدناكَ مبدعٌه انتي بما تنتقي~
منْ اروعِ الاطروحاتٌ
وديُ لروحكٌ

اسعدني مرورك الاروع غاليتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.