وتَرِبَ تَرَباً ومَتْرَبةً: خَسِرَ وافْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب
أَتْرَبَ استَغْنَى وكَثُر مالُه، فصار كالتُّراب
ورجل تَرِبٌ: فقيرٌ
الصحاح في اللغة
وأَتْرَبَ الرَجُلُ: استَغْنَى كأنَّه صار له من المالِ بقَدْرِ التراب
مقاييس اللغة
يقال تَرِبَ الرجل إذا افتقَرَ كأنّه لصِق بالتُّراب، وأتْربَ إذا استَغْنى،
كأنّه صار لـه من المال بقَدْرِ التُّراب
لنوسع النقاش قليلا بعد إذنكم
يقال "تربت يداه": أي لا أصاب خيرا
لكن ما معنى "تربت يداك" في حديثه عليه السلام:
"تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ"
قال الحافظ رحمه الله في الفتح
قَوْله ( تَرِبَتْ يَدَاك )
أَيْ لَصِقَتَا بِالتُّرَابِ وَهِيَ كِنَايَة عَنْ الْفَقْر وَهُوَ خَبَر بِمَعْنَى الدُّعَاء ، لَكِنْ لَا يُرَاد بِهِ حَقِيقَته ، وَبِهَذَا جَزَمَ صَاحِب " الْعُمْدَة " ، زَادَ غَيْره أَنَّ صُدُور ذَلِكَ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَقّ مُسْلِم لَا يُسْتَجَاب لِشَرْطِهِ ذَلِكَ عَلَى رَبّه ، وَحَكَى اِبْن الْعَرَبِيّ أَنَّ مَعْنَاهُ اِسْتَغْنَتْ ، وَرُدَّ بِأَنَّ الْمَعْرُوف أَتْرَبَ إِذَا اِسْتَغْنَى وَتَرِبَ إِذَا اِفْتَقَرَ ، وَوُجِّهَ بِأَنَّ الْغِنَى النَّاشِئ عَنْ الْمَال تُرَاب لِأَنَّ جَمِيع مَا فِي الدُّنْيَا تُرَاب وَلَا يَخْفَى بُعْده ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ ضَعْف عَقْلك ، وَقِيلَ اِفْتَقَرَتْ مِنْ الْعِلْم ، وَقِيلَ فِيهِ تَقْدِير شَرْط أَيْ وَقَعَ لَك ذَلِكَ إِنْ لَمْ تَفْعَل وَرَجَّحَهُ اِبْن الْعَرَبِيّ ، وَقِيلَ مَعْنَى اِفْتَقَرَتْ حَابَتْ ، وَصَحَّفَهُ بَعْضهمْ فَقَالَهُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَة وَوَجَّهَهُ بِأَنَّ مَعْنَى تَرِبَتْ تَفَرَّقَتْ وَهُوَ مِثْل حَدِيث " نَهَى عَنْ الصَّلَاة إِذَا صَارَتْ الشَّمْس كَالْأَثَارِب " وَهُوَ جَمْع ثُرُوب وَأَثْرُب مِثْل فُلُوس وَأَفْلُس وَهِيَ جَمْع ثَرْب بِفَتْحِ أَوَّله وَسُكُون الرَّاء وَهُوَ الشَّحْم الرَّقِيق الْمُتَفَرِّق الَّذِي يَغْشَى الْكَرِش… اهـوعند النووي في شرح مسلم
( تَرِبَتْ يَمِينك )
فَفِيهِ خِلَاف كَثِير مُنْتَشِر جِدًّا لِلسَّلَفِ وَالْخَلَف مِنْ الطَّوَائِف كُلّهَا ، وَالْأَصَحّ الْأَقْوَى الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ فِي مَعْنَاهُ : أَنَّهَا كَلِمَة أَصْلُهَا اِفْتَقَرَتْ ، وَلَكِنَّ الْعَرَب اِعْتَادَتْ اِسْتِعْمَالهَا غَيْر قَاصِدَة حَقِيقَة مَعْنَاهَا الْأَصْلِيّ ، فَيَذْكُرُونَ تَرِبَتْ يَدَاك ، وَقَاتَلَهُ اللَّه ، مَا أَشْجَعه ، وَلَا أُمّ لَهُ ، وَلَا أَب لَك ، وَثَكِلَتْهُ أُمّه ، وَوَيْل أُمّه ، وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنْ أَلْفَاظهمْ يَقُولُونَهَا عِنْد إِنْكَار الشَّيْء ، أَوْ الزَّجْر عَنْهُ ، أَوْ الذَّمّ عَلَيْهِ ، أَوْ اِسْتِعْظَامه ، أَوْ الْحَثّ عَلَيْهِ ، أَوْ الْإِعْجَاب بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَم .
موآح