د. محمد الراوي
يقول الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء:65]. إنَّ الحكمَ بما أنزلَ الله والردّ إلى الله والرسول برهانُ إيمانٍ ويقين.
وإنَّ الإعراضَ عن حكمِ الله في أيّ شأنٍ من الشئون ينبئ عن مرضٍ في القلوب، وفسادٍ في النفوس، ولا نجاة من ظلمٍ وظلامٍ وسوءِ عاقبةٍ ومصير إلا بالإذعان لحكم الله، وإعلانِ السمعِ والطاعة لما نزّل من الحق؛ بهذا يتحقّق الفوزُ والفلاحُ، وبغيره تدمِّر الإنسانيةُ ما عمَّرت، وتسوقُ الفناءَ بمعاصيها وآثامها إلى ما شيَّدت من بناءٍ.
أخي المسلم: إنّ آياتِ الله -وهى تتلى عليك- لا تخاطبك بأحداثٍ ماضيةٍ لا صلة لها بحاضرك ومستقبلك، وإنما تخاطبك بسننٍ باقيةٍ لا تتبدّل ولا تتحول {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}[فاطر:43].
فإذا رأيتَ الناس في مرجٍ واضطراب، وفتنٍ وشقاء؛ فاعلم أنهم قد بعدوا عما يجب أن يكونوا من اتّباع الحق وطريق مستقيم، ولم يرضوا بحكم الله ورسوله، فتحكّمت فيهم الشياطين, وماذا يكون من الإعراض عما قضى الله ورسوله إلا الضلال والخسران والضياع، وماذا يُجنى من ثمار ذلك إلا الظلم والفساد.
ولا فلاح ولا فوز إلا بالسمع والطاعة والرضا بما قضى الله ورسوله {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[النور:51-52].
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿النساء: ٥٩﴾
جزاك الله خيرا