فتنة المال
ياجامع المال
لاتلمني فإن الطبع جد مختلف
وإن أرواحنا لايمكن أن تأتلف
دعني في وصفك أجمع أحرف
لأني من عشرتك بت متخوف
أنا لما عرفتك ظنت أنك بشرا
ظنت حقا أن فيك ربيعا أخضرا
وإذا بي أكتشف هشيما أصفرا
وأنك شيطان ذو أعين أحمرا
لبست ثوب الغنى أصابك البطر
نسيت حال أمسك خلف الأحمر
وتجاهلت سنيك الماضية والأشهر
وسار يتطاير من عينيك الشر
أغناك الله من فضله فبخلت به
نسيت أن من أعطاك يذهب به
بالأمس فقر لباسك لم ترض به
فلما أعطاك بخلت تمسكت به
وليت وجهك للمال وصرت له تعبد
نسيت الله لا تصلي له ولا تسجد
و هدفك جمع المال اليوم قبل غد
تخاف أن تصيبك فيه عين أو حسد
سيفك مشهور للفقراء لقطع الوريد
ومن استعبدته ليس له جمعة ولا عيد
وظنت أن الناس عندك مثل عبيد
تستخدمهم ولا ينالوا منك أي مفيد
من خدموك حرمتهم من كل النعم
وليس لهم حقوقا حتى كأبسط خدم
منعتهم ضمانا لتجمع مال العدم
وعرق الأجراء سم تأكله في دسم
أبناؤك يبدو أنهم منك في نفور
مما عانوه من بخل وحب فتور
أتظن أن يشفع لك بناء القصور
أم نسيت أن الدنيا لمجرد عبور
حياتك ضنكا عشتها في شتات
تجري وتلهث وراء لم الفتات
لاتراعي حرمة أبناء لا بنات
ولولا الرياء لتركتهم عراة حفاة
إن قدر الله وأصاب المال تلف
لم تعد لديك ذمة لاأدنى شرف
أرى طبع الإنسان عنك انحرف
لتصبح وحشا كاسرا لايخف
وضعتني بينك وبين الزبون لكي
أرميه في الفرن ولك أشويه شي
تمص دمه لتروى وبه تبقى حي
أي نوع من البشر أنت بالله أي
لم أعد أرى فيك إلا مصاص دماء
وكل جميل فيك هو مجرد هراء
لم يعد فيك صدق ولانبل لاوفاء
إلا للمال وكيف بالمال تملأ وعاء
أنا لست لوحة تستعمل لطهي العباد
أنا بشر لدي فكر وشعور وفؤاد
لايهمني جمع مال من جبل ولا واد
إنما عيش رغد في محبة وداد
لن أكون جنديا لك في محاربة ربي
وأنت من يقرض الناس ليربي
لاتزكي لا تصدق بالله والله حسبي
من بيده رزقي هو من يزيل كربي
لن أسمع شكوى زبون لا احتجاجه
لن أتسبب في كساد مال لا رواجه
لم تعد بيني وبينك أي لجاجة
فليس لي عندك بعد اليوم حاجة
لن أقف بابك أبدا ما دمت حيا
أوجه وجهي لمن لا ألقى عنده غيا
من ولى وجهه نحوك يكوى كيا
خالقي رازقي هو بي أبد لا يعيا
أنا عشت كريما وسأبقى كريما
فموائد الئام لن تقدم إلا سموما
ولا يعاشر لئيما إلا من كان لئيما
فلن أكون لكم أبدا خليلا ولا حميما
أيها الجبار عن صهوة جوادك إنزل
فكر في ربك ولمال لا تعبد واعتزل
فالدهر يومان إن لم تعشه تختزل
عمرك في لم الدينار لتخزى للأزل
أيها الآدمي تب إلى الله ومنه احتشم
قبل أن يأتيك يوم لا ينفع فيه ندم
تذكر أنك نطفة خلقها الله من عدم
وأن ما تبنيه حراما عند الله انهدم
إلهي
إلهي إن عبدك هذا ضل وجار
سلك السبل التي لا ترجو لله وقار
إلهي جنبني هذا الطريق وهذا المسار
إلهي خذ بيدي قبل أن يصيبني منه دمار
كتبها
محمد شعوفي
ان شاءالله تعجبكم انا كتير حبيتها لانها بتحكي عن مرض العصر والحياة
لا تنسوا الردود