أخي المسلم الحبيب: هل خلوت بنفسك بوما فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال ؟ … وهل حاولت يوما أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك ؟ … بل هل تأملت يوما طاعتك التي تفتخر بذكرها ؟ … فإن وجدت أن كثيرا مشوبا بالرياء والسمعة وحظوظ النفس فكيف تصبر على هذه الحال ,
وطريقك محفوف بالمكاره والأخطار ؟ وكيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار ؟ قال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله إن الله خبيرا بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) وقال تعالى :{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} , وقال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا , وزنوها قبل أن توزنوا , فإن أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم , وتزينوا للعرض الأكبر , يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) . عبادة وخشية , وقد مدح الله تعالى أهل طاعته : ( إن الذين هم من خشية ربهم يؤمنون ويؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ). وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقلت : أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون ؟ فقال
" لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات" .
أخي المسلم : هكذا كان سلفنا الكرام يتقربون إلى الله بالطاعات ويسارعون إليه بأنواع القربات ويحاسبون أنفسهم على الزلات ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم .
فهذا الصديق رضي الله عنه : كان يبكي كثيرا , ويقول : ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا , وقال : والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد .
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى : ( إن عذاب ربك لواقع ) فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء ؟؟ وقال ابن عباس رضي الله عنه ما مصر الله بك الأمصار وفتح بك الفتوح وفعل وفعل , فقال عمر : وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر ؟؟ .
وهذا عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه : كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته وقال : لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لأخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير ؟؟.
وهذا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : كان كثير البكاء والخوف , والمحاسبة لنفسه وكان يشتد خوفه من اثنين : طول الأمل , وإتباع الهوى , قال :
فأما طول الأمل فينسي الآخرة , واما إتباع الهوى فيصد عن الحق .
فأين نحن يا أمة الإسلام من سلفنا الصالح . اللهم أهدينا وتوب علينا وأغفر لنا خطايانا واجعلنا من تحت طاعتك يا ربنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . .
منقوووووووووولة
أثرت فيني هذه الكلمات فوددت أن تأثر فيكم كما أثرت فيّ ..
فعلاً نحن في غفلـــــــــــة كبيــــــــــرة ..
اللهم إرحمنا برحمتـــــــــــــــك يارحمن يارحيــــــــــــــم ..
وأحسن خاتمتنا ..
اللهم آميــــــــــــــــن ..
ربي يجزيكـ الجنة,,