تخطى إلى المحتوى

وانفلق العرب 2024.

وانفلَقَ العرب !
هذا الكائن مدينٌ لنفسه بكثيرٍ من السعادة , لم يعد يملك ماء الوجه ليقدم لنفسه مزيداً من الأسى والتعاسة !
هرب من ملاقاة نفسه كما يهرب التعيس من وجه السعادة !
لقد تمادى كثيراً في تعاسته , حتى أن الفرح مرّ من جانبه يوماً ولم يقبض عليه !
لأنّه تمادى في الغياب عنه فأنكره !
أنا على ضفة الانتظار المؤبّد , وهي على الضفّة الأخرى , ضفّة النسيان الحتميّ !
ما بيننا نهرٌ من الفراغ , تطفو فوقه قطع قليلة باقية من صرح العذاب الذي شيّدته لي حين غيابٍ مؤبد !

أعطني ماضٍ نظيف وأهديك باقي عمري !
حياتي :
تنفّس الصباح وعسعس الليل ولا شيء غير ذلك !
أنحتُ كلماتي لكم من جلمودٍ قاسٍ , لكنّه_ على أيّةِ حال _ ليس أقسى من قلبي !
قلبي الذي يحوي كتاب ألف خيبة وخيبة !
كتاب صدر حديثاً , من مطابع قلبي !

_

وكما قال من قبلي , الكتابة هي ما نملكه , وهي نتاج عطالة ما , والأشياء وإن تحوّرت لا تذهب بعيداً عن أصلها , هي تتشوّه من الخارج , حتى أنّه لا يسومها مفلس , ويبقى جوهرها لا تراه إلاّ روح شفّافة !
أن يكون لك مبدأ ليس له من التفعيل نصيب فإنك تذهب مباشرةً للقلم !
هذا إن لك بقايا قلب , ولم تذهب لنعمة التأمل في بعض مخلوقات العرب , وتصبح ديدنك السرمدي !
وتلك المخلوقات تتأملها ولا ينقضي عجبك , وهي محفّز لدراسة شبه بيطرية , إن لم تكن بيطرية جملةً وتفصيلا !
تأتي مباراة كرة قدم بين إيران والسعودية , والتحليل الرياضي بعدها يدور حول الرافضة !!
وليس فيهم من يركع لله ركعةً واحدة !
يخفق الطالب _ الذي طالما احترف الغشّ _ في إحدى المقرات , ثم تأتي ردّة فعل أبيه ( عين ما صلّت على النبي ) !!
إذا طلّق الرجل زوجته , فهو بالضرورة _ و بالتواتر والقطع والجزم وبما لا يدع مجالاً للشك , وبنص كتاب الله _ مسحور !!
هؤلاء العامة , أمّا خاصتهم فهاكم :
عادل إمام يخجل من كونه عربي, وله الحق في ذلك , لأنّه يعرف أنّ نجوميته قِيست بمخلوقات يخجل منها الواد سيّد الشغّال , وسيد القمني يقول بأن العلمانية الشاملة هي خلاص العالم العربي من الهوان والذل , ثم يخالفه المفكّر الإسلامي عبد الوهاب المسيري ويقول بل العلمانية الجزئية !!
وينتهي اللقاء !
علماً بأن العلمانية الشاملة تتلخص _ عند العلمانية العرب _ بنقطة واحدة :
1_ تحرير المرأة .
1_ قيادة المرأة للسيارة .
عليك فقط أيها القارئ الكريم أن تستخلص براعة " العلمانية الجزئية " !
وستتحرّر القدس لا محالة !

_

يسألني أحدهم عن الظلم المتفشّي في العالم , وهذا السؤال من جملة الأسئلة العبقرية التي على غرار :
_ لماذا يكره الناس الوادع لأشخاص لم يشعروا بقيمتهم إلاّ عند الفراق ؟!
_ لماذا الأم تحبّ ابنها أكثر من غيره ؟!
ولماذا هو في عينها غزال , وفي عين غيرها قرد أحول ؟!
_ لماذا لا تحبّنا أمريكا ؟!
ولكني لم أتضايق من سؤاله , فمعظم الأسئلة غبيّة ومكررة , ولا تجد إجابة , لأنها لم تكن يوماً أسئلة , وإنما شبيه ب " كيف الحال " ؟!
ولأني عربي لابد أن أجيبه , فالعربي كائن يجد الإجابات لأي شيء , فقلت :

الظلم بات يبيعهُ النّاس على الأرصفة بتغاضٍ واضحٍ من الرقابة الاجتماعيّة !
والمبرّر : الله يرزقه … مسكين !
والعدل يبيتُ في زقاقٍ مهجور , ينخرُ البرد عظامه , وتقصم ظهره البطالة والفقر , وموت محبّيه !
وإن خرج ليتنفّس تناولته الأحذية !
كان يظن أن محبّيه قد ماتوا , وهم في الحقيقة قد سافروا منه للقمة العيش !
غبيٌ هو .. لو عقد صلحاً مع الظلم , لو طبّع علاقته مع الظلم , لو أصبح أكثر مرونة , لو تمسّح بجوخ الظلم !
لما أصبح غريباً طريداً تركله أرجلُ الأطفال والمجانين والمراهقين ومحبّيه السابقين !
فقال : ومن قال أنّه لم يفعل ذلك ؟!
فقلنا أنا وأحدهم بلغة العيون : لا كرامة ولا أي شيء آخر !
وانتهى الحوار , وهو من روائع الحوارات العربية , لقد انتهى بلغة العيون , ولم ينتهي ب " يا أخي أنت حمار " !

لا تحسبوني أعترض..
كلا !
إنّما أنا فردٌ من حاشية الظلم !
لكنّ العدل كسر خاطري !
ولا تحمّلوني أكثر من ذلك فيسمعكم سيدي الظلم , فله من الآذان ما الله بهِ عليم !
وأنا رعديدُ جبان , أرضى بالألف والثمان , يطيب لي العيشُ بلا هويّة أو كيان !
ومن ذلّ سلم !

_

عربيٌ أنا ..
الليل يرمي على وجهي رداءه بكلّ وقاحة , ثم يأمرني : اغسله !
وطوال وقتهِ وهو على رأسي يراقبني !
ثم يأتي النهار فيأخذ رداء الليل نظيفاً مشرقاً ويترك لي سواد الليل لأتوشّحه !
أبات كلّ ليلة على جنبي الأيمن , وأعرف أنه ليس ثمّة شيء سيتغيّر , وأحلم بأني سأجرّب الموت , حتماً هو شيء آخر , يختلف عن كلّ عن موت أحبّائي , وإن كنتُ وفيّاً وبكيتهم حتى موتي , فلن يكون الأمر مثل موتي على كلّ حال , الفاصل بيني وبينهم هو موتي , ولكل وفاءً نهاية , وإن كانت مؤقتة !
المجرّات تأخذ من وقتي الشيء الكثير , ولا أخذ من وقتها شيء , سحقاً لها , ليس للوقت عندها أي أهمية !
أتطاول لأصِلَها , وأحاول ذلك كلّ وقت , ولا تنهرني ولا تسخر ولا تنصحني بتوفير وقتي , صامتة ورأسها للأعلى , وتظلّ متلازمة المحاولة تلازمني ولا تفارق !
عربيٌ أنا ..
لا أريد من أحدٍ أن يدهس قلبي اليوم , ابحثوا عن طريقٍ آخر … فقط ليومٍ واحد !
اعتبروه طريقاً تحت سيطرة بلدية جدّة وارحموه !
أخفيت نفسي عنكم وجبنت عن ملاقاتكم , ولكنّكم تبحثون عني ولا تختارون طريقاً منّي غير قلبي !
وأنا الذي لم يكن لي من ديناكم غير قلبي وأمي!
تركت لكم الضحك والبكاء وما بينهما !
تركت لكم الصمت والكلام ورضيت لنفسي ما بينهما !
فأنا الذي بين أشيائكم ولستُ بينكم !
تجاوزتموني كمن يتجاوز إشارةً مروريّة تومض بالأصفر الساعة الثالثة ليلاً في ليلةٍ باردة خرج فيها لحالة طارئة !
أزحتموني لا شعورياً كما يزيح العطشان سدّادة علبة الماء ليشرب في نهم !
ولم تشكروا تلك السدّادة على حفظت الماء الذي شربتموه …ولا أعترض !

_

أن تشعر بأنّك بلا شعور فتلك مشكلة , وأن لا تشعر بأنّك بلا شعور فتلك مصيبة , أمّا أن تشعر بأنّك بشعور مرهف وأنت حقيقةً بلا شعور فتلك الطامة القاصمة لمن حولك !
أنت تسومهم سوء العذاب , حتى أنّك أشدّ وطأةً عليهم من الزكام الشديد المصحوب بذبابةٍ ملعونة تستقر في لحظة عذاب على أنفك !
العرب هم الطامة وهم الزكام وهم تلك الذبابة على وجه الإسلام !

_

يا وطن … يا وجه الغريب الوقح , والضيف الثقيل المستحلّ , هل أتاك حديث المواطن المستحلّ المستقِل ؟
يا كوكتيل الأمجاد والمخازي , يا خيمة الأفراح والتعازي , يا أيّها الذي استقبل و ودّعْ , ورقّع يا عمي … شيء يترّقع وشيء ما يترقّعْ !
يا عقوق الأبناء , يا جهجهة المصباح في وسط ظهيرة , زدتنا حرّاً , ونورك " ما لأمّه داعي " !
تظلّ هكذا , حتى إذا ما جنّ الظلام , وتوعّدنا الليل بموجاتٍ من زمهرير , نكصت على عقبيك صائحاً:
_ اخلدوا إلى مضاجعكم , ضوئي يزعجكم !
الأوطان تستحي وأنت وجهك " مغسول بمرقة كلب " !
هذا إن كان لك وجه معلومٌ بالأساس !
تمنّ علينا بالأمن والأمان , وهو دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام !
أقطعك طولاً وعرضاً ولولا الحرمين ما عرفتك !

_

مضحكٌ هذا الكائن ..
السعادة واقفةُ على بابِ روحه , تُطالب بديونها وترفض أن تدخل حتى للتفاوض !
مضحكٌ هذا الكائن ..
لم يعد هناك ما يبرر له العيش ولكنّه يعيش ويحبّ أن يعيش !
وهذا ما يفسّر القول العربي المأثور :
يعيش .. يعيش .. يعيش !!
ولقد أخبرتني الحياة بأنّ الكائن العربي يكون في أقصى درجات القوّة والمنعة عندما ينطق بهذه الكلملة !
لذا يسعدني أن أزف أسمى آيات التهاني والتبريكات إليكم وذلك لأننا :
نعيش .. نعيش .. نعيش !

آحرف منمقة وكلمآت عذبه ~

رآق لي طرحك المميز كعآدتك ~

طرحت فآبدعتِ فآحرفي دومآ تقف خجلآ آمآم آحرفك ~

بآنتظآر ك وبآنتظآر قلمك الوآعد الذهبي ~

آبار

يسلمو كتير على الموضوع الجميل من انسانه أجمل

تقبلي مروري

شكرا لمروركم
…………………….
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.