هل غرف الدردشة «خلوة إلكترونية» بين الشباب والفتيات العرب؟
علماء الدين يحذرون من الاستخدام الخاطئ لغرف الدردشة بالإنترنت في غياب الرقابة الأسرية.
المدار العربي القاهرة – إيهاب سلطان
أصبحت الإنترنت الملاذ الشعبي الذي يلجأ إليه الشاب في العالم العربي لقضاء معظم أوقاتهم خلال شهور الصيف بعد أن نجحت برامج الدردشة في كسر الحواجز التي بين الشباب والفتيات العرب لسهولة التعارف والمحادثة عبر الصوت والصورة، وهو ما أثار الجدل بين الفقهاء وعلماء الدين واعتبروا تلك المحادثات خلوة إلكترونية قد تثير الغرائز وتشجع الشباب على الانحراف.
وأكدت الداعية الإسلامية د. سعاد صالح أن ما يحدث الآن في غرف الدردشة "الشات" إثم وحرام فطريق الحرام حرام مثله وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام "اتقوا الشبهات فالحلال بين والحرام بين"، وما بينهما أمور متشابهة والإنترنت والهاتف المحمول "الموبايل" مثل سكين المطبخ من يستخدمها في تقطيع الطعام فلا حرمة عليه ومن يقتل بها نفس فهو قاتل يستحق القصاص وقد يحدث هذا كأن يستخدم البعض الهاتف المحمول في المعاكسات فهو حرام ويجوز منعه وغرف الدردشة إن كانت بين شاب وفتاة في سن المراهقة يتبادلون فيها مشاعر محرمة وصورا عن طريق الكاميرا ومشهد غير لائق وكلمات تخدش الحياء فهي حرام وعلى ولي الأمر منعها وإن كانت بين أشخاص ناضجين يتعاملون في معاملات نافعة كالتبادل الثقافي والتجاري والعلمي فهي حلال.
ويقول د. عرفة عامر أستاذ الشريعة كلية أصول الدين وعضو مجمع البحوث الإسلامية "أننا في عصر تبادل الثقافات والمعلومات خاصة مع انتشار استخدام الإنترنت وهو سلاح ذو حدين يمكن أن نستخدمه فيما ينفع وفيما يضر وبرامج الدردشة وسيلة للتواصل بين الناس وتصبح نعمة من الله لأنها توفر اتصال بالعالم الخارجي وتحث الشباب على متابعة الثقافات والمعلومات بصورة دورية وهذا شي جميل وجائز مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «اطلبوا العلم ولو في الصين. فالتبادل الثقافي مطلوب ونحن نحتاج إليه حتى نستطيع أن نصبح أمة متقدمة وذات حضارة وثقافة فهو بدون شك نافع وإنما أضراره تقع على من يستخدمه الاستخدام السيئ فهو المخطئ وهو الآثم وإذ كان يستخدمها في الإثارة فهو ملعون ويقع عليه الوزر لأنه يساعد على نشر الفتنة مثله مثل من يتصفح المواقع الجنسية إذ يساعد على نشر الإباحية بين الشباب والفتيات."
ويضيف د. عامر "أن التكنولوجيا وثورة الاتصالات مطلوبة حتى ترقى الأمة ونحن نحتاج إليها لأنها تفيدنا وتطلعنا على أخبار ما حولنا وإنما استخدامها الخاطئ هو الضر بعينه ولهذا فالوزر يقع على مرتكب هذه الإباحية."
ويتفق د. عبد المعطي البيومي أستاذ الفقه كلية أصول الدين جامعة الأزهر فيما اعتبرته الداعية د. سعاد صالح محرما إذ يقول "أن تحريم د. سعاد لبرامج الدردشة انصب في تحريم الدردشة التي تثير الغرائز وتسمح تبادل الصور والإباحية وهو أخطر ما يكون خاصة وأنه بات من اليسير ومتاح بالبيوت وسبب المشاكل العديدة ولهذا يجب أن يكون تلك المحادثات تحت رقابة الآباء وتحت سيطرتهم لمنع الشباب من الانزلاق في تلك الأخطار حتى لا نهدم البشرية لأننا مسلمين وشرقين ونخشى أن ينتشر بيننا الاستخدام الخاطئ للإنتر بصفة عامة وبرامج الدردشة بصفة خاصة التي تحث الشاب على تقليد الغرب تقليد أعمى."
ويرى د. الخشوعي محمد أستاذ الفقه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر "أن الاتصال الإلكتروني بين الشباب والفتيات عبر غرف الدردشة محرم وغير جائز لعدم وجود علاقة شرعية بين الشاب والفتاة فكيف يتم الاتصال بين اثنين دون أي علاقة أو رابط شرعي بينهما وهذا حرام شرعا وناهيك عن ما يمكن أن يحدث بين الشباب والفتيات عبر كاميرات الفيديو والميكرفونات فمن الطبيعي أن ينحدر الحديث إلى النواحي الجنسية وإثارة الغرائز خاصة إذا كان الشباب في سن المراهقة وهم أكثر فئة من الشباب التي تستخدم تلك البرامج للتحدث والتواصل."
ويؤكد د. الخشوعي "أن تلك الاتصالات عبر غرف الدردشة بين الشباب والفتيات محرمة كتحريم الخمر ولهذا أناشد أمة الإسلام والمسلمين الثبات.. الثبات على أصول الدين الحنيف ولا تتبعوا خطوات الشيطان فإن الشيطان عدو مبين.. فالشيطان يريد بكم الخطيئة حتى يكثر أعوانه فلا تتبعوه واتقوا ربكم ولا تقربوا تلك المحادثات التي تسهل وقوع الفاحشة وارتكاب المعاصي والمحرمات التي نهانا عنها الله عز وجل."
في النهاية السؤال الذي يطرح الان هل الحديث على الانترنت حلال ام حرام
النقاش للجميع كبيرا او صغيرا