فالجسد هو الجانب المعنوي بها والقلب هو الجانب العملي لابد أن يكملا بعضهما البعض ولا يستغنى أي منهما عن الآخر.
لتحقيق الجزء العملي أي ليستمر القلب في النبض يضحي الإنسان بالكثير من الأشياء التي قد تصل في بعض الأحيان لأن يفني ذاته وشخصيته نتيجة لهذا الإخلاص، لكن يا هل ترى سيقدر الطرف الآخر كل هذه التضحيات أم أنه سيتمرد على هذا المخلص الوفي ويميل إلى المخادعين؛ فالإنسان بطبيعته يميل إلى ما هو ممنوع ومحظور، لذا تعالى عزيزي القاريء وعزيزتي القارئة لنتعرف على ما نفقد نتيجة لهذا الإخلاص.
بالطبع ليس هناك مفر من الإخلاص في كل شيء لأنه السمة الأساسية التي خلق الله عليها الإنسان وإن فقدها، فقد فقد الحياة كلها، لذا هيا بنا نخلص ونخلص حتى آخر لحظة نحياها مهما ضاع منا ومهما ضحينا من أجل تحقيق هذا الهدف، فقط علينا أن نعرف أن ما سوف نفقده سنروي به نبتة الإخلاص لتصبح شجرة تظلل بفروعها على كل من حولها.
هويتك:
عندما تلتقيان لأول مرة تتقاسم أنت وشريكك الاهتمامات، والقيم وبعض الهوايات التي تنتهي عندها جوانب التشابه بينك وبينه، لكن يبدو بعد ذلك أن هناك شيء آخر حدث، وهو دمج هويتك وهويته في كيان واحد.
وبالرغم من كونه شعور جيد أن تصبح متماثلا مع شريك حياتك على مختلف المستويات إلا أنه يجب أن تتمسك بطباعك وسمات شخصيتك الأساسية (إلا إذا كنت تريد أن تصبح مثل التوأم الملتصق)، ويمكن أن يعني هذا أيضا فقدانك لفرديتك، فعليك أن تقول لا لعلاقة تعتمد على الاستنساخ.
خصوصيتك:
كل ملك بحاجة إلى قلعة، لكن إذا أحضر مليكة إليها يزيد هذا من تعقيد الكثير من الأمور، التي تؤثر بشكل سلبي سيلغي جزءا من خصوصيتك، على الأقل من خلال وجود بعض المستحضرات والمنتجات الخاصة بالمرأة داخل الحمام، أواني المطبخ التي لا يمكنك حتى تسميتها كما ستكتشف أن هذه الشريكة سوف تفرض صوتها على العديد من القرارات لدرجة تجعلك تشعر أنها تلعب من أجل السيطرة على عرشك.
خططك الخاصة:
ليس من الأنانية أن ترغب في حماية خططك المستقبلية والأحلام الخاصة بك، إنها أشياء من الضروري أن تمتلكها حتى عندما تكون مرتبطا بعلاقة زوجية، لكن في اللحظة التي تسير خلالها الأمور في الاتجاه الجدي مع شريك حياتك لا يصبح هناك مكان للمناورات السرية فيجب أن تشركها معك في كل أفكارك المستقبلية.
اختياراتك:
يقولون أن مستوى إخلاص الرجل يتوقف على اختياراته، وليس بالضرورة أن يكون هذا صحيحا وهو البقاء مخلصا لشريكك فقط حتى تجد شريكا أفضل منه، لكن دعنا نكون صادقين هنا، فهناك شيء متأصل بالجنس البشري وهو الشعور بالأنا وإشباع الغرور الشخصي من خلال تمتعك بقوة جذب نحو التجديد حتى لو لم تكن تنوي استخدامها.
لكن مع وجود علاقة مخلصة تكون أكثر تقيدا بها، مما يجعلك تشعر بالملل من تركيز اهتمامك على شخص واحد، وما أهمية النظر إلى شيء وأنت تعلم أنه لن يذهب لأي مكان آخر.
استقلاليتك المالية:
في الغالب لا تنتهي العلاقات بروابط عاطفية فقط، لأنها يمكن أن تتضمن مسائل مالية أيضا، ويصبح من الشائع والطبيعي أن تقول لشريكك ماتملك هو ملك لي، فهذه هي طريقة للتفكير عند وصول العلاقة لمرحلة جدية.
خاصة إذا أخلصت في تلك العلاقة مما يترتب عليه مشاركة الطرف الآخر في المواقف المالية، وبعدها يذهب جزء كبير من أموالك التي حصلت عليها بشق الأنفس إلى اتجاه صديقك، هذا خاصة إذا كانت من الذين يحبون السيطرة على المال مما يعني الطغيان على أموالك بصورة تظلم الميزانية التي من المفترض أن توجهها لاهتماماتك.
مخرجك:
عندما كانت الأمور أقل جدية بين الرجل والمرأة كان من السهل إيجاد مخارج عن الحالة الآن، وإذا ذهبت الأشياء بسرعة، كان باستطاعتك إخلاء المبنى دون أن تحدث كثيرا من الجلبة هذا لأن العلاقة بينكما ومستوى الترابط لم يصلا إلى درجة كبيرة، لكن الآن مع كل الأبنية العاطفية يصبح الانفصال الخالي أكثر صعوبة.
تدليلك لذاتك:
اعتدت أن يكون لديك القدرة على عمل ما يحلو لك، مهما كان نوعه سواء كان سلبيا أو إيجابيا، لم يكن هناك من يحاسبك أو يسألك ماذا تفعل، أما الآن وبعد أن أصبح لك شريك للحياة ينتظرك وراء الباب موجها إليك جمل استفهامية "أين كنت؟" هو نوع منها.
وإذا كنت من النوع المخلص لهذا الشريك، سيكون عليك الانتباه لشيء هام وهو عدم قدرتك على الانفصال بطريقة كلية كما كنت تفعل وأنت أعزب، وستضطر إلى ترك الماضي جانبا وتبدأ في إعداد جدولك من جديد.
طريقتك الحرة في المرح:
عند الدخول في علاقة جادة يصبح المرح الحر أول ضحية تقضي عليها هذه العلاقة، التي تضع لك حدودا للتعامل مع الغير من النساء أو الرجال، ويحرم عليك حينها التحدث بحرية كالسابق مثل توجيه كلمات المدح أو الغزل لأي شخص فهذا من المتطلبات الأساسية للإخلاص.
حتى عند محاولتك للمرح مع شريكك لابد أن تلتزم ببعض المباديء الهامة لتعبر له عن إخلاصك ووفائك لتلك العلاقة ومن هذه المباديء المسؤوليات، الالتزامات والنظام، مما يضيع متعة المرح ويبطل أي محاولة للبدء به.
عطلات نهاية الأسبوع الخاصة بك:
كان وقت الفراغ شيئا تمتلكه ولك الحرية في طريقة قضائه بالاستمتاع مع صديق أو غير ذلك لكن الآن بعد أن دخلت بحياتك علاقة جدية لم يعد الوقت ملك لك وحدك وأي محاولة لقضائه مع الغير تعتبر تعدِ على حق شريك حياتك لأنه الأحق به.
عندما يكون لدى كل منكما عمل طوال الأسبوع تصبح عطلة نهاية الأسبوع الفرصة الوحيدة لكما لتقضيانها معا، هذا ما يجعل هذا النوع من العطلات الهامة غالبا مليئة بوقت ثمين ذي تأثير هام على العلاقة.
صداقاتك من الجنس الآخر:
عند الدخول في علاقة زوجية أو عاطفية جادة عليك الالتزام بالقواعد التالية التي تنطبق على الزوج أو الزوجة على حد سواء وهي:
– احذر مغازلة أو مدح الجنس الآخر أمام شريك العمر.
– تجنب الجلوس مع الجنس الآخر على انفراد.
– لا تقدم له هدايا وإذا كان ضروريا شارك زوجك في مناقشة الأمر واختيار تلك الهدية معا إذا وافق الطرف الآخر على ذلك من حيث المبدأ.
– تجنب إرسال أي رسالة من أي نوع مادام الأمر لا يخص العمل.
– لا تنظر بإعجاب لأي صديق أو تبدي ذلك في حضور أو حتى في غياب شريك حياتك.
– عند وجودك في جلسة جماعية مع الجنس الآخر وفي وجود شريك حياتك لا تطل الحديث معه حتى لا تلفت إليك الأنظار وتثير الجدل.
وفي النهاية عليك التمسك بالقواعد السابقة لأن شريكك يستحق منك الجزء الأكبر والأعظم في كل جوانب حياتك كما يعتبرك ملكا له ولا يرضى بأن يشاركك معه أحد فهذه سنة العلاقة المخلصة وهذه ضريبة الإخلاص
يسلمو