نصيحة الشيخ الألباني للذين يسرعون في التسبيح بعد الصلاة
أرى كثيراً من الناس الذين يظهر أنَّهم ملتزمين -ليس فقط بالفرائض-
بل وبالنوافل وبالأمور المستحبة، كالذكر بعد الصلاة
-مثلاً- والتسبيح والتحميد والتكبير ونحو ذلك؛
أرى بعضهم حينما يريد أن يعمل بقوله -عليه السلام-:
(من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبَّرالله ثلاثاً وثلاثين، ثم قال تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علىكل شئ قدير، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر).
هذا حديثٌ صحيح، ورواه الإمام مسلم في صحيحه.
حينما يريدون العمل بهذا الحديث، ترى بعضهم لا يكاد يبين بلسانه عن تسبيح الله وتحميده وتكبيره؛ فماذا تسمع؟
[ سبحان الله سبحان الله سبحان الله …](!)؛
رأيتم كما رأيت أنا أظن؟
لست وحدي -يعني- في هذه الدعوة..
هذه ماذا نسميها؟ (بسبسة)(!)
ثم: [الحمد لله الحمد لله الحمد لله.. .](!)
فهذا ليس تسبيحاً وليس تحميداً ؛
[الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. .](!)
بلحظات..بثواني انتهى من المئة(!)
هذه المئة من جاء بها، ما أجرها؟
غفر الله له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر،
ولو كان الإتيان بها بمثل هذه (البسبسة) ؟
حاشا لله.. إنما يجب أن يتأنى؛
فيقول: "سبحان الله" ، "سبحان الله" ، "سبحان الله"…
"الحمد لله، الحمد لله "الحمد لله"،
لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس عن
التسبيح ثلاثاً وثلاثين وما جاء في بقية الحديث،
وإنما أريد أن أقرِّب إليهم ما هو أفضل لهم شرعاً
وأيسر لهم عملاً ، أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً.
وأظنُّكم ستسمعون هذا الحديث لأوَّل مرة،
أو على الأقل بعضكم، وهو حديثٌ هامُ جداً،
وهو حديث صحيح أيضاً،
أخرجه الإمام النَّسائي والحاكم
وغيرهما عن صحابيين بسندين صحيحين،
أنَّ رجلاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رأى في المنام شخصاً يسأله، مالذي علمكم الرسول -عليه السلام-؟ قال: علمنا سبحان الله -وذكر العدد الذي سبق بيانه في الحديث السابق-،
فقال ذلك الشخص للرائي في المنام، قال:
اجعلوهن خمساً وعشرين، اجعلوهن خمساً وعشرين؛
يعني قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر،
فبدل ما يعد الإنسان مئة وحدة، رح يعد إيش؟
خمسة وعشرين وحدة، وبالخمسة وعشرين وحدة
رح يضطر أنه يتباطأ في العدّ ما بيقدر
أنه يسارع هالمسارعة هذه
-التي نستنكرها أشدّ الاستنكار-
فهو مهما استعجل بسبحان الله،
لأنَّه هناك بعد منها الحمد لله -مهما استعجل-
ما رح تطلع منه إلا أكمل مما لو قال:
[سبحان الله سبحان الله سبحان الله …]،
مثل هدول إللي بيذكروا الله:
[لا إله لا الله، لا إله لا الله، لا إله لا الله..]،
وبعدين بيسحبوها سحبة ما بتسمع منهم إلا:
[الله الله الله الله…إلى آخره].
فوقاية لهؤلاء المستعجلين بعد الصلاة في التسبيح والتحميد المذكور في الحديث الأول، عليهم أن يجمعوا بين الأربعة، ويقولها خمسة وعشرين مرَّة:
[سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر]،
خمسة وعشرين مرَّة،
وهذا أفضل بدليل تمام الحديث، ذلك الرائي رأى مناماً،
قد يكون هذا المنام أضغاث أحلامٍ،
وليس له تفسير لأننا لسنا نعلم بتأويل الأحلام،
لكن هذا الرجل الرائي للرؤيا
قصها على النبي -صلى الله عليه وسلم-
فكان جوابه:"فافعلوا إذاً"، "فافعلوا إذاً".
هنا يرد سؤالٌ فقهي: هل هذا نسخٌ للحديث الأول؟
ثلاث وثلاثون تسبيحة، ثلاث وثلاثون تحميدة،
ثلاث وثلاثون تكبيرة.. آخرها تهليلة واحدة؟
لا، ليس نسخاً وإنما تفضيل؛ فإذا جاء المُصلي بالثلاثة والثلاثينات هدول بعد الصلاة بتؤدة وروية،
ما في مانع منها،
لكن الأفضل له أن يجمع الأربع في خمسة وعشرين مرة:
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"،
"سبحان الله والحمد لله…
هكذا خمسة وعشرين مرة،
بيكون أفضل له مما جاء في الحديث الأول" اهـ