تخطى إلى المحتوى

مضار ضرب الزوجه 2024.

إلى أي حد يمكن أن يؤثر الضرب على استقرار الحياة الزوجية وما هي التأثيرات السلبية المستقبلية على الأبناء من جراء الضرب؟

قد ينسى هذان المتخاصمان في حمأة غضبهما أن هنالك من يسمع ويتأثر بنزاعاتهما، ويكون لتصرفاتهما انعكاسها السلبي المؤدي على نفسيته.. هذا الطرف الثالث هو الأبناء، سواء أكانوا أطفالاً صغاراً أم مراهقين، وسواء أكانوا بنات أم صبياناً.. فإنهم في كل حالاتهم يجنون مراً من خلافات أبويهم ولا يصيبهم من ورائها خيراً أبداً.

عن تأثيرات ( ضرب الزوجة ) على الأبناء وانعكاساته على الأطفال وتشكيل سلوكياتهم المستقبلية….

• إلى أي حد يمكن أن يؤثر الضرب على استقرار الحياة الزوجية ؟

■ الضرب في أي من صوره يعطي جواً سلبياً داخل البيت وإذا كان مبرحاً وشديداً وخارجاً عن نطاق تعاليم الإسلام فإنه يسبب مشاكل عديدة داخل المنزل ومن هذه المشاكل: سوء العلاقة بين الزوج والزوجة، والخوف والقلق الذي يسيطر على باقي أفراد الأسرة فإذا كانت الأم، والتي تعتبر تاج البيت، تُضرب وتهُان فسوف يسيطر الخوف على باقي أفراد الأسرة وبعد فترة يتحول هذا الخوف إلى نوع من القلق، ويورث ذلك التوتر الدائم والتشاؤم والإحباط، وتوقع نتائج سلبية مستمرة من خلال ظن الأطفال أن الضرب سوف ينتقل إليهم.

والزوجة الطيبة الذكية التي تريد المحافظة على بيتها وأطفالها وكيانها سوف تتحمل ظلم الزوج سواء كان شتماً أو إهانة أو ضرباً وبشكل عام فإن ردة الفعل تكون على شكلين: إما بالتمرد أو بالخنوع.

فقد تمد يدها إن مد يده وإن شتمها تشتمه وذلك نوع من أنواع التمرد، أو يكون التمرد بالعصيان فتسكت وتتحمل الضرب ولكنها تعصي الأوامر الزوجية ولا تعطيه حقوقه، أما الخنوع فهو أسلوب يسبقه الاستسلام وتحمل الضرب والسكوت عليه ليصل الوضع إلى مرحلة الخنوع، حيث تطيع الزوجة الزوج وتنفذ له كل ما يريد وباستسلام كامل لكافة أوامره ومتطلباته.

وهناك نوع ثان من التمرد يتمثل بتشويه صورة الأب أمام الأبناء فتتكلم عنه وتصفه بصفات بشعة وتتلفظ في حقه بكلمات بذيئة فيفقد الأب تدريجياً احترامه لدى الأبناء وتتشوه صورته لديهم وفي داخلهم وتكسب الأم عطف الأبناء.

■ الانفعال الانسحابي :
• هل يختلف تأثير الضرب بالنسبة للأولاد والبنات؟

■ نعم وهذا التأثير يصنف على نوعين:

1- الانفعال الانسحابي: ويظهر غالباً عند الأولاد، فإذا رأى الولد أن الجو في المنزل مشحون فإنه ينسحب إلى اللعب مع الأصدقاء أو إلى أي مكان يشعر فيه بالأمان ويشعر أنه قادر على نسيان ما حدث داخل المنزل.
2- انفعال الميل: ويظهر هذا التأثير عند البنات غالباً حيث يملن نحو الأم بشكل شديد، وتعبر البنت عن هذا الميل بتصرفات عديدة إما بالبكاء الشديد كي تلفت نظر الأب وتستعطفه أو أنها تدافع عن أمها بالقول أو بالفعل حيث تأخذ موقعاً بين أمها وأبيها وتدافع عنها كي لا تصلها الضربات أو اللكمات، وقد تنعزل البنت نهائياً داخل غرفتها، وهذا لا يعني أن كل الأولاد يميلون للانسحاب والهروب من الموقف فبعض الأولاد وخاصة كبار السن نوعاً ما يتعاطفون مع الأم ويصدون عنها الضربات وقد يهدد أحدهم أباه بعمل أي شيء ضده في سبيل ردعه، وقد يساعد أمه فيوصلها إلى بيت أهلها.

■ تجارب حقيقية :

• ما هي التأثيرات السلبية المستقبلية على الأبناء من جراء الضرب؟
■ تتكون نفسية الإنسان من خلال تجارب ومواقف مرّ بها خلال حياته، فإذا كان يغلب على المواقف التي يعيشها الأبناء مواقف إيجابية فإنهم سيتأثرون إيجابياً وإذا كان يغلب على المواقف التي عايشوها السلبية، فطبيعي أن يتأثروا سلبياً، وفي هذه الحالة لا نستطيع الحكم على الأبناء، إنما نقول إذا كان الموقف السلبي يغلب على الأب ويترجم ذلك الموقف من خلال إهانته للأم وضربها وسبها وعدم اعتبارها أبداً فإن ذلك يحدث لدى الأبناء كرهاً ليس لشخصية الأب فقط بل لأسلوب الأب وسلوكه وتصرفاته، وهذا الكره يحجب الطاعة والبر والوفاء والمودة بين الأب والأبناء، فالأبناء يميلون ميلاً كاملاً نحو الأم ويتجاهلون دور الأب ووجوده في حياتهم، أو يتقمص الأبناء شخصية الأب في بعض الحالات حيث يعتبرون أسلوبه نوعاً من الرجولة أو إثبات الذات، وعندما يتقمصون شخصية الأب تنمو معهم هذه الشخصية ويتصرفون على نهجها مستقبلاً مع من يحيط بهم أخ، أخت، زوجة… .

■ تطاول الأبناء :

• هل ترى أن ضرب الأم أمام أولادها يولد في أنفسهم شعوراً بكراهية والدهم؟

■ نعم هذا صحيح فعندما يحدث ميل الأبناء كلياً نحو أمهم يحدث في المقابل لديهم كره لوالدهم وسلوكه وتصرفاته نتيجة إهانته لوالدتهم ويتمنون اختفاء الأب بالسفر أو الموت، أو الزواج من ثانية أو الانفصال عنهم وعن أمهم، وغالباً ما يكون العنف غير المشروع نتيجة لحالات غير سوية كالسكر والإدمان، وتعاطي المخدرات، فغالباً ما تصدر تلك التصرفات من أب غير سوي يحمل في قلبه الشك والكراهية، وقد يصل الأمر بالأبناء إلى التطاول على والدهم وتوجيه ألفاظ بذيئة له، وفي دراسة للجنة مصابيح الهدى أن 20% من عينة الدراسة وهم من الأبناء الذين يتطاولون على آبائهم:
– 1% من الأبناء يتطاولون على آبائهم.
– 5% من الأبناء يتطاولون على والديه بصفة متكررة.
– 7.5% من الأبناء يتطاول على والديه لمرة واحدة فقط.
– 8.5% حصلت لهم الفرصة للتطاول على الآباء لكنهم حجبوا أنفسهم.

ولله الحمد فإن 80% من الأبناء لا يعتدون على والديهم، ولكن 20% يتطاول وذلك رقم كبير في مجتمع صغير مثل مجتمعنا والضرب هو أحد الأسباب.

السرية التامة وبغياب الأبناء ومن دون ارتفاع الأصوات وألا يكون العقاب والأب في حالة من الهياج العصبي.

وأن لا يحدث ذلك أمام الأبناء فكل من يضرب زوجته أمام الأبناء فهو مخطئ حتى ولو كانت الأم تستحق الضرب.
فيجب أن يتم ذلك بغياب الأبناء ومن دون علمهم وبمكان خاص للزوجين، بعيداً عن الشتم والتصغير والتحقير والكلام البذئ من أحدهما نحو الآخر، وامتداد الأيدي والتراشق بالأشياء، فإذا كان الحوار حاداً فيفضل أن يؤجل إلى مكان آخر ووقت آخر، ولا بأس أن تكون هناك بعض الحوارات والمناقشات في مواضيع عامة ومن دون أسرار أمام الأطفال كي يتعلموا فن الحوار ويتعلم المخطئ أن يعتذر ويتأسف ويأخذ كل ذي حق حقه.

أما الخلافات فيجب أن تكون بعيداً عن الأطفال…..

امنياتي لكم بالتوفيق

تسلمى اختى على الموضوع
مشكوره على الموضوع الرائع
مشكوووووووووووورة
مشكوووووووووووورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.