لماذا العلاج في المنزل؟
أكثر حالات الإعاقة التي يعاني منها الأطفال هي حالات الشلل الدماغي، التي تسبب الضعف في الأطراف والجذع أحياناً، سواء من الأطراف العلوية أو السفلية وحتى عضلات الرقبة، فلا بد من إيجاد علاج طبيعي لهؤلاء الأطفال. ويجب تعليم عائلات المصابين خاصة الأب والأم كيفية إجراء تمارين علاجية للطفل، لأن علاج هؤلاء الأطفال لا يمكن أن يعتمد على جلسات العلاج الطبيعي التي تتراوح ما بين نصف ساعة وساعة ونصف، وبمعدل جلسة أو جلستين في الأسبوع في المستشفيات. فيجب أن لا يترك الطفل المعاق باقي الأسبوع بدون تمرين وبدون حركة. لأن ذلك قد يؤدي إلى تراجع في قدرات الطفل. فتدريب المعاق في المنزل أيضاً إلى جانب تدريبه في المشفى، يساعد الطفل كثيراً في التحسّن في التقدّم بالعلاج، لأن عضلاته تصبح مرنة وأكثر قوة، وبذلك يمكن تجنب التيبس عن المفاصل والقصر في العضلات.
أهمية التمارين للجميع.
ويمكن تعميم هذه الفائدة على الإنسان بشكل عام، فإذا جلس أي إنسان فترة طويلة بدون حركة، فإنه سيصاب بتيبس في المفاصل، وسيحدث قصر في العضلات، وهذه الأمور تؤدي إلى تشوهات في الأطراف وعدم قدرة الشخص على القيام بوظائفه الطبيعية. فلا بد لأهل المريض أن يعرفوا كيفية القيام بالتمارين الصحيحة التي يجب أن تجرى على المريض وأن يمارسوها في المنزل بصفة يومية مرتين أو ثلاث مرات، وتكون المدة بالنسبة للطفل المصاب بالشلل الدماغي من نصف ساعة إلى ساعة يوماً، وتختلف المدة بحسب الإصابة، إن كانت الإصابة في طرف واحد أو طرفين، أو في الرقبة مثلاً، ولكن بالمثابرة والتمارين اليومية سواء بالمركز أم في المنزل سيحدث التحسن إن شاء الله.
الاختلاف بين التمارين.
تختلف التمارين المطبّقة على الأطفال المعاقين من حالة إلى أخرى، فليست كل الحالات لها نفس التمارين، لأن منطقة الضعف تختلف من مريض إلى آخر. إذن لا بد مراعاة كل حالة، وإجراء التمارين الخاصة بها. وهذه يمكن أن تحدد بعد فحص الطبيب، ووضع تقييم عن الإصابة وعن الأجزاء الضعيفة التي تحتاج إلى علاج. ويقوم بعد ذلك بالتوصية بعلاج طبيعي محدد، يشرف عليه بشكل مباشر أخصائي علاج طبيعي، ولا يمكن لأي فرد أن يتطوع للقيام بالتمارين بنفسه. فالعلاج يجب أن يتم بصورة صحيحة، وفقاً لنصائح المعالج الطبيعي، ووفقاً لشروطه ومحدداته التي وضعها لهم. فالمريض محتاج للعائلة، لكن هذا لا يعني أن الجميع يمكن أن يقدّم له خدمات العلاج على طريقته، بل يجب أن يكون العلاج مبني على أسس علمية صحيحة، ويتم بصورة بسيطة وخفيفة.
حتى لا يصاب المريض بأذى.
إذ يمكن أن يحدث لا قدّر الله إصابة للطفل المعاق، بسبب حركة خاطئة من قبل أحد الأهل. خاصة وأن المريض الذي يضطر للجلوس بدون حركة لوقت طويل، تصاب عظامه بالضعف والهشاشة. لأن حركة العضلات تقوي العظام وتساعد على تركيز الكالسيوم وتقويه، فالمعالج يكون عنده علم بهذه الأمور، ويجب أن يراعي هذه النقاط ويقوم بتحريك العظام والعضلات بطريقة معينة تفادياً للإصابة بكسور أو أضرار للمريض. طبيبك
الله يعطيك العافيه