تخطى إلى المحتوى

قصّة الأميرة و الفتى الذي يكلّم الماء 2024.

أعرفها ، و أعرفه
تلك التي مضت ، و لم تقل له الوداع ، لم تشأ
و ذلك الذي على إبائه اتّكأ
يجاهد الحنين يوقفه
كان الحنين يحرفه
فهو أنا و أنت ، و الذين يحفرون تحت حائط سميك
لتصبح الحياه عشّ حبّ
به رغيف واحد ، و طفلة ضحوك !
***
أعرفها ، و أعرفه
أميرة شرقيّة تهوى الغناء
تهواه لا تحترفه
و تعشق اللّيالي الماسيّة الضياء
– صاحبة السمو أقبلت !
… و يصبح البهو المليء ضفتين
و تهمس الشفاه كلمتين .. كلمتين
– عشقتها هذا المساء شاعر أنيق
– نعم … فإنّها تضيق بالعشيق
إذا أتى الصباح و هو في ذراعها
و تهمس امرأة
– دولابها يضمّ ألف ثوب
و تهمس امرأه
– و قلبها يضمّ ألف حبّ
– نعم نعم … فانهات أميره لا تكتفي بحب
و يخفت الحديث ثمّ يهتف المضيف
– يا أصدقاء
صاحبة السمو تبدأ الغناء !
… و يخفت الضياء غير كوّة تنير وجهها
و تبدأ الغناء … " أوف ! "
" قلبي على طفل بجانب الجدار
لا يملك الرغيف ! "
.. و تلهث الأكفّ .. فلتحيا نصيرة الجياع
ثمّ تدور عينها لتلمح الذي أصابه الكلام
و عندما يرفّ نور الشمس تهمس " الوداع "
و في ذراعها عشيقها الجديد !
***
أعرفها ، و أعرفه
لأنّني كنت كثيرا ما اصادفه
على شجيرة المساء ، قابعا بنصف ثوب
يقول للمساء
" يا أيّها الحزن الأثيري الرحيب !
يا صاحب الغريب
أنا كلام الأرض .. هل أنصت لي ؟ !
أنا ملايين العيون … هل نظرت لي ؟ !
لي مطلب صغير
أن تصبح الحياة عش حب
به رغيف واحد و طفلة ضحوك ! "
… و في ليالي الخوف طالما رأيته يجول في الطريق
يستقبل الفارّين من وجه الظلام
و يوقد الشموع من كلامه الوديع
ففي كلامه ضياء شمعة لا تنطفيء
و يترك اليدين تمشيان بالدعاء ،
على الرؤوس و الوجوه
و تمسحان ما يسيل من دموع
" الصبح في الطريق
يا أصدقائي ! انّني أراه
فلا تخافوا … بعد عام يقبل الضياء ! "
و عندما يمشون تمشي فوق خدّيه الدموع
و يفلت الكلام منه ، يفلت الكلام
" هل يقبل الضياء حقّا بعد عام ؟ "
***
ذات مساء كان صاحبي يكلّم المساء
فانساب مقطع مع الرياح ثمّ وشوش الأميره
فقرّبت مرآتها و صفّقت
" يا أيّها الغلام !
بجانب القصر فتى يخاطب الظلام
اذهب اليه ، قل له سيّدتي تريد أن تكلّمك
و لا تقل _ أميرتي "
… ثمّ تهادت نحو شرفة جدرانها زهور
ورددت في الصمت " أوف ! "
قلبي على طفل بجانب الجدار
لا يملك الرغيف ! "
و أقبل الغلام يسبق الفتى
– أميرتي .. سيّدتي … أتيت به !
– " أهلا و سهلا …. ليلتنا سعيده
ادخل … تفضّل ".. و انقضى المساء !
.. و في الصباح ساءلته … " ما الذي رأيت ؟ "
_ " سيّدتي .. إنّي رأيت كلّ خير "
" سيّدتي … أنا سعيده ! "
قالت له ، و عينها في عينه المسهّده
– " أراك قد عشقتنا ! "
فلم يردّ صاحبي
قالت له : " فما الذي تعطيه لي لو أنّنا عشنا معا ! ؟
فدمّعا
ثمّ أجابها و صوته منغّم حزين
سيّدتي … أنا فتى فقير
لا أملك الماس و لا الحرير
و أنت في غنى عمّا تضمّ أشهر البحار من لآل
فقلبك الكبير جوهرة
جوهرة نادرة في تاج عصرنا
و لو قضيت عمري الطويل أقطع البحار ،
و أنشر القلاع ،
و أبسط الشباك ، أقبض الشباك
لما وجدت مثلها
لكنّني و جدتها هنا
وجدتها لمّا سمعت لحنك المنساب كالخرير
يبكي لطفل نام جائعا ! "
.. فابتسمت قائلة : " لا أنت شاعر كبير !
يا سيّدي أنا بحاجة إلى أمير
إلى أمير ! "
و انسدّ في السكون باب !!
***
أعرفها ، أعرفه
تلك التي مضت و لم تقل له الوداع .. لم تشأ
و ذلك الذي على إبائه اتّكأ
يجاهد الحنين يوقفه
كان الحنين يجرفه !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.