أعدته إلي حضني بأسلوب الأفعي الحكيمة ثم عاد إليها.. وكان الطلاق
بكلمات تملأها الأسي تروي هذه المرأة قصتها قائلة: سبب تعاستي وعذابي الآن هو زوجي الذي أحببته من كل قلبي وجوارحي.. تزوجنا بعد قصة حب عنيفة دامت ثلاث سنوات.. عشنا أحلي أيام عمرنا خلال ست سنوات من زواجنا..
بعد هذه السنوات الست لاحظت عليه تغيراً ملموساً.. لم يعد كما كان العاشق الولهان لزوجته.. حتي حديثه وكلامه معي تغير.. قلت في نفسي: ربما أخطأت في حقه دون قصد مني أو انني قصرت في شيء ما نحوه.. لكن كل هذا لم يحدث.. علمت انه عشق امرأة غيري اقتحمت حياته.. بكيت وصرخت وتشاجرت معه.. لكن من دون جدوي.. كان مصمماً علي المضي في العلاقة معها.. وطلبت منه ان يترك البيت.. خرج.. وصار يبيت خارجاً.. تاركاً وراءه زوجة وطفلين.
مرت الايام ثقيلة علي.. وأنا انتظر عودة زوجي الضال إلي عشنا الزوجي.. فكرت في إعادته إلي حضني.. وأخذت أفكر في الطرق التي تعيده إلي بيته.. حتي هداني تفكيري إلي الأسلوب الذي ربما يعود من خلاله إلي حضني.. فصممت علي ان أعيد بناء ما تهدم بكل ما أوتيت من قوة لأجلي أولاً ولأجل طفلي.
استخدمت أسلوب الافعي الحكيمة.. إذ تمرست علي الالتواء لجذب زوجي إلي من جديد.. اعتنيت بنفسي جيدا.. فحسنت من مظهري وبالغت في أناقتي وتمرنت علي دوري كامرأة لعوب وأم حنون في الوقت نفسه.. حتي وجدته يميل إلي شيئاً فشيئاً إلي ان جاء الوقت المناسب.. مرض طفلي جراء تعرضه لنزيف حاد في انفه اثر سقوطه اثناء اللعب.. مما لزم علاجه المكوث في المستشفي عدة أيام.. مع دخوله المستشفي عاد زوجي إلي بيته ليطمئن علي طفله.. اجتهدت لاستعادته وإسعاده من جديد.. فعلت كل ما يمكن لامرأة ان تفكر فيه لزوجها.. فكنت تارة الزوجة الخجول والمطيعة وتارة أخري العاشقة.. افقدته رشده وحولته إلي مراهق يحلم بي ليلا ونهاراً.. فاعتقدت ان صورة المرأة اختفت من حياته..
لكن للأسف عادت واقتحمت حياته من جديد.. ولا أعرف كيف استعادته إلي حضنها وأنا التي اعتقدت انني مارست كل الوسائل التي تجعله لا يفكر البتة فيها أو في غيرها.. احسست بأن كرامتي اهينت وأن أنوثتي أصيبت في مقتل.. ولم يكن أمامي سوي الفراق والطلاق.. وكان لي ما أردت.. اما هو فلا يزال يسكن إليها.. وربما سيتزوجها.. النتيجة واحدة هي انني خرجت من حياته إلي الأبد.. لا يربطنا فقط سوي الاطفال.
—————————————————————————————————————————–
الموضوع: منقول من جريدة الراية القطرية