من الحياة تتعلم قانون اساسي أن الموت (قدر) محتوم.. لا مفر منه
وان من يموت على طاعة وكرامة.. فقد كانت نهايته مثمرة
لكن هل سمعتم من قبل بالموت بالاختيار؟
لا أقصد ابدا الانتحار.. فربما كان في الانتحار اختيار فردي.. وقرار وتخطيط مسبق
لكن اقصد من نختارهم نحن البشر أن يكونوا أول ضحايا ضعفنا وتخاذلنا
..تكبرنا وتعنتنا
..عنادنا وتمسكنا بخلافاتنا
عندما نرى في صحيفة ما.. او اعلام مرئي.. من يعاني اليوم جراء نقص مواد غذائية واستهلاكية بسيطة.. نتاج ظلم شيطاني قاسي ..شاركناه بهدوء.. وصفقنا له دون أن نعي.. ان صمتنا هذا تصفيق وتبريك
تلتفت وراءك تجدك قد خطوت ألف خطوة.. كيف ..متى..
لا تدري؟
ولكنك خطوتها..
وكانت بصمات الانسانية التي كنت تمشي دون ان تستوعب ان حولك أرواح ترفرف.. لا ترجوك.. بل ترجو الله ان ينصرها من هذا البلاء.. وتريك أنها تموت باختيارك.. لا بخيار القدر لها
دعونا نتباكى.. ونتحدث طويلا .كثيرا.. عن معاناة الشعوب كي نثبت لمن حولنا إننا معهم.. أو اننا نملك قضية ندافع عنها.. كي نرتقى بنفاق انساني له أكثر من وجه.. ولون
الصدمة بأنك تراني اموت هي من تجبرني على أن يكون الموت خياري لا قدري..
طريقي لا قدري
حكمك عليّ لا قدري
لا اريد اشراكك معي في معاناة انت في غنى عنها.. بل عش حياتك تحت اضواء لا تنطفئ.. ودع لي الشمعة
كلْ ماتريد.. واترك لي الفتات
أبداً لا اريدك ان تدافع عني.. فلك -طبعا- اهدافك الاهم.. فالحياة طويلة ومغرياتها أكثر واوسع و.. أنعم
لا اريدك ان تكون بجانبي.. اريد منك فقط ماامر الله به ان يكون
ما ارادته الفطرة ان يكون
ماارادته السما ان يكون
أن تنزع القسوة من قلبك.. وتستشعر ولو لوهلة إنني أموت باختياراتك أنت.. .لا بقدر الله لي
تريدني أن اموت؟
سأموت.. .ولكن لا تنسى أن تحفظ معك صحائف تبريرك عند الله حينما أشكوه عليك
وانت تقف وتراني أموت
ولا تنسى أن تمسح من صحائف الحساب.. خذلانك.. وسوء موقفك.. وقراراتك الخاطئة في اختيارك لي ان اموت
نسيت أن أقول لك
شكرا.. جدا… على اختيارك الموت لي طريقا.. واتمنى لك حياة خالدة.. جميلة.. .نهايتها.. الموت مرفق معه كفني.. و عزاءاتي
توقيـع: 100 طفل محاصر في غزة توفّوا بالاختيار.. اختياركم أنتم
لمروركم العطر
