بعد الزواج تختلف الطبائع ، وتسقط الأقنعة التي يتظاهر بها المخطوبين قبل الزواج ، فالصوت رخيم والرومانسية متدفقة ، لكن بعد الزواج يبدو كل شيء واضح ، حيث لا اقنعة ولا تمثيل وحياة صاخبة متخمة بعيوب كثيرة لم تكن واضحة قبل الزواج مثل العصبية والصوت العالي والخشونة والثرثرة والنكد والغباء .
فهذه الصفات هي مجموعة قليلة من صفات عديدة مستفزة تصدر عن بعد الزواج وتقلب حياة الزوجين رأساً على عقب وتحولها إلى جحيم قد يصل إلى الطلاق والانفصال .
والمشكلة التالية التي وردت لباب " أوتار القلوب " هي دليل أكيد على أن صفة واحدة من هذه الصفات كفيلة على أن تهدم منزل وتدمره ، والمشكلة هي أنا شاب عمري 31 سنة ، متزوج منذ أربع سنوات وعندي طفلين ، سنوات زواجي هي أصعب سنوات حياتي ، لقد عشت مع زوجة لا تطاق من ناحية العصبية ، لم أعد أعرف كيف أتصرف معها ، حتى إنني يأست من تغييرها ، وخاصة عصبيتها الشديدة مع أهلي ، لقد استخدمت في سبيل إصلاحها كل الطرق من تفاهم وإقناع وهجر وما إلي ذلك ، وللأسف الشديد الضرب ، لأنني أيضاً أفقد أعصابي في كثير من الأحيان .
باختصار زوجتي لم يعد لها في قلبي أي حب أو احترام ، لكن المشكلة فقط هي الأولاد فأنا أحبهم جداً ولا أتحمل أو أتصور يوماً أن يتألم واحد منهم لعدم عدم وجود أمه أو أبيه معه ، تلك هي مشكلتي أنني أحب أولادي جدا جداً ، و مرتبط بهم جداً ، ومن أجل ذلك أتحمل كل مساوئ زوجتي وتطاولها علي أهلي ولا أعرف ماذا أفعل معها فأنا حقاً محتار جداً ؟
عيوب تقتل حب الرجل
فما هي الصفات التي يكرهها الرجل في ، نقدم إليكِ في السطور القادمة هذه الصفات .
قام مركز الأبحاث بولاية مانهاتن الأمريكية ، بسؤال 1864 رجلاًًً "ماذا تكره في " فكانت عادة التسوق والهوس بها في المرتبة الأولي ، يليها النكد ، ثم الثرثرة في المرتبة الثالثة ، وأكد فريق البحث أن نتائج هذا الاستطلاع لا تقتصر علي الرجل الأمريكي فقط وإنما الرجال بصفة عامة ، والعلماء يرون أن حب التسوق لا يشكل مشكلة للرجل دائماً في حال كونه متيسر الحال خاصة إن لم تكن مدمنة تسوق ، إلا أنهم يؤكدون أن أخطر العيوب التي تقتل حب الرجل لزوجته هي النكد ، موضحين أن النكدية تعتبر الضحك في حياتها أمراً نادراً، ولا تقبل إلا الغم وتكون سعيدة بداخلها إذا رأت زوجها يجلس مقهوراً .
ويشير خبراء الاستشارات الزوجية إلى أن النكد عادة ما يلازمه تبلد في الأحاسيس وتحجر في العواطف ، مؤكدين أن الزوجة النكدية تهتم برأي الناس أكثر من واقع حياتها، وتسعي لإبعاد الزوج عن أهله مع التزامها بالتبذير والإفراط في المظاهر الكاذبة غير المناسبة ، فابتعدي عزيزتي عن النكد حتي لا تحولين حياتك الزوجية إلى حياة متبلدة وكئيبة واعلمي أن الضحك والسعادة طريقك لحياة زوجية ناجحة .
ويؤكد الخبراء أن أكثر ما يثير اشمئزاز الرجل هو أن تدعي امرأته الفضيلة ، فتذكري يا عزيزتي عند إدعائك أن " الطبع يغلب التطبع" وأنك سوف تكشفين سريعاً من خلال تصرفاتك ونميمتك فالنميمة ونقل الكلام من العيوب القاتلة التي تعجل بنهاية علاقتك .
لا تتسرعي في البوح بما داخلك حتى وإن طلب الرجل منكِ الاعتراف بالماضي وبالتجارب السابقة ، فهو لا يكون صادقاً في ذلك إذ لا يفضل أن يكون رقم ( 2 ) في حياة امرأته ، وإنما يطلب منها الاعتراف لتخبره بأنه الأول والأخير.
ويوضح الخبراء أن الرجل لا يستطيع توسم الثرثرة في إذا لم تعطيه فرصة لاستكمال حديثه، وقتها يعرف بأنه لن يقدر أن يتحدث عن موضوع كاملاً ويتنبأ بأنه سيكون في بيته أشبه "بأبي الهول" لأنه لن يستطيع الصمود في الحديث أمام ثرثرة زوجته ، فالرجل يحب من تمنحه الشعور بأنها مسيطرة على مجرى الحديث وبأنها ستضيف لمعلوماته شيئاً جديداً وقيماً .
وابتعدي عن العصبية الزائدة التي تصل إلى حد الجنون والصوت المرتفع فهذه الصفة تفقدك أنوثتك وتجعلك مسترجلة في عيني زوجك ، ويوصيك الخبراء بضرورة الابتعاد عن سلاح الجنس فاستعمال العلاقة الحميمة بهدف الضغط على الرجل ، تصرف يعتبره الرجل أسلوب عقاب قاسي ، فهو يكره أن تتدخل الاحتياجات الطبيعية في المشاكل المنزلية ، ويفضل دائماً أن تترك زوجته المشاكل خارج غرفة النوم .
أو قد يكون لدى اعتزاز شديد بعقلِها وثقافتها وثقة شديدة في نفسها، فترى أنه لا يمكن لأحد أن يكون له رأي فوق رأيها، وقد تتزوج من هو أقل منها في ذلك، لهذا لا تقبل أبدًا بسيطرته عليها حتى لو كان زوجها.
المسيطرة تفقد أنوثتها
يكره الرجل أيضاً المسيطرة فإياك أن تعيشي في دور المسيطرة فهذا الدور غالبا ما يكون للرجل فهو الطرف المسيطر في مجتمعنا الشرقي ، وتؤكد د. إحسان محمود- أستاذ علم النفس بكلية الطب جامعة بنها ـ أن انعكاس الوضع وسيطرة الزوجة واتخاذها جميع القرارات في حياة الأسرة لا يجعل الحياة سليمة ، لأن الضغط المتزايد على المسيطرة يؤثر على صحتِها النفسيةِ والجسمانيةِ ، لأنها تكون في حالة تفكير دائم وتركيز مستمر وقلق وضغوط أكثر مما تحتمل.
وبذلك تفقد شيئاً من فطرتها وطبيعتها كأنثى التي تحتاج إلى حماية الرجل المادية والمعنوية وتحتاج إلى الشعور بقوة الرجل وقدرته على تحقيق الأمان والاستقرار لها ولأسرتها، وكذلك قدرته على اتخاذ القرار المناسب واستطاعته إدارةَ شئون بيتِه وأهله بما ينفعهم ، ولعودة الأمور إلى سياقها الطبيعي لا بد أن يتقبلَ كل إنسان دورَه في الحياة، وأن يرضى كلا الطرفين بحياته ويعرف حقوقه وواجباته ، فلا تنجرفي وراء هذا الدور حتى لا تخسرين حياتك .
كيف تتعامل مع زوجتك
وتأكد عزيزي الزوج أن العيوب والصفات المستفزة لا تقتصر فقط فأنت أيضاً قد يكون لديك العديد من العيوب التي لا تظهر إلا بعد الزواج ، لذا عليك أن تتعامل مع عيوب زوجتك بحكمة وذكاء ولا تتسرع في اتخاذ أي قرار ، لذا يقدم لك د. محمد المهدي استشاري الطب النفسي بعض النصائح المهمة التي تساعدك في تقبل هذه الأمور :
– تفهم طبيعة شخصية زوجتك , فلكل امرأة شخصيتها ولكل شخصية مفاتيحها التى تسهل فهمها والتعامل معها .
– تفهم ظروف نشأتها , لأن تركيبة أسرتها ونمط العلاقات بين أفرادها وطبيعة شخصياتهم لها تأثيرات كبيرة على شخصية زوجتك وسلوكها الحالي .
– يجب أن تحبها كما هي , ذلك الحب غير المشروط الذي يتجاوز عيوبها ويتجاوز تفاصيل شكلها ولحظات ضعفها , أي أنك تحبها هى بكل كيانها وبكل جمالها وبكل نقصها وبكل قوتها وبكل ضعفها .
– يجب أن ترضى بها رغم جوانب القصور فلا توجد امرأة كاملة " أو رجل كامل " على وجه الأرض , ولابد أن ينقصك شئ في أى امرأة تتزوجها حتى لو كنت اخترتها بعد استعراض كل نساء الأرض , فالرضا هو مفتاح الحياة السعيدة .
– لا تكثر من انتقادها , ف لا تحب من ينتقدها بكثرة " حتى ولو كان النقد في محله " لأن ذلك الانتقاد المتكرر دليل الرفض وقدح فى الحب غير المشروط الذى تتوق إليه .
– يجب أن تسيطر على مشاعرك السلبية نحوها خاصة في لحظات الغضب ، وتحاول أن تجد لها عذراً أو تفسيراً ، وإذا لم تجد فيكفي أن تعلم أنه لا يوجد إنسان بلا أخطاء أو عيوب ، وكن مستعداً للتسامح ونسيان الأخطاء في أقرب فرصة ممكنة .
– تجنب إهمالها جسدياً أو نفسياً أو عاطفياً ، لأن الإهمال يقتل كل شيء جميل في العلاقة ، وربما يفتح الباب لاتجاهات خطرة بحثاً عن احتياج لم يشبع .
– تذكر أن علاقتك بزوجتك علاقة شديدة القرب ، شديدة الخصوصية ، وأنها علاقة أبدية , وهى أبدية بمعنى امتدادها في الدنيا واستمرارها في ثوب أجمل وأروع في الآخرة
– تجنب ضرب زوجتك أو إهانتها , فليس من المروءة أن يضرب رجل امرأة , وليس من الكرامة أن تهين مخلوقة كرمها الله ( حتى ولو أخطأت ) , وليس من الأخلاق أن يرى أبناءك أمهم في هذا الوضع .