لا شك أن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، تحتاج هذه الشركة إلى بذل وعطاء من كلا الطرفين حتى تنجح وتزدهر وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها.
إذاً لا ننكر إطلاقاً أن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين، فلكل منهما دوره الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة: أحفظ أم ضيع؟.
لذلك أخص الزوجة أولاً، وأذكرها بمسؤوليتها ودورها في تخطي ما يعترض بيتها السعيد من عقبات.
إن من أسباب التعاسة الزوجية وجود مجموعة من التصورات الخيالية والأحلام الوردية حول الزواج في ذهن كلا الزوجين، ولكن الزوجة تفوق الزوج في هذه التصورات لطبيعتها العاطفية، وغالباً ما تصطدم بالواقع حين تجد العكس. وأقول للزوجة المؤمنة التي تبحث عن مفاتيح السعادة، وتريد تخطي العقبات: عليها أن تهيئ نفسها للواقع وأن تكون عملية في تصوراتها؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ أو النقص؛ فالزوج مثلك تماماً يخطئ ويصيب، وفيه من الصفات الحميدة ما يجعلك تغضين الطرف عن الصفات التي لا تعجبك، فالواقع أن السعادة الزوجية والحب ينمو بين الزوجين، وتدعمه العشرة الطيبة والصحبة المخلصة وحسن التفاهم فهذا هو الواقع.
هناك العديد من الزوجات يحفرن قبر الزوجية بأيديهن حين يختلقن النكد بسبب وبدون سبب حتى تصنع مشكلة تتعس بها نفسها، وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية مرة ومن الأولاد أخرى، ومن إهمال الزوج لشؤون البيت ثالثة، وغالباً ما يكون الزوج هو الضحية الأولى لسماع هذه الشكاوى، وبعض الزوجات لا يحلو لهن بث الأوجاع والشكوى إلا حين رجوع الزوج من عمله مرهقاً، بدلاً أن يُفتح الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويداً حانية وصوتاً رقيقاً؛ يجد وابلاً من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب، ثم تقدم له الطعام وتطلب منه أن يأكل فيرد قائلاً لقد شبعت!.
الانتقاد الدائم للزوج في تصرفاته وأفعاله يعتبر البخار السام الذي يخنق الحياة الزوجية؛ بل قد يتعدى الأمر إلى السخرية من شكله الذي لا دخل له فيه، والذي هو من صنع الذي أتقن كل شيء صنعة، مما يفقده الشعور بذاته وإحساسه بالقوامة، فما أجمل أن تمنح الزوجة الصالحة زوجها الثناء المخلص، وأن تبدي إعجابها دائماً بخصاله الحميدة، وجهده المبذول من أجل إسعادها!.
وأهمس في أذنك قائلة : فلا تندمي حين يبحث زوجك عن أخرى تقدره وتحترمه وتعجب بمظهره وتصرفاته التي انتقدتها من قبل.
يحدث الاختناق حين تتدخل الزوجة وتضع نفسها في كل شؤون زوجها الخاصة مثل:
إلى أين أنت ذاهب؟ من قابلت؟ وقد يصل الأمر إلى تفتيش الجيوب ومكالمات الهاتف وفتح خطاباته حتى يشعر أنه محاصر ومراقب مما يفقده الشعور بالأمان، وفقده ثقة زوجته، وإذا انتهى الشعور بالأمان والثقة المتبادلة بين الزوجين؛ فإن السفينة ستغرق حتماً ولا أعني بذلك أن تهمل الزوجة شؤون زوجها؛ بل عليها أن تتدخل بالقدر الذي يشعره هو باهتمامها، فهو أيضاً بحاجة إلى أن يحكي ويبث لها همومه، ويتحدث معها عن طموحه وأحلامه؛ فيجد فيها الصديق الوفي والناصح الأمين، فيطمئن لها ويثق بها، بدلاً من أن يفر هارباً من هذا الحصار الذي كاد أن يخنقه.
الحوار هو جسر التواصل وحبل الترابط بين الزوجين؛ فإذا تصدع هذا الجسر أو انقطع هذا الحبل؛ فيكون من الصعب إصلاح هذا الخلل.
إن توجيه اللوم وتبادل الاتهامات يؤدي إلى حدوث ما يسمى بـ"الصمت الزوجي" أو "الخرس الزوجي" أو بمعنى آخر تتهدم لغة الحوار بين الزوجين؛ فتبدو الحياة فاترة كئيبة. فكلما كان الحوار هادئاً ومتصلاً بين الزوجين كلما زاد ارتباطهما ببعضها البعض، فعلى الزوجة المسلمة أن تتعلم كيف تدير الحوار بينها وبين زوجها إدارة ناجحة من غير توتر أو تبادل للاتهامات.
فحاولي أختي في الله الإنصات، وحسن الاستماع له حين يتكلم دون أن تقاطعيه حتى لو كنت تعلمين ما يقول، وعندما تتحدثين تخيري الكلمات المناسبة والأسلوب الهادئ لأن ارتفاع الصوت والغضب يقتل لغة الحوار بينكما.
لقد أصبح التطلع إلى الأموال الطائلة والأثاث الفخم ومتع الدنيا هو السمة الغالبة لهذا العصر. وللأسف الشديد انزلقت الكثير من الزوجات وراء كل ذلك، وأصبح شغلهن الشاغل الحصول على الحلي الثمينة والسيارات الفارهة و…إلخ وهذا الطموح الزائد والتطلع إلى ما عند الأخريات والمقارنات الدائمة كان سبباً في إرهاق الزوج، وزيادة ضغوطه وتوتره، وبالتالي إحباطه الدائم لعدم قدرته على تحقيق هذه الأماني، وتلبية الرغبات التي لا تنتهي عند حد مما يجعل الحياة الزوجية تتحول إلى جحيم. لكن الزوجة المسلمة ترضى بما قسم الله لها، فالغنى غنى النفس والرضاء والقناعة كنز ثمين لا يمنحه الله تبارك وتعالى إلا لمن يحب من عباده، فعليك حبيبتي في الله أن تكوني عوناً لزوجك لا عبئاً عليه، ولتجعلي توجه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- منهاجاً تسيرين عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا لمن هو فوقكم، فهو أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم" رواه مسلم.
وتذكري كيف كان يعيش أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن.
إن الاعتراف بالجميل من المروءة والنبل، و نكران الجميل من الجحود واللؤم، وقد حذر الإسلام من الجحود ورهب منه؛ فقال -عز وجل-: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال عز من قائل: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وقال صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (رواه أبو داود والترمذي)، وعن زينب -رضي الله عنها- قالت: خطبنا رسول -الله صلى الله عليه وسلم- فقال : "رأيت النار وأكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله ؟ قال: لكفرهن قالوا: أيكفرون بالله! قال: يكفرن العشير، ويكفرن بالإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً؛ قالت: ما رأيت منك خيراً قط" (متفق عليه).
أراك أختي في الله تخشين عذاب الله، وتخشين النار؛ فأنقذي نفسك منها بالاعتراف بفضل زوجك والثناء المخلص عليه، وانأي بنفسك عنها بعيداً عن الجحود والنكران إرضاء لربك وإسعاداً لزوجك؛ حتى لا تتحطم السعادة الزوجية.
إن حاجة الزوج إلى الإشباع الغريزي أمر فطري يرضي نفسه ويشرح صدره ولا ينبغي للزوجة العاقلة أن تقلل من قيمة هذه الحاجة أو تعدها أمراً ثانوياً، فقد أكدت الدراسات الحديثة أن 90% من حالات الطلاق تحدث بسبب الإخفاق في إنجاح المعاشرة الزوجية.
فعلى الزوجة المسلمة أن تتعرف على يرضي زوجها من أجل عفته وصيانته للمجتمع من الفواحش، حتى لا تفاجأ بمشكلات واتهامات ليس لها أسباب واضحة أو مباشرة، وأن السبب الخفي يكمن وراء هذه العقبة.
إن الناظر للخلافات الزوجية يرى أكثرها ينبع من جهل الزوجين بأحكام الشرع وتعاليم الإسلام للعلاقات الأسرية.
فالعلاقة الزوجية علاقة متبادلة بين مانح وآخذ مرة، وآخذ ومانح مرة أخرى، أي تبادل مستمر بين الحقوق والواجبات يحيط به المودة والرحمة، وإنكار الذات؛ فعليك أختي في الله فهم تعاليم الإسلام في العلاقة الزوجية والعمل بها؛ فاتباع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه البركة والسعادة التي ننشدها جميعاً سواء كان في الزواج أو في غيره، فبهذا العلم وبذاك العمل تنجو السفينة من الغرق وتصل إلى بر الأمان.
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:" إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي".
ومعنى هذا أن المعصية لها أثرها السيئ على العبد، فالتقصير الذي يحدث في الحقوق الزوجية معصية لا يرضاها الله -عز وجل-، ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد يرتكب الزوجان المعاصي؛ فيرى أثرها في أولادها وفي صحتها وفي علاقتها بعضهم ببعض، وذلك من عقوبة الذنب في الدنيا قبل الآخرة. فالمعصية توجب غضب رب العالمين، وإذا غضب من بيده كل شيء الرحمن الرحيم؛ فمن من يرجى الرضا بعده؟ فهو وحده الذي يملك القلوب، وإذا رضي بارك وأرضى عن العبد كل شيء، وإذا غضب سخط وأسخط على العبد كل شيء .
قال أبو الدرداء رضي الله عليه : "إن العبد ليخلو إلى معصية الله تعالى فيلقى الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر". [صيد الخاطر لابن الجوزي 171].
فعلى الزوجة المسلمة التي تبحث عن رضوان الله وتخشى عقابه أن تترك المعاصي، وأن تجدد دائماً التوبة إلى الله -عز وجل- حتى يتحقق رضى الله -تبارك وتعالى- ليبارك لها في بيتها وزوجها؛ بل وحياتها كلها في الدنيا قبل الآخرة، ولتحمد الله على نعمة الزوج؛ فهناك الكثيرات حرمن هذه النعمة.
ها نحن قد تخطينا بعض العقبات التي تحول بيننا وبين السعادة المنشودة، وعلينا ألا ننسى الاستعانة الدائمة بالله رب العالمين، ولنرفع يد الإفلاس والحاجة إلى الله بالدعاء الدائم حتى يعيننا على تخطي كل العقبات التي قد تواجهنا في هذه الحياة.
وتذكري دائماً أن:
زوجك هو الذي اختارك أنت دون غيرك من نساء الدنيا.
زوجك هو الذي ستر عرضك وعفك عن الحرام.
زوجك هو الذي ينفق عليك وجوباً ويتحمل الكثير من أجل توفير احتياجاتك.
زوجك هو الذي يسعى في مصالحك، ويرعى شؤونك ليحقق لك السعادة.
زوجك .. زوجك… زوجك… إلخ
فيا أختي قومي لزوجك : جزاك الله خيراً على ما قدمت وبذلت.
إذاً لا ننكر إطلاقاً أن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين، فلكل منهما دوره الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة: أحفظ أم ضيع؟.
لذلك أخص الزوجة أولاً، وأذكرها بمسؤوليتها ودورها في تخطي ما يعترض بيتها السعيد من عقبات.
أولا: المفاجئات غير المتوقعة:
إن من أسباب التعاسة الزوجية وجود مجموعة من التصورات الخيالية والأحلام الوردية حول الزواج في ذهن كلا الزوجين، ولكن الزوجة تفوق الزوج في هذه التصورات لطبيعتها العاطفية، وغالباً ما تصطدم بالواقع حين تجد العكس. وأقول للزوجة المؤمنة التي تبحث عن مفاتيح السعادة، وتريد تخطي العقبات: عليها أن تهيئ نفسها للواقع وأن تكون عملية في تصوراتها؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ أو النقص؛ فالزوج مثلك تماماً يخطئ ويصيب، وفيه من الصفات الحميدة ما يجعلك تغضين الطرف عن الصفات التي لا تعجبك، فالواقع أن السعادة الزوجية والحب ينمو بين الزوجين، وتدعمه العشرة الطيبة والصحبة المخلصة وحسن التفاهم فهذا هو الواقع.
ثانيا: اختلاق النكد:
هناك العديد من الزوجات يحفرن قبر الزوجية بأيديهن حين يختلقن النكد بسبب وبدون سبب حتى تصنع مشكلة تتعس بها نفسها، وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية مرة ومن الأولاد أخرى، ومن إهمال الزوج لشؤون البيت ثالثة، وغالباً ما يكون الزوج هو الضحية الأولى لسماع هذه الشكاوى، وبعض الزوجات لا يحلو لهن بث الأوجاع والشكوى إلا حين رجوع الزوج من عمله مرهقاً، بدلاً أن يُفتح الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويداً حانية وصوتاً رقيقاً؛ يجد وابلاً من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب، ثم تقدم له الطعام وتطلب منه أن يأكل فيرد قائلاً لقد شبعت!.
ثالثا: الانتقاد المستمر:
الانتقاد الدائم للزوج في تصرفاته وأفعاله يعتبر البخار السام الذي يخنق الحياة الزوجية؛ بل قد يتعدى الأمر إلى السخرية من شكله الذي لا دخل له فيه، والذي هو من صنع الذي أتقن كل شيء صنعة، مما يفقده الشعور بذاته وإحساسه بالقوامة، فما أجمل أن تمنح الزوجة الصالحة زوجها الثناء المخلص، وأن تبدي إعجابها دائماً بخصاله الحميدة، وجهده المبذول من أجل إسعادها!.
وأهمس في أذنك قائلة : فلا تندمي حين يبحث زوجك عن أخرى تقدره وتحترمه وتعجب بمظهره وتصرفاته التي انتقدتها من قبل.
رابعا: التدخل المستمر في شؤون الزوج:
يحدث الاختناق حين تتدخل الزوجة وتضع نفسها في كل شؤون زوجها الخاصة مثل:
إلى أين أنت ذاهب؟ من قابلت؟ وقد يصل الأمر إلى تفتيش الجيوب ومكالمات الهاتف وفتح خطاباته حتى يشعر أنه محاصر ومراقب مما يفقده الشعور بالأمان، وفقده ثقة زوجته، وإذا انتهى الشعور بالأمان والثقة المتبادلة بين الزوجين؛ فإن السفينة ستغرق حتماً ولا أعني بذلك أن تهمل الزوجة شؤون زوجها؛ بل عليها أن تتدخل بالقدر الذي يشعره هو باهتمامها، فهو أيضاً بحاجة إلى أن يحكي ويبث لها همومه، ويتحدث معها عن طموحه وأحلامه؛ فيجد فيها الصديق الوفي والناصح الأمين، فيطمئن لها ويثق بها، بدلاً من أن يفر هارباً من هذا الحصار الذي كاد أن يخنقه.
خامسا: سوء الحوار:
الحوار هو جسر التواصل وحبل الترابط بين الزوجين؛ فإذا تصدع هذا الجسر أو انقطع هذا الحبل؛ فيكون من الصعب إصلاح هذا الخلل.
إن توجيه اللوم وتبادل الاتهامات يؤدي إلى حدوث ما يسمى بـ"الصمت الزوجي" أو "الخرس الزوجي" أو بمعنى آخر تتهدم لغة الحوار بين الزوجين؛ فتبدو الحياة فاترة كئيبة. فكلما كان الحوار هادئاً ومتصلاً بين الزوجين كلما زاد ارتباطهما ببعضها البعض، فعلى الزوجة المسلمة أن تتعلم كيف تدير الحوار بينها وبين زوجها إدارة ناجحة من غير توتر أو تبادل للاتهامات.
فحاولي أختي في الله الإنصات، وحسن الاستماع له حين يتكلم دون أن تقاطعيه حتى لو كنت تعلمين ما يقول، وعندما تتحدثين تخيري الكلمات المناسبة والأسلوب الهادئ لأن ارتفاع الصوت والغضب يقتل لغة الحوار بينكما.
سادسا: إرهاق الزوج بالمطالب المادية:
لقد أصبح التطلع إلى الأموال الطائلة والأثاث الفخم ومتع الدنيا هو السمة الغالبة لهذا العصر. وللأسف الشديد انزلقت الكثير من الزوجات وراء كل ذلك، وأصبح شغلهن الشاغل الحصول على الحلي الثمينة والسيارات الفارهة و…إلخ وهذا الطموح الزائد والتطلع إلى ما عند الأخريات والمقارنات الدائمة كان سبباً في إرهاق الزوج، وزيادة ضغوطه وتوتره، وبالتالي إحباطه الدائم لعدم قدرته على تحقيق هذه الأماني، وتلبية الرغبات التي لا تنتهي عند حد مما يجعل الحياة الزوجية تتحول إلى جحيم. لكن الزوجة المسلمة ترضى بما قسم الله لها، فالغنى غنى النفس والرضاء والقناعة كنز ثمين لا يمنحه الله تبارك وتعالى إلا لمن يحب من عباده، فعليك حبيبتي في الله أن تكوني عوناً لزوجك لا عبئاً عليه، ولتجعلي توجه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- منهاجاً تسيرين عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا لمن هو فوقكم، فهو أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم" رواه مسلم.
وتذكري كيف كان يعيش أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن.
سابعا: إنكار فضل الزوج:
إن الاعتراف بالجميل من المروءة والنبل، و نكران الجميل من الجحود واللؤم، وقد حذر الإسلام من الجحود ورهب منه؛ فقال -عز وجل-: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال عز من قائل: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وقال صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (رواه أبو داود والترمذي)، وعن زينب -رضي الله عنها- قالت: خطبنا رسول -الله صلى الله عليه وسلم- فقال : "رأيت النار وأكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله ؟ قال: لكفرهن قالوا: أيكفرون بالله! قال: يكفرن العشير، ويكفرن بالإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً؛ قالت: ما رأيت منك خيراً قط" (متفق عليه).
أراك أختي في الله تخشين عذاب الله، وتخشين النار؛ فأنقذي نفسك منها بالاعتراف بفضل زوجك والثناء المخلص عليه، وانأي بنفسك عنها بعيداً عن الجحود والنكران إرضاء لربك وإسعاداً لزوجك؛ حتى لا تتحطم السعادة الزوجية.
ثامنا: عدم الاهتمام بالحاجات الغريزية:
إن حاجة الزوج إلى الإشباع الغريزي أمر فطري يرضي نفسه ويشرح صدره ولا ينبغي للزوجة العاقلة أن تقلل من قيمة هذه الحاجة أو تعدها أمراً ثانوياً، فقد أكدت الدراسات الحديثة أن 90% من حالات الطلاق تحدث بسبب الإخفاق في إنجاح المعاشرة الزوجية.
فعلى الزوجة المسلمة أن تتعرف على يرضي زوجها من أجل عفته وصيانته للمجتمع من الفواحش، حتى لا تفاجأ بمشكلات واتهامات ليس لها أسباب واضحة أو مباشرة، وأن السبب الخفي يكمن وراء هذه العقبة.
تاسعا: الجهل بتعاليم الإسلام في الزواج:
إن الناظر للخلافات الزوجية يرى أكثرها ينبع من جهل الزوجين بأحكام الشرع وتعاليم الإسلام للعلاقات الأسرية.
فالعلاقة الزوجية علاقة متبادلة بين مانح وآخذ مرة، وآخذ ومانح مرة أخرى، أي تبادل مستمر بين الحقوق والواجبات يحيط به المودة والرحمة، وإنكار الذات؛ فعليك أختي في الله فهم تعاليم الإسلام في العلاقة الزوجية والعمل بها؛ فاتباع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه البركة والسعادة التي ننشدها جميعاً سواء كان في الزواج أو في غيره، فبهذا العلم وبذاك العمل تنجو السفينة من الغرق وتصل إلى بر الأمان.
عاشرا: الذنوب والمعاصي:
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:" إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي".
ومعنى هذا أن المعصية لها أثرها السيئ على العبد، فالتقصير الذي يحدث في الحقوق الزوجية معصية لا يرضاها الله -عز وجل-، ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد يرتكب الزوجان المعاصي؛ فيرى أثرها في أولادها وفي صحتها وفي علاقتها بعضهم ببعض، وذلك من عقوبة الذنب في الدنيا قبل الآخرة. فالمعصية توجب غضب رب العالمين، وإذا غضب من بيده كل شيء الرحمن الرحيم؛ فمن من يرجى الرضا بعده؟ فهو وحده الذي يملك القلوب، وإذا رضي بارك وأرضى عن العبد كل شيء، وإذا غضب سخط وأسخط على العبد كل شيء .
قال أبو الدرداء رضي الله عليه : "إن العبد ليخلو إلى معصية الله تعالى فيلقى الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر". [صيد الخاطر لابن الجوزي 171].
فعلى الزوجة المسلمة التي تبحث عن رضوان الله وتخشى عقابه أن تترك المعاصي، وأن تجدد دائماً التوبة إلى الله -عز وجل- حتى يتحقق رضى الله -تبارك وتعالى- ليبارك لها في بيتها وزوجها؛ بل وحياتها كلها في الدنيا قبل الآخرة، ولتحمد الله على نعمة الزوج؛ فهناك الكثيرات حرمن هذه النعمة.
وأخيراً أخيتي في الله:
ها نحن قد تخطينا بعض العقبات التي تحول بيننا وبين السعادة المنشودة، وعلينا ألا ننسى الاستعانة الدائمة بالله رب العالمين، ولنرفع يد الإفلاس والحاجة إلى الله بالدعاء الدائم حتى يعيننا على تخطي كل العقبات التي قد تواجهنا في هذه الحياة.
وتذكري دائماً أن:
زوجك هو الذي اختارك أنت دون غيرك من نساء الدنيا.
زوجك هو الذي ستر عرضك وعفك عن الحرام.
زوجك هو الذي ينفق عليك وجوباً ويتحمل الكثير من أجل توفير احتياجاتك.
زوجك هو الذي يسعى في مصالحك، ويرعى شؤونك ليحقق لك السعادة.
زوجك .. زوجك… زوجك… إلخ
فيا أختي قومي لزوجك : جزاك الله خيراً على ما قدمت وبذلت.