تخطى إلى المحتوى

عجيب مزاج الفتيات . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

عجيب مزاج الفتيات : كلما تعسر عليهن أمر تكدرن ورحن يشتكين من الدنيا ,
وقد يتمنين الموت لأوهى الأسباب أوليس حالهن غريباً وهن المقبلات علـى الحياة , والمستقبل الواعد بانتظارهن
وأعجب من حال الفتيات حال البنات الصغيرات حين يتذمرن من قسوة الحياة وبشاعة الحياة
أليس باكرا عـلى مشاعر الحزن ؟ فعادة يشتكي من الدنيا الشيخ الكبير والفقير المعدم
والمـريض الذي لا يُرجى شفاؤه , أما الصغار فيضجون بالحيوية ويملؤهم التفاؤل .
فما السبب في نمو المشاعر السلبية ؟ وكيف يمكن التخلص منها ؟
إنه من الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون من الفتيات وغيرهن , أنهم يشعرون بالحزن الشديد والأسى العميق كلما
صادفتهم بعض المصاعب أو مر بهم طيف من البلاء , فأغلب الناس وضعوا في أعتقادتهم أن الحياة يجب أن تكون
رائعة , أو أنها لابد أن تكون كذلك في يوم قريب , فهم يتأملون بحياة ملؤها السعادة والهناء , والحقيقة أن ذلك لم
يكن ولن يكون أبدا , وعندما نقع في هذا الأعتقاد الخاطئ , فإننا نقضي الكثير من الوقت نشكو ونتذمر من كل شي
لا يأتي على هوانا .
الدنيا في الواقع لاتعطينا ما نشتهي ولو كان خيراً .
ولا تجري على إرادتنا ولو سعينا لغايتنا باجتهاد حثيث ,
وهذه الحقيقة الناصعة نعرفها وإنما نتجاهلها في غالب الأحيان .. ولكن ندرك شيئاً من حكمة الـله في المنع
والعطاء ونتفهم الأسباب , مثلاً :
1- مايتمناه الإنسان من العطايا والماصب يتمناه غيره , ويستحيل حصول الجميع على أمنيتهم ( لأن العدد محدود
في القوانين الدنيوية ) : كأن تتمنى كل طالبة الحصول على منحة دراسية في جامعه عريقه , والمحه لواحده فقط ,
فإذا فازت طالبه خسرت سائر الطالبات أمنيتهن وحرمن منها .
2- وأحياناً تتعاكس الأمنيات , كأن يتمنى الشاب الهجرة ليتلقى مرتباً أكبر ويكره والده فراقه ولابد من أن يرضى
طرف ويسخط آخر , فتكون سعادة الأبن تعاسه لوالديه والعكس …
3- جعل الـله سبحانه بحكمته وعدله لكل شخص نصيباً من طيبات الحياة الدنيا وخيراتها وله نصيب من أسقامها ,
وعليه الرضا بالاثنين معاً ( مهما كان ) لأنهما قدره المحتوم ولا مناص منهما .
4- الحياة يقترن فيها الخير والشر واليسر بالعسر بالتعاسة , إنها هكذا وهكذا ولكن – ولكي تكون لها
قيمة في اختبار الناس وامتحانهم – تغلب المعاناة عليها .
وقد سئل ابن حنبل : ( متى يجد المؤمن طعم الراحه ؟ ) فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة ) . وسمع الحسن البصري
رجلاً يقول لصاحبه : ( لا أراك الله مكروهاً ) , فقال : ( كأنك دعوت على صاحبك بالموت , إن صاحبك ماصاحب الدنيا
فلا بد أن يرى مكروهاً )
فلا سعادة خالصة في الدنيا ولا حياة بلا منغصات .
رغك ذلك لا تخافي ولا تيأسي .. فما زال في الدنيا الكثير من الخيرات والطيبات , فلا بد أن تجدي بينها مما يسعدك
ويرضيك , ألم تقرئي قول النبي – صلى الله عليك وسلم – ( الدنيا حلوة خضرة ) , فالدنيا تبقى جميلة وفيها الكثير مما
يمتع وينسي ويسلي من جمال الطبيعة ومن معاشرة الطيبين ومن الزواج والولد واللباس والطعام وممارسة
الهوايات …

فدعي الحزن وتمتعي بنعم الله

أختكم ومحبتكم في الله

خليجية
خليجية
خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.