تواجه الكثير من النساء في الوطن العربي مشاكل عديدة متعلّقة بضعف الشعر وشيخوخته، ناتجة عن عوامل بيئية أو سلوكية ضارّة. فقد أشارت دراسة بريطانية إلى أن أكثر من 88% من السيدات اللواتي يقمن بتمشيط شعرهن وتجفيفه، صباحاً ومساءً، بصورة يومية،
قد يعرّضنه لحالة من الضعف والتلف، التي تصيب الشعر، وتسبّب في تساقطه وتقصّفه وفقدان لمعانه وحيويته.
«سيدتي» اطّلعت من د. هتون الشباط، أخصائية بشرة وشعر بمركز النخيل في جدة على أسباب ضعف الشعر المختلفة، مع عرض طرق عدّة لعلاج الشعر الهزيل أو التالف.
إتبعي منها ما يناسبك كي يستعيد شعرك كل حيويته وتألّقه.
تتضمّن فروة الرأس حوالي 100.000 شعرة تتجدّ بالكامل كل 5 أعوام، وهذا يعني أن سقوط بين 50 و100 شعرة يومياً يعتبر ظاهرة طبيعية. أما إذا حدث وزادت كمية الشعر المتساقط عن معدّله الطبيعي، فهذا يدلّ على وجود عوامل كثيرة قد تتسبّ في ضعف الشعر وإصابته بالشيخوخة المبكرة، والتي نعدّد منها:
– العوامل البيئية والمناخية الضارّة التي تحيط بنمو الشعر كارتفاع درجة الحرارة، أو التعرّض المباشر للشمس، أو استخدام المياه العسرة عند تنظيف الشعر وغسيله، ممّا قد يؤدّي إلى ترسّب الأملاح الضارّة على فروه الرأس، ويتسبّب في تساقط الشعر وإتلافه.
– العوامل الوراثية والمرضية كحدوث اضطرابات الغد الصمّاء كالغدة الدرقية والنخاعية، وانخفاض مستويات الحديد عقب الولادة وأثناء الرضاعة، والصدمات النفسية والعصبية الشديدة والأنيميا المزمنة.
العوامل السلوكية التي تضرّ بحيوية الشعر، كنقص بعض العناصر الغذائية الأساسية في الطعام ومنها البروتينات والمعادن المهمة، الناتجة عن اتّباع الحميات الخاطئة البعيدة عن المتابعة الطبية السليمة، أو التمشيط المفرط وكثرة تعرّض الشعر لدرجات عالية من الحرارة عن طريق استعمال أدوات التصفيف الكهربائية، سواء بالكيّ أو المجفّف والثني المتكرّر باللفّ والشدّ على اللفّافات، ممّا يؤدّي إلى تلف طبقة منبت الشعر. كما أن كثرة تعرّض الشعر للمواد الكيميائية الضارّة كالصبغة ومواد الفرد تجعله أكثر عرضة للتكسّر والتقصّف والتساقط.
العلاج
تضيف د. هتون أن هناك مجموعة من العلاجات المختلفة والمتقدّمة التي تهدف إلى القضاء والتغلّب على مشاكل الشعر الهزيل، البعض منها علاجات ترميمية باستخدام أقنعة الشعر والكريمات وأنبوبات الفيتامينات الموضعية، وذلك للتحسين من حيوية الشعر ولمعانه، والبعض الآخر علاجات تجميلية، وذلك لزيادة كثافة الشعر واستعادة قوته والتي سنستعرضها كلّها بالتفاصيل في ما يلي.
أنبوبات الكولاجين والبانثينول الموضعية
– الكولاجين هو مادة البروتين الرئيسية في الجلد والغضاريف والعظام والأنسجة والأربطة، التي تعمل على تقوية الرموش وتغذية الشعر. وقد ثبت فاعلية مادة الكولاجين في زيادة مقاومة الشعر للملوّثات البيئية الخارجية، إضافة إلى أنها تزيد من قوة وصلابة الشعر في مواجهة الشدّ والثني والفرد بأدوات التصفيف الحراري، ممّا يقلّل من تلف وتساقط الشعر. وقد أمكن استخلاص مادة الكولاجين وإعدادها على هيئة مستحضرات وأنبوبات موضعية لتقوية الشعر وتغذيته.
– فيتامين البانثينول B5 يعدّ أحد المكوّنات الطبيعية للجلد والشعر، حيث يعمل على تغذية بصيلات الشعر وإكسابها القوة والمتانة، كما يساعد على سرعة تجديد خلايا الشعر والعمل على نموّها بشكل طبيعي، ممّا يقلّل من تقصّف الشعر وتساقطه وزيادة كثافته ولمعانه