لا شكَّ أنَّ هذه الصداقة التي تنشأ عبر الإنترنت يلعب فيها الخيال دوراً كبيراً. فحين تسمعين صوت المتكلّم على الهاتف ولا ترين تعابير وجهه أو لغة جسده، لا يمكنك الحكم عليه دون أن يكون صوته هو المسيطر على حواسكِ؛ لأنه يتعامل معك من خلال حاسة واحدة هي السمع. أما باقي الحواس فمعطَّلة.
وإذا كان رسول الله (ص) وهو نبيٌّ مرسل قد قال:
«إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليَّ، ولعلَّ بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه، فإنما أقطع له قطعة من النار».
فكيف نستطيع أن نحكم على صدق الأشخاص أو كذبهم خاصة من خلال حديثهم فقط، والذي يسهل جداً اللحن به؟!.
ثم كيف وأنا لا أرى وجه محدِّثي، ولا أسمع صوته أستطيع بناء علاقات متينة على الإنترنت؟!.
وحتى لو وجدت الكاميرا على الإنترنت، فكيف تبنى صداقة بين شاب وفتاة خارج الإطار الشرعي؟.
بالطبع لا أحد يمنعكِ أن تنشئي صداقة مع فتيات، ولكن الأوْلى أن تكون تلك الصداقة مع من حولك من زميلات أو قريبات. فكيف تثقين بتلك الفتاة التي لا تعرفينها، تعطينها معلومات عنك وعن أهل بيتك، بل ربما ترسلين لها بصورتك، ومن ثم تصل تلك الصورة والمعلومات إلى رجال غرباء عنك؟ فيشهِّرون بها أو يستغلونكِ أشدّ استغلال.
حذارِ يا أختاه من تلك العلاقات على الإنترنت، فهي مجاهيل عميقة قد تقودك إلى ما لا تحمد عقباه.
صداقة عبر الإنترنت: