هو ذلك الصحابي الجليل(العلاء بن الحضرمي)..!!
سمه العلاء بن الحضرمي عبداله بن ضماد اليمني ,من حضرموت . اسلم قديما وابوه كان حليف حرب بني أميه
سيرته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى المنذر بن ساوي العبدي بالبحرين وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المنذر كتابا يدعوه فيه الى الاسلام وأمر العلاء بجباية الزكاه وقد كتب له كتابا فيه فرائض الزكاه في الابل والبقر والغنم والثمار والاموال مصادقة له على ذلك وأمره ان يأخذ الزكاة من أغنيائهم فيردها الى فقرائهم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه نفرا فيهم ابوهريره وقال له (استوص به خيرا ) ثم عزله عن البحرين وبعث ابان بن سعيد عاملا فيها
سيرته في عهد ابو بكر رضي الله عنه
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد بيعة بالبحرين وأقبل أبان بن سعيد الى المدينه وترك عمله فجمع ابو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي ودعاه وقال له اني وجدتك من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ولَى فرأيت ان اوليك ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك فعليك بتقوى الله فخرج ابو العلاء الحضرمي في ستة عشر راكبا ومعه فرات بن حيان العجلي دليلا وكتب ابو بكر كتابا للعلاء بأن ينفر معه كل من مر به من المسلمين الى عدوهم فسار العلاء فيمن تبعه حتى نزل بحصن جواثا فقاتلهم _ولم يفلت منهم احد_ ثم أتى القطيف وبها جمع من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفا وانهزموا فانضمت الأعاجم الى الزاره ,فأتاهم العلاء فنزل الخط على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم الى ان توفي ابو بكر رضي الله عنه.
سيرته في عهد عمر رضي الله عنه
ولي عمر بن الخطاب أمر المسلمين وطلب اهل الزارة الصلح ,فصالحهم العلاء ثم عبر الى أهل دارين فقاتلهم فقتل المقاتله وحوى الذراري , وبعث العلاء عرفجه بن هرثمه الى أسياف فارس فقطع في السفن فكان أول من فتح جزيرة من أرض فارس واتخذ فيها مسجدا وأغار على باريخان والأسياف وذلك سنة أربع عشره.
دعائه
كان العلاء بن الحضرمي من سادات الصحابه العلماء العباد ,مجابي الدعوه اتفق له انه في غزو أهل الرده في البحرين انه نزل منزلا فلما استقر الناس على الأرض نفرت الابل بماعليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم وبقوا على الأرض ليس معهم شيء سوى ثيابهم عليهم ولم يلحقوا منها على بعير واحد ,فركب الناس من الهم والغم مالايحد ولايوصف وجعل بعضهم يوصي على بعض وقد ضنوا الهلاك ,فنادى منادي العلاء فاجتمع الناس فخرج اليهم وقال ايها الناس الستم مسلمين . ألستم في سبيل الله . ألستم أنصار الله قالوا بلى فقال ابشروا فواله لايخذل الله من كان مثل حالكم ونودي بصلاة الفجر فصلى بالناس فلما قضى الصلاة جثى على ركبتيه وجثا ورائه جيشه وأخذ يدعو والجيش من ورائه حتى طلعت الشمس والناس ينظرون الى سراب الشمس يلمع مرة بعد اخرى وهو يجتهد بالدعاء فلما توقف اذا قد خلق الله الى جانبهم غديرا عظيما من الماء القراح فمشوا اليه فشربوا واغتسلوا فلما تعالى النهار اذا بالأبل قد أقبلت من كل فج ولم يفقد الجيش من متاعهم شيئا عليها فسقوها وقد أوشكوا اليأس منها ولما أقترب الجيش المؤمن باله من المرتدين نزل العلاء وباتوا متجاورين معهم وبينما هم في اليل اذا هم يسمعون أصواتا عاليه عند اعدائهم فأرسل العلاء عبداله بن حذف يأتيه بخبرهم فلما أتاهم وجدهم سكارى لايعقلون فرجع الي قائده وأخبره فركب العلاء من فوره والجيش معه فقتلوهم جميعهم واستولوا على أموالهم وحواصلهم وأثقالهم فكانت غنيمه عظيمه
ركوب البحر
وذهب مَنْ فرَّ أو أكثرهم في البحر إلى دارين ، ركبوا إليها السُّفن ، فقال العلاء بن الحضرمي اذهبوا بنا إلى دارين لنغزوَ مَنْ بها من الأعداء )000فأجابوه إلى ذلك سريعاً ، فسار بهم حتى أتى ساحل البحر ليركبوا في السفن ، فرأى أن الشُّقّة بعيدة لا يصلون إليها في السفن حتى يذهب أعداء الله ، فاقتحم البحر بفرسِه وهو يقول يا أرحم الراحمين !! يا حكيم يا كريم !! يا أحد يا صمد !! يا حيُّ يا مُحي !! يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام !! لا إله إلا أنت يا ربّنا !!)000
وأمر الجيش أن يقولوا ذلك ويقتحموا ، فعلوا ذلك ، فأجاز بهم الخليج بإذن الله تعالى يمشون على مثل رملةٍ دَمِثةٍ فوقها ماءٌ لا يغمر أخفاف الإبل ، ولا يصل إلى ركب الخيل ، ومسيرته للسفن يوم وليلة ، فقطعه إلى الساحل الآخر ، فقاتل عدوّه وقهرهم ، واحتاز غنائمهم000ثم رجع فقطعه إلى الجانب الآخر فعاد إلى موضعه الأول ، وذلك كله في يوم ، ولم يترك من العدو مخبراً ، ولم يفقد المسلمون في البحر شيئاً سوى عليقة فرس لرجل من المسلمين ومع هذا رجع العلاء فجاءه بها !!000
وقد قال عفيف بن المنذر في مرورهم في البحر
ألَمْ تَرَ أنّ الله ذَلّلَ بَحْرَهُ ***** وأنزلَ بالكُفّارِ إحدى الجلائلِ
دَعُوْناَ إلى شقِّ البحارِ فجاءنا ***** بأعْجَبَ مِنْ فَلْقِ البحار الأوائلِ
وقد كان مع المسلمين رجل من أهل هجر ، ( راهب ) فأسلم حينئذ ، فقيل له ما دعاك إلى الإسلام ؟)000فقال خشيتُ إن لم أفعل أن يمسخني الله ، لما شاهدت من الآيات !! وقد سمعت في الهواء قبل السَّحر دعاءً { اللهم أنت الرحمن الرحيم ، لا إله إلا أنت ، ولا إله غيرك ، والبديع الذي ليس قبلك شيء ، والدائم غير الغافل ، والذي لا يموت ، وخالق ما يُرى وما لا يُرى ، وكل يوم أنت في شأن ، وعلمت اللهم كل شيئاً علماً } فعلمتُ أن القوم لم يُعانوا بالملائكة إلا وهم على أمر الله )000فحسُنَ إسلامه وكان الصحابة يسمعون منه000
كتاب عمر
كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سِرْ إلى عُتبة بن غزوان فقد وَلّيتُك عملهُ ، واعلم أنّك تقدم على رجل من المهاجرين الأوّلين الذين سبقت لهم من الله الحُسْنَى ، لم أعزِلْهُ إلا أن يكون عفيفاً صليباً شديد البأس ، ولكنّي ظنتُ أنّك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقّه ، وقد ولّيتُ قبلك رجلاً فمات قبل أن يصلي ، فإن يُرد الله أن تَليَ وَليتَ وإن يُرد الله أن يَليَ عُتبة ، فالخلق والأمر لله رب العالمين ، واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله ، فانظر الذي خُلِقْتَ له فاكْدَح له ودَعْ ما سواه ، فإن الدنيا أمدٌ والآخرة مدَدٌ ، فلا يشغلنّك شيءٌ مُدْبِرٌ خيره عن شيءٍ باقٍ شرّه ، واهرب إلى الله من سخطه ، فإن الله يجمع لمن شاء الفضيلة في حُكمه وعلمه ، نسأل الله لنا ولك العونَ على طاعته والنّجاة من عذابه )000
فخرج العلاء بن الحضرمي من البحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة ، فلمّا كانوا بلِياسٍ قريباً من الصِّعاب ، وهي من أرض بني تميم مات العلاء بن الحضرمي ، فرجع أبو هريرة إلى البحرين ، وقدم أبو بكرة إلى البصرة000
أبوهريرة
قال أبوهريرة -رضي الله عنه- : بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع العلاء بن الحضرمي ، وأوصاه بي خيراً ، فلما فصلنا قال لي إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أوصاني بك خيراً ، فانظُرْ ماذا تحبّ ؟)…فقلتُ تجعلني أوذّن لك ، ولا تسبقني بأمين )..فأعطاه ذلك..!!
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبّه أبداً ، رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين !!… وقدم من المدينة يريد البحرين فلمّا كان بالدَّهناء نفِدَ ماؤهم ، فدعا الله تعالى لهم ، فنبع لهم من تحت رَمْلَةٍ فارتَوَوْا وارتحلوا ، وأُنْسِيَ رجلٌ منهم بعض متاعه ، فرجع فأخذه ولم يجد الماء !!
وخرجتُ معه من البحرين إلى صفّ البصرة ، فلمّا كنّا بلياس مات ، ونحن على غير ماءٍ ، فأبدى الله لنا سحابةً فمُطرنا ، فغسّلناه وحفرنا له بسيوفِنَا ، ولم نُلحِد له ودفنّاه ومضينا ، فقال رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دفنّاه ولم نلحد له)…فرجعنا لِنُلْحِد له فلم نجد موضع قبره ، وقدم أبو بكرة