في فضل قراءة سورة الإخلاص مائة مرة ، ولا مائتي مرة،
وما روي في ذلك فضعيف لا يثبت ،
ومن ذلك الحديث المذكور في السؤال ،
فقد جاء عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ قَرَأَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَتَيْ مَرَّةٍ : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مُحِيَ عَنْهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ )
جاء هذا الحديث من طريق حاتم بن ميمون أبو سهل ،
عن ثابت البناني ، عن أنس به .
وهذا طريق ضعيف بسبب حاتم بن ميمون ،
فقد أنكر العلماء مروياته وحكموا عليها بالرد ،
ولذلك ضعفه الترمذي نفسه بعد أن رواه بقوله :
" هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس "،
وضعفه ابن كثير في " تفسير القرآن العظيم
ومما جاء بهذا المعنى أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من قرأ : ( قل هو الله أحد ) مرة بورك عليه ، فإن قرأها مرتين
بورك عليه وعلى أهله ، فإن قرأها ثلاثا بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه ،
وإن قرأها اثنتي عشرة مرة بنى الله له بها اثني عشر قصرا في الجنة
وتقول الحفظة : انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا ،
فإن قرأها مئة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة
ما خلا الدماء والأموال ، فإن قرأها مئتي مرة كفر عنه ذنوب خمسين سنة
ما خلا الدماء والأموال ، وإن قرأها ثلاث مئة مرة كتب له أجر أربع مئة شهيد ،
كل قد عقر جواده وأهريق دمه، وأن قرأها ألف مرة
لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له ) .
يقول الشيخ الألباني رحمه الله :
عن محمد بن مروان عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت – أي الشيخ الألباني رحمه الله – : وهذا : موضوع
آفته محمد بن مروان – وهو السدي الصغير – وهو كذاب ،
وأبان بن أبي عياش متروك .
ولا أعلم في فضل قراءة ( قل هو أحد ) ألف مرة حديثا ثابتا ، بل كل ما روي فيه واه جدا " انتهى.
وجاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة غفرت له ذنوب مائتي سنة )
يقول الشيخ الألباني رحمه الله :
وهذا سند ضعيف جدا ، الحسن بن جعفر الجعفري :
قال الذهبي : ضعفه أحمد والنسائي ، وقال البخاري والفلاس :
منكر الحديث ، ومن بلاياه هذا الحديث .
قلت – يعني الشيخ الألباني – : إلا أنه لم يتفرد به ، فقال السيوطي : أخرجه ابن الضريس في " فضائل القرآن " ،
والبيهقي في " شعب الإيمان " من طريق الحسن بن
أبي جعفر به ،
منقول