تخطى إلى المحتوى

رعاية اليتيم والعطف علية 2024.

  • بواسطة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه

واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .

{ يادمعتي اليتيمه يا أحرفي الأليمه مات ابي فقولى للأنفس

الرحيمه مات ابي فمن لي يُلقي الحنان حولي قولي لهم لعلي ألقىَ

يداً كريمه يادمعتي اليتيمه . }

بهذه الكلمات المؤثرة عبرت فتاة يتيمة عما تشعر به من ألم لفراق

أبيها و إستدراراً لعطف أصحاب القلوب الرحيمة تلك القلوب التى تدمع قلوبها

لدمع اليتيم و تلين مشاعرها عندما تلمح فى عينيه قهراً أو حزناً .

إن لدموع الطفل أثر بالغ فى النفس فما بالنا دموع طفل فقد أباه أو أمه

" مع ملاحظة أن يتيم البشر هو من فقد أباه و يتيم الحيوان هو من فقد أمه "

و ما أشد حرقة هذه الدموع و لوعتها و شدتها على نفس الطفل .

لذلك جاء القرآن الكريم من الرحمن الرحيم سبحانه و تعالى

ليؤكد على حق اليتيم النفسى و المعنوى و المادى .

و جاءت السنة النبوية المطهرة أيضاً مؤكدة لهذا الحق

و وجوب مراعاته .

و ظهر الجانب النفسى و المعنوى فى النهى عن القهر و الظلم لليتيم لما

يعانيه من ضعف و قلة حيلة و حزن دفين لا يستشعره إلا أصحاب القلوب

الرقيقة الطيبة و الله سبحانه وتعالى اعلم بمن خلق و أعلم بما يشعر و بما يعانى .

و عندما حدد الله عز و جل مصارف الصدقات جعل لليتيم فيها نصيباً .

بل و أوصى فى الجانب المادى على مراعاة أموال اليتيم لمن تولى رعايته

و شدد العقوبة لمن يأكل هذه الأموال بآية كريمة تقشعر لها الأبدان

حفاظاً على حقوقه و رحمة به :

" إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا

إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا "

سورة النساء

و لقد وضح الله عز و جل هذا المصير لكل من أكل أموال اليتامى ظلماً

و إستحلالاً و لكنه أباح ان يأكل منها بالمعروف و بما تقتضى حاجته

الضرورية مراعاة لظروف المتكفل .

و لقد إشتكت طفلة يتيمة إلى أخت فاضلة احسبها على خير من أخت أخرى صديقة لنا .

هذه الأخت تجمع أموالاً للأيتام و تدبر لهم إحتياجاتهم و بالطبع جزاها الله

كل الخير على عظيم الصنع و لكنها تحدثت أمام الطفلة اليتيمة لتطلب لها

المساعدة مما جعل الطفلة الصغيرة تشتكى إلى أختى فى الله و تقول لها نحن

لا نحتاج أى شئ و أمى ترعانا و نحن بخير و الحمد لله .

و يعلم الله كم كان الموقف مؤثراً بالنسبة لى .

لذلك يجب أن نراعى مشاعر اليتيم لأن حساسيته للأمور أضعاف الطفل العادى .

و الحقيقة نعانى هذه الأيام من ظاهرة " اليتم المتعمد"

و التى بدأت فى الظهور بشدة ذلك النوع و الذى له أشكال متعددة و كثيرة

و منها على سبيل المثال :

1 – تلك الأم التى تترك أولادها فى أحوج فترات أعمارهم للخادمات

2 – تلك الأم أو ذلك الأب التى تتنازل أو يتنازل عن ابنائهما للزواج من آخر أو من أخرى .

3- قسوة القلب و العنف المبالغ فيه ضد الأطفال و كم نرى

و نسمع هذه الأيام من اطفال تشوهت من أب أو أم بدون قلب .

إن شعور اليتم شعور غاية فى الألم يشعر به الصغير و أحياناً

يصيبنا نحن الكبار عندما نتذكر الأم او الأب رحمهما الله فيا له

من شعور و مهما كان حولك من البشر تظل تستشعر ذلك الشعور الغامض

بالحزن و بإحتياجك لذلك الحنان الذى لا يعوضه البشرية جمعاء و لو إجتمعت

حولك فاليتيم بكل تأكيد سيظل مفتقداً لأحضان أمه الدافئة و قلب أبيه الكبير

و عطائهما الذى لا ينضب و حبهما الذى لا نهاية له .

انظروا لليتيم بعين العطف و الرحمة لترق قلوبكم و تسعدوا مع

الحبيب صلى الله عليه و سلم فى جنات النعيم

أقوال فى اليتيم

من القرآن الكريم :

( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ )

سورة الضحى

و من السنة المطهرة

" أتحب أن يلين قلبك ، و تدرك حاجتك ؟

ارحم اليتيم ، و امسح رأسه ، و أطعمه من طعامك ،

يلن قلبك ، و تدرك حاجتك "

خليجية
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.