تخطى إلى المحتوى

خطر نقص المياه يهدّد الشرق الأوسط احمد الشقيري 2024.

خطر نقص المياه يهدّد الشرق الأوسط قلم احمد الشقيري

بحلول عام 2025، سيعيش 1.8 مليون شخص في بلدان أو مناطق تعاني من ندرة المياه
بصورة كبيرة، كما سيواجه ثلثا سكّان العالم مشكلة في توفّر المياه النظيفة

بقلم أحمد الشقيري

تواجه منطقة الشرق الأوسط مخاوف متزايدة من مشكلة قلة توفّر المياه النظيفة حيث
تتزايد أعداد الناس الذين يواجهون صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب
بصورة مستمرة في المنطقة. وقد ازدادت الحاجة للبحث عن مصادر جديدة للمياه
النظيفة بعد ارتفاع الطلب عليها بصورة ملحوظة وتزايد نسبة التلوث الحاصل في
البيئة على مستوى العالم، ما ضاعف من حجم المشكلة.

ولا شك في أن منطقة الشرق الأوسط قد بات مؤخراً منطقة نشطة من الناحية
الاقتصادية. ويظهر ذلك في التوسّع الكبير الذي طرأ على البنى التحتية فيها،
وارتفاع نسبة السكّان وزيادة النمو الاقتصادي. لكن وبوجود مثل هذه التطورات
والنشاطات الواسعة، أصبح كل بلد من بلدان المنطقة في مواجهة خطر كبير يتمثّل في
كيفية توفير الكمية المطلوبة من المياه النظيفة لسكّانه بشكل متواصل.

وعلى نطاق الدول العربية، تعتبر الأردن وسوريا ولبنان ومصر من بين أكثر الدول
المعرضة لخطر ندرة المياه الصالحة للشرب. ويعاني 15% من سكّان العالم العربي من
عدم توفّر المياه النظيفة، كما أن 30% من سكّان المنطقة لا تتوفر لهم أنظمة
مناسبة للمجاري أو الصرف الصحي، وتقع النسبة الأكبر من ذلك في السودان التي
يفتقر 70% من سكّانها إلى مثل تلك الخدمات.

وبصورة عامة تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر المناطق التي تعاني
من ندرة المياه في العالم، بسب النمو السريع في عدد السكّان بنسبة تتراوح ما
بين 2.6% و2.2%.

وفي السنوات الأخيرة، تراجعت كمية المياه المتوفرة لكل شخص بشكلٍ كبير.

وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي فقد "شهد القرن العشرين زيادة عدد سكّان
العالم بنسبة أربعة أضعاف وزيادة معدل استهلاك المياه النظيفة بنسبة تسعة
أضعاف. وفي الأصل، يقطن 2.8 مليار شخص في مناطق تواجه نقصاً في المياه، وسيرتفع
هذا العدد إلى 3.9 مليار شخص في عام 2030، وبحلول ذلك الوقت قد تؤدي ندرة توفر
المياه إلى تقليل نسبة المحاصيل الزراعية بنسبة 30 بالمائة".

وستشكّل مسألة نقص المياه العذبة خطراً كبيراً في هذه المنطقة في المستقبل
القريب. ونتيجة لذلك بدأت الحكومات بتبني خطوات جادة لحلّها، مثل رفع مستوى
الوعي بين الناس حول أهمية الموضوع من خلال توجيه رسائل مباشرة تشجّعهم على
المساهمة في الحد من الإسراف في استهلاك المياه.

ولا شك في كون الماء أثمن المصادر التي وهبنا إيّاها الخالق، فهو ضروري في جميع
مشاريع التنمية الاقتصادية المجتمعية والمحافظة على نظم بيئية صحية.

وفي المملكة العربية السعودية، قامت وزارة المياه والكهرباء مؤخراً بإطلاق حملة
"أنقذوا المياه السعودية" التي تستهدف الوصول إلى كل فرد في المملكة وتشجيعه
على المساهمة في توفير المياه، وأن يكون أكثر وعياً في طريقة استخدامها.

إن لكل قطرة من الماء قيمة لا تقدّر بثمن، ولا بد من أن يدرك الناس في كل مكان
أن بإمكانهم إحداث فرق كبير عبر القيام بخطوات بسيطة تقلّل من استهلاك المياه.
ولنتذكّر جميعاً قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَجَعَلْنَا مِنَ
الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيّ*). الأنبياء/30

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.