تواصل حملة أرشدني التي تنظمها الشؤون الاجتماعية
بالتعاون مع العوين وعيد الخيرية رصد السلوكيات المنحرفة بالمدارس الإعدادية والثانوية بمختلف المناطق القطرية، لمعالجتها والتوعية بخطورتها على مستقبل الطلاب.
ويقبل أولياء الأمور خارج وداخل الدوحة على الاختصاصين الاجتماعين بالمدارس للتعرف على أساليب اكتشاف الانحراف المبكر وكيفية.
ونظمت مدرسة عبد الرحمن بن جاسم الإعدادية ورشة حول معالجة السلوكيات الخاطئة عند المراهقين، والتصرف السوي عند اكتشاف علامات الإدمان.
وتناول الدكتور علي بن محمد الشبيلي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض كيفية إحلال السلوك القويم بدل السلوك الخاطئ، والأسلوب الأمثل لعلاج إدمان الإنترنت والجوال.
واستعرض الشبيلي قصصا من سير الصالحين حول مخافة الله -عز وجل- ودور الشباب في النهوض بالأمة.
وبين أسامة خليل الاختصاصي الاجتماعي بالمدرسة أن الورشة شهدت حضور 150 طالبا والعديد من أولياء الأمور إلى جانب الإدارة وطاقم التدريس بالمدرسة.
إلى ذلك نظمت المدرسة في إطار حملة أرشدني محاضرة بعنوان الصاحب ساحب، تناولت أثر الصحبة السيئة على الانحرافات، والعديد من الأمراض الاجتماعية.
وتناولت المحاضرة التي حضرها أكثر من 100 طالب تعزيز مهارات الحياة، والطرق المناسبة لعلاج المشاكل الاجتماعية وسط الطلاب.
ورأى خليل أن حملة أرشدني خلقت أثرا طيبا في الوسط التعليمي، ومكنت المدارس من المساهمة في علاج أمراض المجتمع.
وأضاف خليل أن الحملة لم ترصد الكثير من الانحرافات، «فهي –أساسا- تعمل على الوقاية
من السلوكيات الخاطئة، وتحصن الطلاب ضد مخاطر العصر».
وأكد خليل أن الورشات التي نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية لاختصاصي المدارس مكنتهم من التعرف على أدوات اكتشاف مظاهر الإدمان المبكر.
ونبه إلى أن الاختصاصين رصدوا حالات تعاطي اسويكة والتدخين وبعض السلوكيات الخاطئة، دون أن نلاحظ تعاطي مخدرات بين الطلاب.
ونظمت المدرسة الأسبوع الماضي لقاء مع أولياء الأمور لتوعيتهم بعض الانحرافات الجديدة على المجتمع، كما أعدت مطويات عن خصائص المراهقة.
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية أطلقت حملة أرشدني للتدخل المبكر والتعامل مع أعراض الانحراف لدى طلاب المدارس.
وتعمل الحملة التي تستمر طوال العام الدراسي على توعية الأسر بمفهوم الحياة الاجتماعية، وآليات التعامل مع المنحرفين والمعرضين للانحراف.
ويساعد الاختصاصيون الاجتماعيون المنحرفين على اتباع السلوك السوي الذي يخلق منهم أفرادا منتجين «يتطلعون للأفضل على المستوى العلمي والأخلاقي والديني».
ونفذت الحملة العديد من الدورات والبرامج لتأهيل المرشدين على اكتشاف السلوكيات المنحرفة، «وأهمها الإدمان بكافة أشكاله».
وأعدت الشؤون الاجتماعية معاير وآليات محددة لتقييم نشاط المدارس المنخرطة في الحملة.
ورصدت المدرسة جوائز مالية بقيمة 350 ألف للمدارس الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى سيتم توزيعها في حفل ختامي نهاية العام
الدراسي الحالي.
وناشدت وزارة الشؤون الاجتماعية المجتمع المشاركة في فعاليات وبرامج الحملة، التي تؤسس لعمل مشترك في ميدان حماية الأخلاق.
وانخرط في برامج وفعاليات الحملة العديد من المدارس الإعدادية والثانوية، إلى جانب العديد من الجهات التربوية والصحية والأهلية التي أخطرت الوزارة باستعدادها للمشاركة.
وتكتسي الحملة أهميتها من كونها تستهدف المجتمع، وتمكن اختصاصي المدارس من اكتشاف أعراض الانحراف بين الطلاب مبكرا لعلاجها وتحويل الحالات المستعصية لجهات الاختصاص.
وتنفذ الحملة برامج وفعاليات موجهة للآباء والأمهات عبر وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحف محلية، إلى جانب اللوحات الدعائية في الشوارع والمجمعات التجارية.
وتعمل حملة أرشدني على تكوين قاعدة بيانات تحوي أهم السلوكيات الانحرافية لإثراء الأبحاث والدراسات، ما يساعد في رسم الخط والبرامج التوعوية لمواجهتها واحتوائها.
وركزت الورشات التي نظمتها الوزارة بشيراتون الدوحة على تزويد الباحثين بالمفهوم الحديث للإبداع، والتعامل مع المدمنين وأسرهم، وعرض أحدث الدراسات حول تشخيص الإدمان وعلاج المشاكل النفسية والاجتماعية المصاحبة.
وتعرف الاختصاصيون على الطرق العلمية المعتمدة في تقييم قيم الإرشاد النفسي والاجتماعي عند التعامل مع المدمنين، وكيفية إكساب الاختصاصين الاجتماعين قواعد ونماذج العلاج المرتكز على الحل.
وتابعوا عروضا حول معالم الاضطرابات السلوكية والمعرفية ومبادئ العلاج الفردي والأسري، إضافة إلى المراحل السيكولوجية لأسرة المدمن.
واستعرض المكونون فنيات ومهارات المقابلة الإرشادية، وأكثر النماذج شيوعا في التعاطي مع المدمنين وأسرهم، إلى جانب «تمثيل أدوار للتدخل مع الأزمات النفسية المصاحبة للخلاف الأسري نتيجة الإدمان».
وشارك في الورشات العديد من الاختصاصين التربوين والاجتماعين والنفسين من مجالس التعليم والصحة، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات الخيرية والفاعلين في المجتمع المدني.