دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.
تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2024 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2024.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين. 2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2024
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب
– غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية
– بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا"
– معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة
– الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب
– نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،
دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2024 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2024.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين.
2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2024
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب
– غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية
– بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا"
– معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة
– الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب
– نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،
السودان
دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2024 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2024.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين.
المساحة
2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2024
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب
– غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية
– بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا"
– معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة
– الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب
– نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
ويتوزع المسلمون على معظم القبائل الموجودة في الشمال، وخاصةً الدينكا التي يوجد فيها نسبة لا يُستهان بها من المسلمين، ومنهم السلطان عبد الباقي زعيم سلاطين المسلمين في جنوب السودان ورئيس مجلس شوري تجمع مسلمي جنوب السودان، وهو مجلس وليد لم يتجاوز عمره 6 أشهر، ويقوم على الانتخاب في الولايات العشر، والتي تنتخب فيما بينهما منصب الأمين العام، وهو أيضًا رئيس مجلس الشورى، بينما تعيِّن حكومة الجنوب رئيس المجلس، وقد اختارت له الطاهر بيور صديق سيلفا كير، والذي عيَّنه أيضًا مستشارًا له لشئون المسلمين.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
الخريطة تبين السودان الجديد حسب المخط الأمريكي لتقسيمه
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وجنوب السودان.
وتقسيم السودان فرضته مصلحة اسرائيل وامنه حتى لا يستغل موارده ليصبح دولة قوية رائدة فى البعدين العربى والافريقى وهومؤهل لهده القيادة ..قوة عسكرية لا يستهان بها قوة اقتصادية هائلة ارض واسعة فكرسياسى خلاق وبدائل متجددة.
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،
دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الاتحاد الافريقي وهي أكبر الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة. تقدر مساحته بأكثر من اثنين مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده ،يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومن الجنوب الشرقي أوغندا وكينيا، يقسم نهر النيل الدولة إلى شطرين شرقي وغربي. الخرطوم أو "العاصمة المثلثة" كما تعرف هي عاصمة السودان سميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم – أم درمان -الخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهد لأقدم الحضارات العريقة، استوطن منذ 3000 سنة قبل الميلاد لشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة والتي تداخلت مع تاريخ مصر الفرعونية والذي كان موحد سياسيا على مدى فترات طويلة. شهد السودان حرب أهلية مستمرة لقرابة 17 عام منذ إعلان الاستقلال وتلتها صراعات قبلية ودينية واقتصادية بين قبائل شمال السودان (ذات الجذور العربية والنوبية) والقبائل الأخرى في جنوبه. الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب أهلية ثانية في عام 1983، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية، قاد العميد عمر البشير انقلاب عسكري في عام 1989 أطاحت بحكومة الأحزاب برئاسة الصادق المهدي، وأعلن نفسه رئيسا لجمهورية السودان.تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2024 إثر توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان د.جون قرنق وتم وضع حد للحرب الأهلية ومنح إقليم جنوب السودان حكم ذاتي ويعقبها استفتاء حول الوحدة أو الاستقلال في العام 2024.يعتبر اقتصاد السودان من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم خصوصا بعد اكتشاف الموارد الطبيعة والنفط والبترول وتعتبر جمهورية الصين الشعبية واليابان أكبر شركاء تجارين.
2,503,890 كم2 (10)
967,495 ميل مربع
عدد السكان طبقاً لإحصائيات 2024
32 مليون نسمه
مسلمو جنوب السودان جزء من مقال للأستاذ أحمد سبيع
– لجئوا إلى الأسماء المسيحية والقبلية هربًا من بطش أمراء الحرب
– غياب تعاليم الإسلام دفعهم إلى الانسجام في الحياة القبلية
– بحر الغزال معقل المسلمين الأكبر ولهم نسبة مؤثرة في "الدينكا"
– معاهدة السلام أجبرت الحركة على منحهم مميزات كانت محرمة
– الملك فاروق اختار "ملكال" لتشيد أول مسجد لهم في الجنوب
– نسبة المنضمِّين إلى الإسلام في تزايد بفضل الخلوات والأوغندين
ولايات جنوب السودان
يتكون جنوب السودان من 10 ولايات، موزعة في 3 أقاليم كبرى، الأول: هو إقليم بحر الغزال المتاخم لإقليم دار فور وعاصمته واو، ويحده إفريقيا الوسطى. والثاني: إقليم الاستوائية المتاخم للكونغ الديمقراطية وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا. وأخيرًا: أعالي النيل وعاصمته ملكال، وهو الإقليم الأكثر ارتباطًا بالشمال؛ نتيجة التصاقه به ويحده دولة إثيوبيا، وبذلك ترتسم حدود الجنوب مع دول إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو "زائير سابقًا" وإفريقيا الوسطى.
وجنوب السودان بأقاليمه الثلاثة ليس وحدة متصلة؛ حيث تصعب الحركة بين الأقاليم الثلاثة التي تمثل نصف مساحة السودان تقريبًا، في الغرب، حيث إقليم بحر الغزال، يصعب بل يستحيل التواصل مع إقليم أعالي النيل في شرق السودان، وحتى التواصل بين بحر الغزال مع الجنوب؛ حيث إقليم الاستوائية يتمُّ من خلال الطائرة التي تستغرق مدة الطيران فيها من جوبا إلى واو حوالي 150 دقيقة، وهناك صعوبة بالغة في التواصل بينهما من خلال الطرق البرية، أما أعالي النيل فمن يريد أن يصل إليها من الإقليمين الآخرين عليه أن يذهب إلى الخرطوم ويستقل الطائرة إلى ملكال.
وتعدُّ قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب وأكثرها تأثيرًا في صناعة القرار؛ نتيجة اهتمام القبيلة منذ زمن بعيد بتعليم أبنائها في المدارس الإثيوبية التابعة للإرساليت التنصيرية في الجنوب، ثم الجامعات الخارجية، وخاصةً الولايات المتحدة وكينيا وأوغندا، وتركَّز الدينكا في إقليم أعالي النيل، ويليها في نفس الإقليم قبيلة النوير، ومعها في نفس المرتبة قبيلة الشلك، والتي منها لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية، ثم قبيلة الفراتيت التي تتركَّز في بحر الغزال، ثم القبائل الاستوائية التي تتركَّز في إقليم الاستوائية، ويلي ذلك العشرات بل المئات من القبائل، سواء المنشقة عن هذه القبائل الكبرى أو القبائل الأخرى ذات التأثير المحدود، ومنها الزاندي وجور والبنقو والبور والهبتانية والحمر والرونق.
التعداد ونسبة المسلمين الجنوبين
حتى كتابة هذه السطور ليس هناك إحصاء رسمي، سواء في الحكومة المركزية أو حتى في حكومة الجنوب بعدد الجنوبين، سواء الذين يسكنون في الأقاليم الثلاثة أو من الموجودين في شمال السودان أو خارج البلاد، إلا أن التقديرات شبه المؤكدة تقول إن عدد سكان أهل الجنوب مجتمعين لا يتجاوز 10 ملاين نسمة، منهم أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي في الشمال، بينما تؤكد حكومة الجنوب أن تعداد أهل الإقليم مجتمعين يتجاوز 12 مليون نسمة، منهم ما يربو على ربع المليون في الشمال، وبنفس الغموض في تعداد سكان الجنوب، هناك غموض آخر في التوزيع النسبي للديانت المختلفة، وخاصةً الإسلام والمسيحية واللادينين أو الوثنين، كما يطلق عليهم؛ حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي، تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل اللادينيون 65%، وهو نفسه التقرير الذي اعتمدت عليه الهيئات الدولية في تقريرها الرسمي عن توزيع السكان في الجنوب، حسب العقيدة.
لكن هذه الخريطة شهدت تغيُّرًا خطيرًا، فطبقًا لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمع المسلمين في جنوب السودان؛ فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها نسبة اللادينين 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%، وهي الإحصائيات التي أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى الحركة الشعبية بأن يتمسكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب؛ حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلين face=∓quot"rdinlAb.BRsz5وعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، وتلي ولايات بحر الغزال ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديدًا مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخاصة في منطقة أبي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، والتي تمَّ ضمها مؤخرًا طبقًا لقرار التحكيم الدولي في أحقية أهل المسيرية المشاركة في استفتاء تحديد المصير ضمن منطقة أبي ذات الأغلبية من قبيلة الدينكا؛ باعتبارهم من أهل الإقليم وتوطَّنوا به منذ عشرات السنوات، وهو ما أخلَّ بالتوازن الديني في الاستفتاء المرتقب؛ خاصةً أن الأعداد المنضمَّة من قبيلة المسيرية شبه معروفة بخلاف بقية المدن والمناطق، إلا أن الخلاف تمَّ تسويقه على أنه خلاف على حقول البترول، وليس خلافًا على نسبة التمثيل الديني.
65مسجدا في جنوب السودان
في الولايات العشر أكثر من 65 مسجدًا جامعًا، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال أعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، والذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضًا، وتوزَّع المساجد في الجنوب كالآتي:
– 18 مسجدًا في إقليم الاستوائية.
– حوالي 24 مسجدًا في بحر الغزال، ومثلها تقريبًا في إقليم أعالي النيل.
خريطة التقسيم
تقسم السودان الى ثلاثة دول
دارفورالكبرى
وشرق السودان
وحركات التمرد الحالية كلها تدعم مخط اسرائيل الرامى الى تفتيت السودان وحدته.
استراتيجية أمريكا تجاه السودان؛ خطة دولة إستعمارية لتمزيق البلاد
وعن الدور العربي والإفريقي في القضيه
ما زالت الجهود الشعبية والرسمية تجري بالسودان لدعم الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الانفصال على السودان والقارة الافريقية أجمع، الى جانب ضرورة الوقوف في وجه الاستهداف الغربي للبلاد، وبات الدور الافريقي والعربي مهما في هذه المرحلة تجاه السودان، وفي هذا الصد اعلنت بعض الدول الافريقية دعمها لوحدة السودان من خلال زيارة بعض الوفود الافريقية الاخيرة للسودان والمباحثات المشتركة مع قيادات الدولة حول عدد من القضايا المشتركة، الا أن الدور العربي حول دعم قضايا السودان والوقوف معه في مواجهة التحديات العالمية والاستهداف الغربي ما يزال ضعيفا بل يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الدعم فيما اختلف المراقبون والمحللون السياسيون حول على من يجب أن يعتمد السودان في تصديه للهيمنة الخارجية والاستهداف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المحكمة الجنائية الدولية.
ويقول البعض إن على السودان التعويل في هذه المرحلة على الدور الافريقي لجهة أن توجهات العديد من الرؤساء الافارقة والاتحاد الافريقي تصب في اتجاه يعزز من الموقف السوداني في التصدي للتحديا الدولية والاقليمية، ويرى محللون آخرون أنه يجب عدم تجاهل دور بعض الدول العربية ذات القضايا المشتركة مع السودان واتخاذ منهجية متوازنة تجاه الدور العربي والافريقي معا.
*دفع الثمن
في اتجاه اكثر تمحيصا يرى مراقبون أن بعض الدول العربية وموقفها الحالي عن ما يجري في السودان يؤكد أن السودان موعود بتحديات كبيرة سيقف وحده في مواجهتها بالرغم من أن عددا من هذه البلدان اعلنت الوقوف الكامل مع القضايا السودانية وعلى رأسها وحدة اراضيه، لكن موقف دول عربية اخرى ما زال غامضا ويؤكد ذلك حديث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن "السودان يدفع ثمن الإنفصال وللأسف فإن هناك دولاً عربية شاركت الجنوبين في مساعيهم للانفصال"، وذلك خلال زيارته لليمن امس الاول التي اكد فيها دعم مساعي الرئيس اليمني لإيجاد مخرج لليمن لأن الوحدة اليمنية قامت على أساس اختيار الشعب اليمني"، والمعروف أن اليمن يواجه شبح الانقسام كما هو الحال مع السودان. واوردت صحيفة العرب اونلاين في كلمتها امس أنه قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب نشطت الآلة الصهيونية لفرض الأمر الواقع والوصول بالاستفتاء إلى إقرار التقسيم والانفصال التام ل"دولة الجنوب" لتحقيق خطوة إضافية في جهودها لتفتيت الدول العربية وإحداث كانتونات قزمية تتولى محاربة الوحدة وتخريب أي محاولة للتكامل ولو في مداها الاقتصادي، واشارت الصحيفة الى أنه الآن لم يعُد التنازل مجديا ولا الحوار الوطني المتسرّع كافيا في السودان لوقف ما وصفته بالمؤامرة التي بلغت مراحل متقدمة، واعتبرت أن حكم المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخفي وراءه مسائل أهم، الى جانب فرض تشريع التدخل الخارجي لفرض التفتيت والتقسيم تحت مبر تمكين مختلف الأعراق والثقافات من تكوين دول تخدم مصالحهم، وهو مبر كاذب لأن الهدف هو تفتيت الأقطار العربية وفرض التجزئة على الأمة وإلهاؤها عن قضاياها المصيرية بدءا من التحرير مرورا بالتكامل الاقتصادي والسياسي وصولا إلى الوحدة الشاملة، وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من الملاحظ أن المنظومة العربية كل "بما في ذلك الجامعة العربية" صارت تتجنب الخوض في أي قضية تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل طرفا فاعلا فيها. ويبدو أن على السودان أن يعي جيدا لمثل هذه التحليلات التي ربما لاتخلو من صواب.
من ناحية الدور المصري كدولة اقرب الى السودان من غيرها ظلت مصر تؤكد أنها تدعم وحدة السودان ارضا وشعبا وتعمل على مساعدة السودان في تحقيق وحدته وتفادي الانقسام، وآخر ما قامت به الادارة المصرية اعلانها عن منحة ستقدمها لحكومة جنوب السودان بقيمة 300 مليون دولار لتمويل مشاريع مياه وكهرباء في اطار ما وصفته بسعيها إلى بناء الثقة مع دول حوض النيل، وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علم لوكالة رويترز: أنه استمراراً للتحرك المصري الناجح تجاه دول حوض النيل وبخاصة السودان الشقيق، رصدت الحكومة أكثر من 300 مليون دولار كمنحة لا ترد لحكومة جنوب السودان.
والجدير بالذكر أن مصر تخوض حربا خفية مع دول حوض النيل للحفاظ على حصتها من المياه التي ترى دول الحوض أنها تؤثر على حصها وتمنح مصر الكمية الاكبر، وايضا اعلنت مصر امس الاول عن إنشاء وحدة خاصة لتقديم الخدمات والدعم الفني لجنوب السودان تبع الصندوق المصري للتعاون الفني مع جنوب أفريقيا، فيما رفض مصدر مصري رسمي وصفه بأنه اعتراف مسبق بانفصال الجنوب، -حسبما نقلت صحيفة الشروق الجديد- واضاف ذلك المصدر المصري بقوله لن نتخلى عن الشمال، هذا أمر غير وارد.. نعم هناك حساسيةٌ ما الآن ولكن ذلك لا يعنى أننا بصد التخلي عن الشمال خاصة ونحن نرى الجنوب متجها لانفصال أصبح فى حكم المقر هكذا قال المصدر فى معرض شرحه للقرا المصري، وقد فسرت تقارير اعلامية هذا التحرك بأن مصر تكون بهذا قد ارسلت أقوى مؤشرات الاعتراف بانفصال جنوب السودان.
*موازنة موضوعية
يقول الخبير السياسي ومدير مركز الدراسات السودانية د. حيدر إبراهيم في حديث ل(السوداني) إن السودان منذ استقلاله اضاع فرصة أن يكون قطرا عربيا افريقيا وكان من المرشح أن يكون جسرا بين العرب وافريقيا الا أن النخبة التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد آنذاك مالت الى العرب بصورة غير منهجية ولا علمية ولم تراع فيها مصلحة السودان لان السودان مع العرب يكون في المرتبة ما بعد العشرين ومع افريقيا يكون في المركز الثاني او الثالث، كما قر أن يكون مع الدول العربية عوضا عن أن يكون في مقدمة الدول الافريقية، ويضيف أن فهم النخبة الحاكمة بداية نهوض السودان كان خاطئا للعروبة ونظر اليها من الناحية العرقية وليس الثقافية وقال إن المسألة ليست بجديدة، ولكن ينبغي على السودان أن يقوم بموازنة موضوعية ومنهجية حول العلاقة مع العرب والافارقة في هذا الوقت.
كما يرى استاذ العلوم السياسية عبد الرحمن ابو خريس في حديثه ل(السوداني) أن السودان يعول في هذه المرحلة على الدور الافريقي وأن الاتحاد الافريقي له دور جيد في المستوى القطري كما أنه يسعى لتسجيل مواقف ايجابية تجاه كل القضايا الافريقية وانجاز المشاريع، حتى أن بعض الزعماء العرب لديهم مواقف مغايرة للمواقف الدولية ويعلمون أن الغرب وامريكا على وجه الخصوص تستهدف الموارد الاقتصادية في الدول الافريقية لان ما بها من موارد اكثر من ما هو في الدول العربية، كما أن معظم مواقف الرؤساء الافارقة تصب في اتجاه يمكن أن يعول فيه السودان على الدور الافريقي خلال المرحلة المقبلة، ويضيف ابو خريس أن على السودان أن ينتهج سياسة خارجية تعزز المصداقية في التعامل مع القضايا الدولية، كما أن امر الوحدة والانفصال هو امر دستوري ولكن لابد أن يبصر السودان العالم بمخاطر الانفصال والتشجيع على الوحدة، مؤكدا أن الدول التي تدعم انفصال الجنوب لم تدرس موقفها بعناية. ويقول إن مصر اصبحت لا تفكر الا في نفسها كما أنه لم يعد لها دور محوري على الصعيدين العربي والافريقي، وعليها الآن أن تتوسط بايجابية في حل قضية دارفور ولكن ما زلنا نطمع في دور مصري ايجابي حتى اذا حدث اي فشل في الدوحة يمكن أن تنقل المفاوضات الى مصر إكمالا للدور القطري.
وبعد تباين وجهات النظر ربما يكون على السودان بالفعل النظر بعين اكثر فحصا لأدوار كل من يقفون حوله ثم التعويل على الأصدق قولا والافضل فعلا،
تقسيم السودان بين خبث الخارج وغفلة الداخل
يزيد حمزاوي | 1/4/1426 ه
نقلاً عن موقع المسلم
لا تزال القضية السودانية تراوح مكانها، منذ عقود من الزمن دون أن تجد حلاً لها، بل يمكن القول: إن الحالة السودانية المَرضية تتفاقم يوماً بعد يوم، ويبدو أن المسؤولين السودانين عاجزون تماماً عن تحريك الوضع نحو الأفضل، ويرى مراقبون محليون ودوليون أن القضية السودانية تم تدويلها في الكواليس منذ زمن بعيد، ولم يعد يملك السودانيون- خصوصاً الحكومة- زمام الأمر لخروجه من يديها وانتقاله إلى أيدي قوى دولية معادية، كالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
كما أن المتبع للوضع الداخلي السوداني، لا يمكنه بحال أن يتفاءل بمستقبل البلاد؛ لأن الانقسامات بين أبناء الشعب تعمقت أكثر من أي وقت مضى، مما يحول دون الاتفاق على مبادئ مشتركة بين السودانين، وإن هذا التعدد في الأحزاب والرؤى السياسية والأيديولوجية المتضاربة وصراعها المستمر، يُنبئ بأن اللُحمة السودانية صارت ضربا من المثالية.
لكن الأخطر من ذلك أن هذه الأحزاب والتيارات المتفرقة والمتنابذة، في غفلة شعورية أو لا شعورية، عن خطر تقسيم السودان الذي يلوح في الأفق، والذي تُخط له دول كثيرة، و ملامح التقسيم واضحة المعالم وتكشف يوماً بعد يوم، والغريب أن الحكومة السودانية تضع رأسها في الرمال، ولا تُريد رؤية الحقيقة، لمجرد أنها تُريد البقاء في السلطة دون إزعاج.
كما أن حكومة الإنقاذ الوطني، بزعامة البشير، تواجه خطر التقسيم بالمُسكنات كالتصريحات الإعلامية، والتظاهرات المنظمة المشكوك في ولائها، ومخاطبة العالم الخارجي بلغة خشبية، والتي لا يرغب في سماعها أحد، الأصدقاء قبل الأعداء، فالعالم يريد حلولاً سريعة للقضاي الداخلية ومشكلة دارفور وجنوب السودان، ولم يعد يقبل بالتسويف والتهرب والمماطلة على حساب معاناة المواطنين.
كما أن حكومة الإنقاذ، في خطوات ينقصها الكثير من الحنكة السياسية، تقوم بتأليب الرأي العام الداخلي على نفسها، لاسيما خطوة الصدام مع تيار الترابي والزج بكوادره في السجون، وعلى رأسهم زعيم التيار حسن الترابي، الذي كان بالأمس القريب أحد حلفاء الإنقاذ، بحجة التخطيط لانقلابات وهمية، ولا يمكن تجاهل أن هذا التيار المتجذر في البلاد يملك شعبية واسعة بين كافة الشرائح في السودان، وإن استعداءه هو الحكم على الإنقاذ بالعُزلة السياسية والاجتماعية والشعبية، بل والدينية.
وبصد ذكر العزلة الدينية، فالمراقب للأوضاع السودانية عن كثب يلمس هذا التوجه الحثيث للنظام السوداني نحو العَلمنة، وتخلي الإنقاذ عن برنامجه الإسلامي، الذي طالما ادعت بأنه منهجها في الحياة والحكم، وقد ذكر الكثير من أنصار الشريعة الإسلامية في السودان أن البلاد تشهد تراجعا كبيرا في تطبيق الشريعة الإسلامية، ويبرز ذلك في انتشار بعض الآفات الاجتماعية المحرمة كالخمر والمخدرات والفساد الأخلاقي، دون أن تتحرك السلطات لإيقاف ذلك.
و ليس الأمر صدفة أو تقاعساً من السلطة في تطبيق الشريعة، وإنما الأمر متعلق بتطبيق اتفاقات نيفاشا ونيروبي مع الجنوبين، فجون كرنغ (زعيم المتمردين الجنوبين النصارى)، حرص على أن يتضمن الاتفاق "التاريخي" بنوداً تنص على أن يكون السودان دولة علمانية، وعلى ضرورة إلغاء الحكم بالشريعة الإسلامية من الدستور المزمع إنشاؤه، وقد وافقت الدولة بتوقيعها على جميع البنود، وفي حال عدم تطبيق بند عَلمنة الدولة ودستورها، فسيكون من حق الجنوبين نقض الاتفاق، مما يعني التصويت لانفصال الجنوب عن السودان بعد خمس سنوات، وهذا ما تخشاه الحكومة ولا تريده، مما يدفعها للمزيد من التنازلات مقابل إرضاء الجنوبين للإبقاء على وحدة التراب الوطني.
وفي هذا الإطار يعتقد بعض المراقبين أن من أهداف انفصال الجنوب عن السودان، و حتى في ظل بقائه بيد فئة نصرانية معادية للإسلام، في حال الوحدة، فإن الجنوب سيغدو حاجزاً قوياً يمنع تدفق الحضارة العربية الإسلامية إلى أفريقيا، مما يعني قطع الحبل السُري بين الأمة الإسلامية وأفريقيا، في الوقت الذي تنشط هناك الكنائس التنصيرية المختلفة، التي تلقى الدعم الدولي الكافي لتنصير أفريقيا، وتُهدد الأقليات المسلمة في وجودها الحضاري ومستقبلها السياسي، كما أن المخطات الأمريكية والإسرائيلية تنص على استقلال الجنوب عن الدولة الأم، لكون الجنوب يتمتع بثروات طبيعية هائلة، خصوصا النفط والمياه وغيرها من الموارد، وهذا ما يُفسر الاهتمام الأمريكي بتلك المنطقة الإستراتيجية.
إضافة إلى الوجع في الجنوب هناك أوجاع أخرى في دارفور، ولا يَسلم الشمال والوسط، فحسب بعض التقارير السرية فإن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لمنح الاستقلالية لمنطقة دارفور، وسيتم إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة عليها مجاورة لدولة التشاد وليبيا.
ويقول الدكتور عمر المهاجر(الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، الكائن مقره بهولندا، والمكلف بلجنة المتابعة للمركز بالخرطوم) إن هناك مخطاً ثالثاً، يتمثل في إنشاء دولة مستقلة في الوسط والشمال، وستكون تحت إدارة أمريكية وبموافقة مصرية؛ لأن أمريكا تُريد في نفس الوقت تشكيل ضغط على مصر، بحكم أن الدولة التي ستنشأ ستتحكم في تدفق مياه نهر النيل، الذي يُعد شريان حياة المصرين، فمصر تعتمد على 97 بالمئة من احتياجاتها المائية التي تأتيها عبر الحدود السودانية، وبدأ بالفعل بعض الخبراء والسياسين يتحدثون عن ضرورة تقليص حصة الأسد المصرية من الماء، التي تبلغ 50 مليار متر مكعب يومياً، بينما تبلغ حصة السودان 18 مليار متر مكعب يومياً.
فمصر مضطرة لمسايرة الإرادة الأمريكية في السودان، خشية احتمالات غير مدروسة قد تهُد الأمن القومي المصري في قضية المياه، لذلك يعتقد عمر المهاجر أن مصر لا ترغب في تدخل الدول العربية أو الأفريقية في القضايا السودانية، طالما هناك تفاهم مصري أمريكي حول مستقبل المنطقة.
وطالما تحدثنا عن الدول العربية، فإنه من الغريب حقاً أن الجامعة العربية صامتة صمتاً مريباً، وتُغمض عينيها عن المخطات التي تُحاك لتقسيم السودان، والدول العربية لا تريد التدخل في الموضوع كأن الأمر لا يعنيها، ولم يَرقَ موقف الأنظمة العربية حتى إلى سقفه المُعتاد، وهو سقف التنديد والشجب والاستنكار، ولقد توالت القمم العربية، قمة بعد قمة، كان أخرها قمة الجزائر، دون أن تُطرح مشاكل السودان على بساط النقاش، أو تُقدم اقتراحات عملية تُخف من آثار الأزمة وتجنب مصيبة التقسيم، فكأنما الأنظمة العربية لا تُدرك أبعاد التقسيم الإستراتيجية في تغيير خارطة المنطقة، ويمكن تفسير الموقف العربي الخاذل من القضية السودانية، بأنه يعود لخضوع الأنظمة العربية للهيمنة الأمريكية، التي تتفرد بالتدخل، متى شاءت وكيفما شاءت، في القضايا العربية والإسلامية، دون رقيب أو حسيب.
أما التعويل على الموقف الأفريقي، وانتظار الحلول منه، فهو غير منطقي لأسباب كثيرة، أهمها أن أفريقيا برُمتها ترزح تحت النفوذ الأمريكي والأوروبي، خصوصاً فرنسا، فهذه الأخيرة تتناغم توجهاتها مع حليفتها الأمريكية، واللتان اتفقتا على إخراج القضية من حيزها الأفريقي و تدويلها بنقلها إلى مجلس الأمن، الذراع الدولية للإدارة الأمريكية، كما أن الظروف السياسية والاقتصادية المتدهورة للدول الأفريقية، لا تؤهلها للعب دور في حل مشاكل بلدانها، فضلا على أن تكون قادرة على حل مشاكل خارج حدودها.
يبقى الحل إذن بأيدي السودانين أنفسهم، فيجب أن يُعيدوا اللحمة إلى أبناء الشعب، وعلى السودان أن يتصالح مع ذاته، ومن واجب التيارات الوطنية والإسلامية أن تسعى للحوار بعيداً عن الحسابات الضيقة، وأن تُضحي هي، قبل أن يكون السودان هو الضحية، وعلى حكومة الإنقاذ ابتداء، أن تُطلق سراح التيار الإسلامي وأن تتصالح معه؛ لأنه أهم سند يمكن الاعتماد عليه، لكون التيار الإسلامي غير مرتبط بجهات أجنبية، كما هو الحال بالعديد من التيارات الأخرى، وعلى الحكومة أن تُجري إصلاحات جذرية في الإدارة والدولة، وتوقف الظلم السياسي والاجتماعي والتميز بين السودانين، لقطع الطريق على حركات التمرد التي تنطلق من كل مكان، والتي سيدفعها الغرب الحاقد والخبيث إلى المطالبة بالانفصال آجلاً أم عاجلاً.
ويرى سياسيون بارزون أن السودان مُطالب بالتحرك بسرعة؛ لأن التسويف والمماطلة لا يخدمان إلا السياسة الأمريكية الإسرائيلية، التي تفتعل الأزمات لتقسيم البلاد، في ظل غفلة أو تغافل أبنائه.
فهل تكون السودان في مستوى التحديات؟
هذا ما سيُجيب عنه المستقبل القريب
وكتب فاروق جويده على موقع العرب اون لاين
تحت عنوان
هناك مخاطر كثيرة تهدد مصالح مصر في جنوب السودان.. لأول مرة في التاريخ القديم والحديث تنفصل مصر عن منابع نيلها جغرافيا وسياسيا لأن السودان لم يكن في يوم من الأيام أرضا وسكانا ودورا بعيدا عن مصر حتى في حالات ساءت فيها العلاقات.. كان السودان الموحد يشعرنا دائما أن النيل بين أيدينا وليس بعيدا عنا.. ومع قيام دولة في الجنوب هي الأقرب إلى دول حوض النيل جغرافيا وسكانيا وثقافية وعرقيا يمكن أن نقول إن النيل لم يعد كما كان وأن منابعه لم تعد قريبة منا كما كانت في ظل سودان موحد.
كان لدينا دائما إحساس بأن السودان هو العمق الذي يحمي ظهر مصر ومع تقسيم هذا العمق يمكن أن تشهد المنطقة أحداثا أخرى وتوازنات أخرى..
وإذا كان شمال السودان سوف يجد شيئا من الاستقرار في ظل مصر فإن الجنوب يمكن أن يكون مطمعا لقوى أخرى حوله وربما ترك ذلك آثارا بعيدة على دول الشمال مصر والسودان.. أن حوض النيل سوف ينقسم الآن أمام هذا الواقع الجغرافي والسكاني الجديد ما بين دول الشمال العربي مصر والسودان وما بين دول الجنوب الأفريقي حيث دول حوض النيل ومنابعه.. لا أحد يعلم مستقبل الجنوب أمام خلافات كثيرة على الحدود بين الدولة الجديدة وجيرانها.. ولا أحد يعلم أسلوب تأمين وحماية دولة بلا شواطئ تحيط بها ثقافات وديانات وأعراق مختلفة خاصة أن المستقبل قد يحمل لها موارد كثيرة تغري الجيران وتشجع المغامرين.. إن الخوف من تقسيم السودان وإعلان قيام دولة الجنوب ليس خوفا علي الشمال وحده ولكنه خوف مزدوج على جنوب قد لا يجد الحماية وشمال قد لا يجد الاستقرار وإذا أضفنا لذلك كله أزمة دارفور ومستقبلها الغامض وما ينتظر كردفان لأدركنا أن رياح التقسيم لن تتوقف عند جنوب السودان ولكنها ستطيح بأجزاء أخري داخل هذا الكيان الضخم..
ما يحدث في الجنوب الآن قد يكون بداية مسلسل جديد لتقسيم يشبه ما حدث في عشرينيات القرن الماضي على يد انجلترا وفرنسا وهما يقتسمان معا ما بقي من الدولة العثمانية.. مازالت أحلام إسرائيل الكبرى لم تتحق حتى الآن وإن بقيت دستورا في أدبيات الكيان الصهيوني.. إن تقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة مازال حلما في أجندة الإدارة الأمريكية.
كلنا يعلم أن تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات مستقلة كان وراء تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي كشرط لانسحاب القوات الأمريكية من العراق أن رهان إسرائيل الآن هو تقسيم العالم العربي حتي تصبح إسرائيل هي الدولة الكبرى وهذا يتطلب إقامة كيانات صغيرة في معظم الدول العربية.
منذ سنوات قليلة قدم باحث إسرائيلي يدعى عيديد ينون دراسة لوزارة الخارجية الإسرائيلية عن مستقبل تقسيم العالم العربي مؤكدا ضرورة استغلال الانقسامات العربية لأنها تصب في مصلحة إسرائيل.. إن تفتيت العالم العربي يجب أن يكون هدفا إسرائيليا واضحا وصريحا وهناك عوامل كثيرة تساعد على ذلك.
إن دول المغرب العربي تعاني انقسامات كثيرة بين العرب والبربر ولا توجد دولة عربية لا توجد فيها انقسامات دينية وعرقية وثقافية..هناك أغلبية عربية سنية إسلامية.. وأقليات أفريقية وأقليات مسيحية وهناك الأكراد في شمال العراق.. وفي دول الخليج أقليات شيعية نشطة في دول سنية.. وفي الأردن أغلبية فلسطينية وفي اليمن حرب أهلية وفي الصومال أيضا.. وفي لبنان أقليات شيعية وسنية ومسيحية ودروز..
وبجانب هذا فإن نمو تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي أدى إلى وجود تقسيمات أوسع وهناك تقسيمات متوقعة في دول مثل اليمن والعراق والسودان والمغرب والجزائر.
إن دول المغرب العربي تعاني انقسامات كثيرة بين العرب والبربر ولا توجد دولة عربية لا توجد فيها انقسامات دينية وعرقية وثقافية..هناك أغلبية عربية سنية إسلامية.. وأقليات أفريقية وأقليات مسيحية وهناك الأكراد في شمال العراق.. وفي دول الخليج أقليات شيعية نشطة في دول سنية.. وفي الأردن أغلبية فلسطينية وفي اليمن حرب أهلية وفي الصومال أيضا.. وفي لبنان أقليات شيعية وسنية ومسيحية ودروز..
وبجانب هذا فإن نمو تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي أدى إلى وجود تقسيمات أوسع وهناك تقسيمات متوقعة في دول مثل اليمن والعراق والسودان والمغرب والجزائر.
ولم يكن غريبا أن بن غريون رئيس وزراء إسرائيل وضع خارطة تقسيم العراق في عام 1952 مستندا إلى نبوءات وأساطير يهودية قديمة على أساس قيام ثلاثة كيانات منفصلة ولعل هذا هو ما يجري الآن تحت راية الاحتلال الأمريكي ومؤامرات الدولة الصهيونية.
ولو أننا رصدنا ما حدث بين فتح وحماس في فلسطين أو ما يحدث بين الشيعة والسنة في العراق والوضع في اليمن والصومال وما يجري في لبنان والحرب الأهلية في الجزائر لاكتشفنا أن مؤامرات التقسيم مازالت تطارد الشعوب والحكومات العربية.. وقد شجع على ذلك ظهور النزعات العرقية والدينية وعودة العلاقات العربية إلى مربع القرابة والقبلية والدين والمذهب واللغة والأرض بحيث عادت هذه العلاقات إلى سيرتها الأولى بعيدا عن مبدأ عريق يسمى المواطنة.
ومع هذا كان تراجع دور النخبة وسقوط منظومة القومية العربية وما شهده العالم العربي من مظاهر التشرذم السياسي والثقافي والوطني.
في ظل هذا زادت مساحات المد الديني وكان من الغريب أن يسقط النظام السياسي العلماني الوحيد في العالم العربي على يد القوات الأمريكية واحتلال العراق وتقسيم هذا الكيان الضخم إلى كيانات دينية وعرقية على يد أكبر دولة كانت تتحدث عن شعارات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية..
في ظل هذه التوجهات والمؤمرات يقدم السودان اليوم نموذجا لعمليات التقسيم التي يمكن أن يشهدها العالم العربي وفي كل دولة عربية يوجد لغم يشبه جنوب السودان يمكن أن ينفجر في أي وقت ويبدو أمامنا العالم العربي ممزقا مقسما بلا هوية.
لقد حاربت الشعوب العربية الاستعمار الغربي وحصلت على حريتها واستقلالها وقدمت ملاين الشهداء ولكن الاستعمار وقبل أن يرحل ترك للشعوب العربية ما يكفي من أسباب الصراع بينها.. ولهذا لم يكن غريبا أن تدور الحرب في السودان بين أبناء الشعب الواحد عشرين عاما وينتهي الأمر بالانفصال.. وما حدث في السودان يدور الآن في اليمن.. وفي فلسطين تتسع دائرة الصراع بين فتح وحماس وفي الجزائر دارت حرب أهلية سقط فيها آلاف القتلي وفي لبنان ضيعت الحرب الأهلية أكثر من 16 عاما من عمر الشعب اللبناني ومازال يدفع ثمنها حتى الآن.
إن المأساة الحقيقية أن انفصال الجنوب في السودان لن يكون آخر كوارث هذه الأمة ولكن هناك دولا أخرى تنتظر دورها في الانفصال والتقسيم وظهور كيانات جديدة وللأسف الشديد إن بيننا من يسعي لذلك ومن يخدم مخطات مشبوهة تسعى إلى تمزيق هذه الأمة والشعوب في النهاية هي التي تدفع الثمن.
إن أغرب ما في هذا المشهد الدامي هو الصمت العربي عن كل ما يجري في السودان الآن رغم أن هذا الذي نراه مجرد مشهد في رواية طويلة تنتظر هذه الأمة وهي للأسف الشديد تحمل الكثير من الأحداث والمخاطر.
هذا ليس المقال كاملاً
ولكن تم حذف بعض الفقرات
حتى لا نطيل عليكم
واشنطن تستعد لتعين سفير لها في "جنوب السودان"
لخرطوم:
اكد مسئول امريكي رفيع المستوى ان واشنطن تستعد لتعين سفير لها في جنوب السودان في حال تم الانفصال وذلك لتأسيس وتطوير علاقتها مع الدولة الوليدة.
ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن المسئول الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه قوله: "ان الامر الاول الذي سنقوم به هو تعين رسمي لسفير هناك، وبعدها تأسيس وتطوير علاقة مع جنوب السودان من أجل معالجة التحديات الكثيرة أمامه".
واشار المسئول الامريكي الى انه من "ضمن تلك التحديات معالجة المشكلات الزراعية والمياه والبنى التحتية، بالإضافة إلى المشاورات السياسية لحل القضايا العالقة مع شمال السودان التي تشمل تحديد الحدود والتشارك في الموارد الطبيعية مثل النفط".
في ذات السياق، يتوجه المبعوث الأمريكي الخاص للسودان الجنرال المتقاعد سكوت جريشن إلى السودان اليوم الخميس، حيث سيوجد في السودان خلال فترة الاستفتاء مع مجموعة من المسئولين والخبراء السودانين.
ويجري جريشن لقاءات مع مسئولين في الخرطوم، مع السيناتور الأمريكي النافذ جون كيري، الذي وصل إلى السودان قبل يومين، مواصلة للجهود الدبلوماسية الأمريكية لضمان نجاح الاستفتاء ومنع أي مواجهات مسلحة خلال العملية الحساسة أو بعدها.
ويتوجه المواطنون الجنوبيون الاحد المقبل لصناديق الاقتراع من أجل تقرير مصيرهم مابين الوحدة مع الشمال أو الانفصال عبر استفتاء يحظى باهتمام دولي وإقليمي واسع ، ويجري هذا الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2024 بشأن تقرير مصير جنوب السودان.
ويرجح المراقبون أن يؤدي استفتاء الجنوب إلى انفصال أكبر بلد في القارة الإفريقية ، ويرى مراقبون إن خيار الانفصال لن يكون أمرا سهلا.
المصدر : موقع محيط
مفكرة الاسلام:
أكد الداعية الإسلامي الدكتور صلاح الدين سلطان أنه يحرم حرمة قطعية إجراء استفتاء جنوب السودان، ويحرم على أي مسلم أن يصوت لصالح الانفصال وأن ذلك يعد خيانة لله وللمؤمنين.
واستدل الدكتور صلاح على كلامه بعدة أدلة وقال: "أولاً هذا الاستفتاء أكرهت عليه الحكومة السودانية، وفي الحديث: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وأضاف: "ثانيًا إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن ندافع عن أرضنا، وأن ندافع عن أرض الإسلام والمسلمين، فهذه أرض إسلامية كيف نحولها إلى أرض غير إسلامية؟!".
وأردف الدكتور صلاح في مقال نشره على موقعه كلامه للسوداني: "إنكم أيها الإخوة المسلمون إذا صوتم لصالح الانفصال ستكونون كالمستجير من الرمضاء بالنار، أنتم الأول في حضن دولة إسلامية، ترفع شعار الإسلام مهما كان فيها من تقصير، لكنكم ستئولون مستضعفين أقلية وسوف ينشط التنصير كما وعدوا منذ بدايات القرن العشرين، أن ينصروا هذا القرن الإفريقي، لكي يطبقوا على الشمال الإسلامي".
وقال المقال: "لا يمكن على الإطلاق أن توافق أية اجتهادات صحيحة على هذا الانفصال، لا من جانب الحكومة ولا من جانب المسلمين المقيمين الذين سيصوتون".
مصلحة "إسرائيل" في تقسيم السودان
وأضاف الدكتور صلاح: "في إطار فقه المآلات إذا كانت "إسرائيل" سوف تستخدم الجنوب، وأمريكا وأوروبا سوف يستخدمون الجنوب في التنغيص والتحريش والحرب والقتال، فلتكن الحرب الآن فهي أقل ضرًا إذا كانت داخل الدولة الواحدة، يكون تدخل الدول الأجنبية تدخل في شئون دولة واحدة، أما إن صارتا دولتين فالمطارات، والثغور، والموانئ، أي اعتداء سيكون اعتداء من دولة أخرى يستوجب أن تتحرك هيئة الأمم التي لم تتحرك ولا مرة واحدة من أجل الفلسطينين، ولا من أجل الكشميرين، ولا من أجل تركمنستان الشرقية في الصين، ولا من أجل إخواننا في الشيشان، ولا من أجل إنقاذ الأوضاع في السودان، إنما دخلت للتحريش، ودخلت للتضلي، ودخلت للتمزيق والتفريق لأمة الإسلام والمسلمين