هذه حالات في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنه 1- فأما التي مات قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – فيالجنه من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما في الجنه اأعزب ) – أخرجه مسلم – قال الشيخ ابن عثيمين : إذا لم تتزوج – أي – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها عينها في الجنه.. فالنعيم في الجنهليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم : الزواج .
2- ومثلها التي مات وهي مطلقة .
3- ومثلها التي لم يدخل زوجها الجنه. قال الشيخ ابن عثيمين : ف إذا كانت من أهل الجنه ولم
تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنه فإنها إذا دخلت الجنهفهناك من أهل الجنه من لم يتزوجوا من الرجال . أي فيتزوجها أحدهم .
4- وأما التي مات بعد زواجها فهي – في الجنه – لزوجها الذي مات عنه .
5- وأما التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى مات فهي زوجة له في الجنه6- وأما التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لآخر أزواجها ) – سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني .
ولقول حذيفة – رضي الله عنه – لامرأته : ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنهفلا تزوجي بعدي فإن
في الجنهلآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنه) .
مسألة: قد يقول قائل : إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة .. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنه وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها ؟
والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين : إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة بعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت ك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله تعالى : ( ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) – سورة إبراهيم آية 48- والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت .
ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم للنساء : ( إني رأيتكن أكثر أهل النار …) وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أقل ساكني الجنه النساء) –أخرجه البخاري ومسلم –
ورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا .
فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بين الأحاديث السابقة : أي هل النساءأكثر في الجنه أم في النار ؟
فقال بعضهم : بأن النساءيكن أكثر أهل الجنه وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن . قال القاضي عياض : (النساء أكثر ولد آدم ) .
وقال بعضهم : بأنالنساءأكثر أهل النار للأحاديث السابقة . وأنهن – أيضا – أكثر أهل الجنه إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنه .
وقال آخرون : بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنه بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –
قال القرطبي تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتكن أكثر أهل النار ) : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساءفي النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال : لا إله إلا الله فالنساء فيالجنه أكثر ) .
الحاصل : أن تحرص أن لا تكون من أهل النار .
إذا دخلت الجنه فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الجنه لايدخلها عجوز …. إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنه حولهن أبكارا ) .
ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن فيالجنه أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله .
قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنه .
وبعد : فهذه الجنه قد تزينت لكن معشرالنساء
كما تزينت للرجال ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم ، فليكن خلودكن في الجنه – إن شاء الله – واعلمن أن الجنه مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنه من أي أبواب الجنه شئت ) .
واحذرن – كل الحذر – دعاة الفتنة و( تدمير ) من الذين يودون إفسادكن وابتذالكن وصرفكن عن الفوز بنعيمالجنه . ولا تُغرن بعبارات وزخارف هؤلاء المتحررين والمتحررات من الكتاب والكاتبات ومثلهم أصحاب ( القنوات ) فإنهم كما قال تعالى : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) .
أسأل الله أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم وأن يجعلهن هاديات مهديات وأن يصرف عنهن شياطين الأنس من دعاة وداعيات ( تدمير ) وإفسادها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم